توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما وراء الصورة

  مصر اليوم -

ما وراء الصورة

سليمان جودة


تطلعت من جانبى إلى الصورة التى جمعت الرئيس مع مجلس مستشاريه من كبار علماء وخبراء البلد، ثم سألت نفسى: حين يكون لدينا كل هؤلاء، من أصحاب العقول الجبارة، مع غيرهم بالطبع ممن سأعود للحديث عنهم، ثم يكون هذا هو حالنا، فلابد أن هناك خللاً من نوع ما قد وقع.

وليس خافياً على أحد أن هذا الخلل هو أن فجوة قامت، طول الوقت، بين أصحاب العقول الكبيرة، من نوعية الرجال الذى كانوا على مائدة الرئيس، وبين صاحب القرار.

وليس للقاء الرئيس معهم من معنى، سوى أنه راغب حقاً، فى ردم هذه الفجوة، وفى أن تكون عقولنا العظيمة حاضرة إلى جواره، وأن تعطى ما عندها لبلدها، لعله يجتاز أزمته الراهنة.

وقد عدت أتطلع من جديد إلى ملامح الصورة، لأقول فى نفسى إن كل واحد من أعضاء هذا المجلس الاستشارى الجديد لابد أن عنده من الأفكار ما ينهض ببلاد بكاملها، لا ببلد واحد، ولذلك، فإذا كان تشكيل المجلس وانعقاده خبراً مهماً، وسعيداً، وباعثاً على التفاؤل، فإن الأهم أن ينعقد بشكل دورى، بحيث يجرى الاتفاق، فى كل جلسة، على موعد الجلسة اللاحقة، وأن يكون أمامه، كمجلس، مدى زمنى يضع فيه استراتيجية عامة للبلد، تمتد إلى كل مجال، خصوصاً مجال التعليم.

وقد لا أبالغ إذا قلت إن قرار تشكيل المجلس الاستشارى هو أهم قرار اتخذه عبدالفتاح السيسى منذ أن صار رئيساً، لا لشىء، إلا لأنه أصبح، الآن، على مسافة قريبة جداً من رؤية عامة وشاملة، يضعها أعضاء مجلسه الاستشارى، فيتصرف هو، كرئيس، على هداها، وتصبح بمثابة النور الذى يضىء له، ثم لنا، الطريق، وبمثابة الإشارات التى تشير إلى الاتجاهات الأربعة أمام عينيه.

وبصراحة أكثر، فإن الخطوات التى اتخذها الرئيس، منذ أن جلس على مقعده، كانت ولاتزال تفتقد «الرؤية» الجامعة، التى تضمها كلها فى إطار واحد، بحيث تكون كل خطوة مرتبطة بغيرها، ومتصلة بها، فى سياق واحد، وبحيث تكون كل الخطوات ذاهبة فى اتجاه واحد أيضاً، وعازمة على تحقيق الهدف نفسه.. ولابد أن غياب «الرؤية» الجامعة لا يعود، للأمانة، إلى نقص فى الرئيس، كشخص، بقدر ما يعود لعدم وجود مجموعة، هذا هو عملها، إلى جانبه.

ثم بصراحة أكثر وأكثر، فإنه من غير المتخيل أن يكون كل هؤلاء الرجال إلى جوار الرئيس، وأن تكون هذه العقول إلى جانبه، ثم يصدر عن الرئاسة، بعد اليوم، قرار يحار الناس فى فهمه، وفى استيعاب أبعاده، وخلفياته، ومراميه.. من غير المتخيل بكل تأكيد!

ولو كان لى أن أصور حالنا، ثم حال الرئيس قبل تشكيل هذا المجلس، وبعده، فقد كنا، قبل تشكيله، أشبه بمن يمشى فى صحراء ممتدة، دون أن تكون فى يده خريطة تحدد له أين هو، وإلى أين عليه أن يتجه، وفيما بعد تشكيل المجلس، صارت لدينا الخريطة، وأصبحت فى أيدينا بوصلة، فلا نتوجه إلى أسوان - مثلاً - ونحن فى الأصل نريد الذهاب للإسكندرية، ولا نسعى فى اتجاه الشمال - مثلاً.. مثلاً - ونحن نريد الجنوب.. وهكذا.. وهكذا.

قطع الرئيس 90 يوماً من رئاسته دون خريطة فى يده.. والآن.. صارت فى جيبه، والمهم أن يهتدى بها، طول الوقت، وأن تكون مفرودة أمام عينيه فى كل لحظة.. وعندها لن يضل.. ولن نضل معه.

هذا ما يمكن أن يقال عن مجلس الرئيس الاستشارى بوجه عام.. فإذا ما تأملنا تفاصيل الصورة التى جمعت أعضاء المجلس مع رئيس الدولة، كنا فى حاجة، بالضرورة، إلى كلام آخر يتجاوز الصورة إلى مضمونها، وما وراء مضمونها ذاته.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما وراء الصورة ما وراء الصورة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon