توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقبرتان فى دمشق!

  مصر اليوم -

مقبرتان فى دمشق

سليمان جودة

لا يمكن أن تكون فى العاصمة السورية دمشق ثم لا تزور الجامع الأموى، الذى يجعلك على الفور تعيش أجواء مسجد الإمام الحسين فى القاهرة، بكل روائح التاريخ التى تحيط به، ثم تعانقه من كل جانب!

وعلى ذكر الجامع الأموى، الذى ينتسب - كما ترى من اسمه - إلى الدولة الأموية، التى حكمت عالمنا الإسلامى فى أيامها مائة عام، والتى كان مقرها دمشق، وكانت الأعوام المائة من 32 هجرية إلى 132 هجرية، فإننى أذكر أنى حين كنت أطالع يوماً فى تاريخها توقفت عند موسى بن نصير، فاتح شمال أفريقيا، والأندلس «إسبانيا والبرتغال حالياً»، وكيف أنه لما كان فى طريقه، ذات يوم، من القاهرة إلى لقاء مع الخليفة الوليد بن عبدالملك فى دمشق، قال إن المسافة بين المدينتين تستغرق بضعة أسابيع!

ولأن كلمة «بضع» أو «بضعة» فى اللغة تعنى أن يكون العدد من ثلاثة إلى تسعة، فهذا معناه أن المسافة التى تقطعها الطائرة الآن فى ساعة واحدة لا أكثر، كان موسى بن نصير، والذين عاشوا أيامه، يقطعونها فى مسافة زمنية حدها الأدنى ثلاثة أسابيع، وحدها الأقصى تسعة أسابيع!

ولا يمكن أن تكون هناك، مثلى، ثم لا تزور قبر رأس نبى الله يحيى عليه السلام، فى داخل الجامع الأموى.. أما قبر جسده فلا أحد يعرف أين هو على وجه اليقين!

ثم لا يمكن أن تكون هناك ولا تزور قبر السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى، المجاور للجامع، وسوف تقرأ على قبر ذلك البطل، الذى صد هجوم الصليبيين وحقق عليهم نصراً حاسماً فى موقعة حطين الشهيرة، أنه مات فى عام 1193 ميلادية، وسوف يدهشك أن تجد له قبرين متلاصقين: واحد له إطار خشبى هو المدفون فيه فعلاً، وآخر من الرخام كان ملك ألمانيا «غليوم الثانى»، قد زار دمشق عام 1878، فأزعجه أن يكون بطل بحجم صلاح الدين مدفوناً فى مقبرة خشبية، فأهدى إلى الدولة العثمانية، أيامها، قبراً رخامياً يليق بالبطل الراقد فى مكانه، فى سلام!

وقد وضعوا القبر الجديد إلى جوار القديم، ثم نقشوا على كل واحد ما يشير إليه، وقالوا إن الأول يضم رفات البطل، وإن الثانى يخلو من أى شىء!.. فكأن الله تعالى قد أراد أن يميز صلاح الدين فى موته، كما ميزه ببطولته فى حياته، فجعل له، خلافاً لسائر الأبطال، قبرين اثنين!

وإلى جانبه يتمدد الشيخ الإمام رمضان البوطى، وحفيده، ولابد أننا نذكر أن الشيخ الإمام، الذى كان عالماً فذاً، قد فارق الدنيا فى مارس 2013، عندما كان يلقى درس تفسير فى جامع الإيمان بدمشق، ففاجأه إرهابى أحاط نفسه بحزام ناسف، فسقط الإمام شهيداً داخل الجامع، ومعه حفيده، وعشرات من طلابه الذين كانوا ينصتون إلى درس التفسير!

وعلى مسافة خطوات من البطل، والإمام، ترقد السيدة رقية، بنت الحسين، عليهما السلام.. إنها بقعة ينام فيها رجال، وسيدات، كانت رسالتهم فى الدنيا رسالة محبة، ورسالة سلام.. فلنأخذها عنهم!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقبرتان فى دمشق مقبرتان فى دمشق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon