توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منطق الغزالة!

  مصر اليوم -

منطق الغزالة

سليمان جودة

فى المركز العلمى الذى أنشأته مؤسسة التقدم العلمى فى الكويت عام 2000، شاهدت فيلماً بالأبعاد الثلاثية عن مملكة الحيوان فى كينيا!

الفيلم مدته 45 دقيقة، ويعرضه المركز ضمن خمسة أفلام علمية أخرى، وتحظى كلها بإقبال كبير من طلبة الجامعات والمدارس، ثم من الجمهور بوجه عام، لأنها مثيرة، ومفيدة معاً!

وقد كنت طوال الفيلم أركز النظر على حيوانين اثنين لا ثالث لهما: الأسد.. والغزالة.. ولأسباب سوف أذكرها حالاً!

وقد رأيت تشابهاً من نوع ما بين الزرافة برقبتها الطويلة جداً وطائر الفلامنكو، طويل الرقبة والساقين أيضاً، وتكاد رقبته الرقيقة تصل إلى طول مثيلتها عند الزرافة، لولا أن جسده صغير دقيق، ولولا أن هناك بالطبع نوعاً من النسبة والتناسب بين طول الرقبة عنده وبين حجم جسمه كله بالإجمال!

وحين انقض الأسد على إحدى فرائسه فى الفيلم، فى فضاء صحراء كينيا الواسعة، فالواضح أن التهام الفريسة قد راح يمر على ثلاث مراحل، أما الأولى فهى التى يعكف فيها الأسد عليها وحده، حتى يمتلئ بطنه، فلا يشاركه فيها أحد، فإذا امتلأ انصرف، لتأتى الضباع من بعده، فى مجموعات، وتستكمل نهشاً، وفى استعجال، ما كان قد بدأه الأسد فى هدوء، ودون إزعاج من أحد من حيوانات الغابة التى تظل تتحلق من حوله، فى شبه دائرة، وتظل ترقبه وهو يتناول وجبته فى متعة، ثم تظل تنتظر دورها، وتترقبه، وتمنى نفسها بوجبة شهية!.. وإذا انصرفت الضباع جاءت النسور فلا تترك شيئاً بمناقيرها الحادة، فى جسد الفريسة الممدد أمامها فى استسلام، سوى العظم والضلوع يعبث بها الهواء!

أما لماذا بدأت هذه السطور بالأسد، ومعه الغزالة، فلأن علماء الحيوانات كانوا قد لاحظوا أن متوسط سرعة الأسد 58 كيلومتراً فى الساعة، وأن متوسط سرعة الغزالة 90 كيلومتراً، ومع ذلك فإنه إذا طاردها يلحق بها سريعاً، وتصبح أشهى وجباته!

التفسير أن الغزال يتلفت وراءه كثيراً، وهو يجرى، ولأنه يفعل ذلك مراراً، فإن تكرار الأمر يعطله، ويعطى الأسد الفرصة لأن يلحق به ويدركه بسهولة، ثم يلتهمه فى سهولة أشد!

نحن، فى مملكة الإنسان، ثم فى مصر بوجه خاص، نتلفت وراءنا كثيراً، وبمعنى أدق ننشغل بماضينا، الذى صار وراءنا، بأكثر مما ننظر أمامنا، وننشغل بمستقبلنا، فيضيع أغلب وقتنا فى الانشغال بأشياء فى الماضى، لا قيمة لها، ونعطى أعداءنا الفرصة نفسها التى يعطيها الغزال للأسد عندما يتلفت وراءه كثيراً!

لا يجوز أن ننشغل بما مضى، إلا بقدر ما يضيف لحاضرنا، ومعه مستقبلنا.. وماعدا ذلك تضييع وقت!

نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطق الغزالة منطق الغزالة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon