توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرجع المراجع!

  مصر اليوم -

مرجع المراجع

سليمان جودة

هذا رجل تدعوك مواقفه إلى الإعجاب به، ويدعوك كلامه إلى الإنصات إليه، ويدعوك ثباته على مواقفه المضيئة إلى أن تتساءل: من أين يأتى بهذه القوة فيما يفعل ويقول؟!

لفت انتباهى إليه موقفان على وجه التحديد، وقد كان كل واحد فيهما علامة على طريق لا تخطئها عين!

كان الموقف الأول عندما أعلن مستشار الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، قبل شهر من الآن، أن إيران قد صارت إمبراطورية، وأن عاصمتها هى بغداد!.. صحيح أن المستشار إياه قد حاول لاحقاً أن يتملص من تصريحه، وصحيح أنه حاول أن يقول - ما معناه - إنه لم يقصد هذا المعنى بالضبط، ولكن الذى حدث أن التصريح جاء على لسانه هو، ولم يضعه أحد فى فمه، ولا أجبره أحد عليه، وقد بدا، بعد إطلاقه، وكأنه رصاصة انطلقت ويستحيل أن تعود إلى مكانها من جديد!

هنا.. خرج الرجل الذى أقصده، فقال بأن العراق لن يبدل تاريخه أبداً، ولن يتحول عن تراثه مطلقاً، وإن طهران إذا كانت تساعد العراق، فى مواجهة إرهاب هنا، أو هناك، فليس هذا معناه، أن تكون لها كلمة عليا فيه، وليس هذا معناه أن يتخلى العراق عن عراقيته، وليس هذا معناه، أن يتجرد العراق من عروبته!

قالها الرجل، بهذا الوضوح، وبهذه القوة، فى مواجهة إيران كلها، وقد كان الواحد منا يتوقع أن تأتى مثل هذه المعانى القوية، على لسان رئيس العراق، فؤاد معصوم، أو على لسان رئيس وزرائه، حيدر العبادى، غير أن ذلك لم يحدث، بكل أسف، فبدا الرجل الذى بدأت الحديث عنه، من أول هذه السطور، وكأنه دولة بمفرده، حين راح يعرى آخرين من حوله!

ثم كان هو نفسه، على موعد مع موقف آخر، لا يقل صلابة عن الأول.. وقد جاء الموقف الثانى حين بدأ الكونجرس الأمريكى، قبل أيام، فى مناقشة مشروع قانون يتيح للإدارة الأمريكية، عند إقراره، وتحويله من مشروع قانون، إلى قانون، أن تخصص 25٪ من المساعدات العسكرية الأمريكية للعراق، عام 2016، للأكراد فى شمال العراق تارة، ولأبناء السنة فى وسطه، تارة أخرى، ودون المرور بالحكومة المركزية، وكأنها، والحال هكذا، غير موجودة!

مشروع قانون كهذا، معناه أن الأمريكان يريدون أن يتعاملوا مع دولة كردية هناك، ثم مع دولة سنية، بعيداً عن سلطان الدولة المركزية فى بغداد، ومعناه أن نوايا الأمريكان الدنيئة إزاء العراق، كبلد، قد بدأت تظهر، وتطفو على السطح، بل تجرى ترجمتها فى خطوات على الأرض!

هنا أيضاً، خرج الرجل ليعلن بكل بأس، أن مشروع القانون الأمريكى مرفوض تماماً، وأن النوايا التى تقف وراء مشروع القانون مكشوفة، ومردودة فى وجوه أصحابها، وأن العراقيين جميعاً، دون استثناء، مدعوون إلى أن يتخذوا موقفاً وطنياً موحداً ضد مشروع القانون، وأن يكون ولاؤهم المطلق، وانتماؤهم الأصيل، للعراق الموحد، الذى لا تعنيه ولا تنال منه مثل هذه الدعوات الأمريكية المفضوحة، بمثل ما يجب ألا تنال منه الدعوات الإيرانية المماثلة من قبل!

الآن.. أريد أن أقول لك، إن الرجل الذى أقصده، هو المرجع العراقى على السيستانى، وإنه إذا كان يوصف فى بلده بأنه «مرجع المراجع» باعتباره رجل دين بارزاً، فهو مرجع المراجع فى الوطنية بمعناها السامى، كما ترى، وليس فى أمور الدين وحدها!

ما أحوج كثيرين بيننا، إلى أن يتعلموا من هذا الرجل درساً فى الوطنية، وفى الولاء للبلد، كيف يكون!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرجع المراجع مرجع المراجع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon