توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاليم ننتظرها.. ومليارات نبددها!

  مصر اليوم -

ملاليم ننتظرها ومليارات نبددها

سليمان جودة


تبرعت جمعية مستثمرى البحر الأحمر بثلاثة ملايين جنيه لصندوق «تحيا مصر»، بما يعنى أن الصندوق الذى قال عنه الرئيس مؤخرا إنه جمع ستة مليارات، وفقط، قد زاد ثلاثة ملايين، وهى كما ترى زيادة طفيفة للغاية. وتكاد تكون بلا قيمة، قياساً على حجم الآمال فى الصندوق، وقياساً على ما تم جمعه فعلاً، ثم قياساً على طموح الرئيس من خلاله.
وأنت لا تستطيع أن تلوم الجمعية على أنها لم تتبرع بمبلغ أكبر، لأن الأكبر والأصغر مسألة نسبية، ولأن ما نراه مبلغاً زهيداً قد تراه هى مبلغاً كبيراً، ثم إننا نتكلم عن «تبرع» لا عن إجبار، ومن شأن التبرع أن يقوم به صاحبه تطوعاً، وألا يُلام إذا لم يبادر به.. لا يلام أبداً!
إنما الذى يجب أن يلام حقاً هو هذه الدولة التى تصمم على أن تنشغل بالملاليم، وتغض بصرها، راضية، عن ملايين ضائعة، بل عن مئات الملايين، وكذلك عن مليارات مهدرة!
ففى أهرام الجمعة الماضى، أن مباحث الضرائب والرسوم ضبطت 5452 حالة تهرب ضريبى بقيمة 85 مليار جنيه، خلال الثمانية أشهر الماضية.
نتكلم إذن عن 85 ألف مليون جنيه تم التهرب من دفعها كمستحقات للدولة، خلال ثمانية أشهر لا أكثر.. فكم ملياراً فى المقابل لم يتم ضبطها خلال عام، وعامين، وثلاثة مضت؟!
لذلك، قلنا من قبل، ونقول اليوم، وسوف نظل نقول إن الصندوق فكرة نبيلة، ولكن الرهان عليها رهان على شئ غير مضمون بالمرة، وليس أدل على ذلك إلا أن الرئيس نفسه قال عند بدء إنشائه إن طموحه فيه لا يقل عن مائة مليار، فإذا به بعد ستة أشهر يجد نفسه أمام حصيلة هزيلة، وإذا بالرئيس يتكلم عن هذه الحصيلة، ولسان حاله يقول ما معناه فى أمثالنا الشعبية إن هذا هو الله وإن هذه هى حكمته!
ولابد أن الدولة التى تعرف أن 85 ملياراً تم التهرب من دفعها، خلال ثمانية أشهر فقط، ثم تصر على أن تظل تنتظر 3 ملايين جنيه من جمعية مستثمرين، إنما هى دولة تعانى خللاً فى عقلها، تقدم الأقل أهمية على ما هو أهم، وتفرح بثلاثة ملايين جاءتها صدفة، وتبرعاً، وتطوعاً، ولا تحزن فى الوقت ذاته على 85 ملياراً ضاعت عليها فى أقل من عام، ولا على أضعاف هذا المبلغ، مما لم تتوصل إليه مباحث الضرائب!
متى تقتنع دولتنا بأنه لا موارد أساسية لها، إلا من الضرائب، وأن نظاماً ضريبياً دقيقاً كفيل بأن يجلب لها عشرة أضعاف ما كانت تراهن عليه، ولاتزال، فى الصندوق الشهير؟!
إنها لسبب غير مفهوم تترك المضمون، وتذهب لتفتش عما يمكن أن يأتى، أو لا يأتى، وبالنسبة نفسها من الاحتمال فى الحالتين!
المقدمات، كما يقول أهل المنطق، تؤدى إلى نتائج، وأظن أن ستة أشهر من عمر الصندوق كافية لقراءة حجم ما سوف يأتيه فى المستقبل، مهما طال الوقت، وهى أيضاً كافية جداً لأن تدرك الدولة أن الذى لا يتبرع للصندوق ولا يلام سوف يقع تحت طائلة الحساب إذا ما قصّر فى دفع ضرائبه، بشرط أن نعلن مسبقاً نسبة الضرائب المستحقة على الأرباح، وأن تظل النسبة ثابتة لفترة طويلة، فيعرف المستثمر، أو المموّل، رأسه من قدميه، وينهض فى كل صباح، وهو عارف أنه أمام دولة فيها نظام ضرائبى دقيق وثابت، لا أمام نظام عشوائى ومتقلب!
مليارات الضرائب أبقى من ملاليم الصندوق!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاليم ننتظرها ومليارات نبددها ملاليم ننتظرها ومليارات نبددها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon