توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى نقدم البشر على الحجر؟!

  مصر اليوم -

متى نقدم البشر على الحجر

سليمان جودة

هل كتب الله على المصرى أن يظل يقارن بين كل عاصمة يذهب إليها وبين القاهرة، وأن تأتى المقارنة، فى أغلب المرات، إن لم تكن فى كلها، لغير صالحنا؟!.. نريد، ولو مرة لوجه الله، أن نذهب إلى هذه العاصمة العربية، أو تلك، فنكتشف أن حال قاهرتنا صار أفضل، وأنها أجمل، وأهدأ!

وربما لاحظت أنت أن سقف طموحنا فى المقارنة قد تراجع، وأننا لم نعد نريد أن نقارن بين القاهرة وبين باريس مثلاً... لا... إننا نتكلم عن عواصم عربية مجاورة لنا، أو قريبة منا، رغم أن الذين ذهبوا إلى العاصمة الفرنسية، على سبيل المثال، يعرفون أن الذين صمموا منطقة وسط البلد بكاملها فى عاصمتنا زمان كانوا متأثرين جداً بباريس، وأن قليلا من الاهتمام بهذه المنطقة، وقليلا من الرغبة فى إزالة تراب الإهمال عنها، يجعلها هى ومناطق بديعة فى باريس سواء.. طاف هذا كله فى ذهنى حين كنت فى الرباط هذا الأسبوع.. فالأشقاء فى المغرب أدركوا، مبكراً، ما تدركه أى حكومات عاقلة، وهو أن العواصم تنشأ لا ليتكدس فيها البشر.. بعضهم فوق بعض، كما هو الحال عندنا، وإنما لتكون مرآة للبلد، يدخلها الأجنبى، فيشعر على الفور بأنه فى مدينة تجذبه، ولا تطرده!

تسأل عن سر لهذا الهدوء فى العاصمة المغربية، وعما وراء هذا الجمال الذى يميز غالبية أحيائها، فتعرف أن المرافق الكبيرة موزعة بينها وبين سائر مدن الدولة المغربية، وأن المطار الأهم، مثلاً، موجود فى الدار البيضاء، وليس فى الرباط.. صحيح أن هذه الأخيرة تضم مطاراً، ولكن غالبية المسافرين إلى المغرب، يدخلونها من بوابة مطار الدار البيضاء، وليس من بوابة العاصمة، وهو الأمر الذى رفع أعباء كبيرة عن عاصمتهم، وجعلها فى صورتها العامة تليق بعاصمة فعلاً، ولم يجعل المواطنين يتكالبون على الإقامة فيها، لأنهم يكتشفون، وهذا سبب آخر مهم، أن المرافق العامة الموجودة فى أى مدينة بخلاف الرباط، متاحة عندهم بالجودة نفسها المتاحة بها فى العاصمة.. فلماذا يذهبون إليها، ولماذا يتزاحمون فيها، إذا كانت كل أسباب الحياة متاحة لهم فى أماكنهم، وحيث كانوا؟!

وسوف يدهشك أن تعرف أن الصحف المغربية كلها موجودة فى الدار البيضاء. وليس فى العاصمة، وهو شىء لابد أنه يخلف انطباعاً لدى كل مواطن بأن الله الذى خلق العاصمة لهم، قد خلق غيرها من المدن، وأنه كمواطن ليس مضطرا للذهاب إلى العاصمة، ليقضى أى مصلحة من أى نوع، لأنه يستطيع أن يقضيها حيث هو، وبالسهولة نفسها التى يجدها المقيمون فى الرباط.

على أطرافها، تقع مساحة هائلة من الحدائق العامة والغابات، وهى منطقة معروفة هناك، وتمتد لآلاف الأفدنة، ولم أستطع أن أمنع نفسى من المقارنة بينها وبين مطار إمبابة الواقع بدوره على أطراف قاهرتنا، والذى يمثل مساحة كبيرة يتيمة، كنا، ولانزال نتمنى أن نجده كله، لا بعضه، حديقة عامة مفتوحة يلوذ بها الذين يضيقون بغبار القاهرة، وترابها وزحامها، وتلوثها ودخانها إلى أن ينصلح حالها.

سألت نفسى: هل يستكثر القائمون على الأمر فى بلدنا مساحة 215 فدانا، التى يمتد عليها مطار إمبابة القديم، على أهل القاهرة والجيزة معا؟!.. وهل كانت الحكاية فى حاجة إلى كل هذا الجهد منا فى الإعلام لتخلو المساحة كلها وتظل أرضا ممتدة ومزروعة بالشجر.. وفقط؟!.. ولماذا لم يفكر القائمون على الأمر فى المغرب فى طرح شبر واحد من مساحاتهم الهائلة، أمام المستثمرين، كما فكر مسؤولون وأصروا منذ أول لحظة خلت فيها أرض المطار.. متى يا رب يدرك مسؤولونا، بعد ثورتين، أن البشر والشجر يتقدمان دائماً على الحجر؟!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى نقدم البشر على الحجر متى نقدم البشر على الحجر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon