توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 4 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

ما هو أسوأ من الحرق!

  مصر اليوم -

ما هو أسوأ من الحرق

سليمان جودة

أسوأ ما فى حكاية حرق الكتب فى الجيزة، ليس أبداً أن وكيلة وزارة التعليم، فى المحافظة، كان عليها أن تختار طريقة أخرى للتعامل مع الكتب التى تدعو إلى العنف بين الناس.. لا.. ليس هذا هو أسوأ ما فى الحكاية، لأن الحرق، كأسلوب، رغم أنه سيئ، ورغم أنه مرفوض، إلا أن هناك، بكل أسف، ما هو أسوأ منه فى الموضوع كله بمراحل!

وأسوأ ما فى الحكاية، ليس أن وكيلة الوزارة لم ترجع إلى وزيرها المسؤول، قبل أن تتولى الإشراف على العملية من أولها إلى آخرها، وأمام الكاميرات، كما تابعنا جميعاً.. لا.. ليس هذا، مع سوئه الظاهر، هو أسوأ ما فى الأمر، لأن هناك ما هو أسوأ منه بكثير، كما سوف ترى معى حالاً، حين نتطلع إلى القضية فى مجملها.. أقصد قضية التعليم فى البلد كله، كقضية مستقبل لنا جميعاً.

وأسوأ ما فى الموضوع، ليس أن الوزير المسؤول د. محب الرافعى، قد فوجئ بما حصل، وأنه على الفور قد أحال المسؤولة إلى التحقيق!.. فهذا فى حد ذاته، أقصد أن يفاجأ الوزير بأمر كهذا فى وزارته، ودون علمه، يظل شيئاً سيئاً للغاية بالطبع.. ولكن.. هناك ما هو أسوأ منه، وأسوأ!

وتستطيع أنت، أن تظل تحصى الأشياء السيئة فى هذا الطريق، إلى ما لا نهاية، ثم تفاجأ، فى النهاية، أن كل السوء الذى أحصيته، إنما هناك ما هو أسوأ منه بكثير!

ما هو أسوأ من كل هذا كله، والذى ظللت أنا أستدرجك من أول هذه السطور إلى هنا، لتعرفه، أننا كنا طول الوقت نراهن على أن ينتقل شأن التعليم من إطاره الضيق، باعتباره شأناً يخص الوزير الجالس على الكرسى، ليصبح شأنا أعم يخص دولة بأكملها، وفى أعلى مستوياتها.. كنا نراهن على هذا، طوال سنوات مضت، ولانزال نراهن عليه طبعاً، ليس طعناً فى كفاءة هذا الوزير، أو ذاك، ولا إقلالاً من قيمته، ولكن لأن هذا هو أمر التعليم فى أى بلد، يريد أن يغادر تخلفه المقيم إلى حيث يقف مع بلاد العالم الناهض حيث هى، ولأن التعليم عندما يكون قضية دولة بكل كيانها، فلن يؤثر فيه، ولا عليه، عندئذ، رحيل وزير، أو مجىء آخر، وسوف يأتى أى وزير، حين يأتى، لينهمك منذ لحظته الأولى فى تنفيذ «سياسة دولة» فى التعليم، لا سياسته هو، وسوف يختلف كل وزير، عندئذ أيضاً، عن السابق عليه، واللاحق له، فى الأسلوب، وليس فى الهدف، ولا الغاية!

كنا نراهن على هذا، ونطلبه، ونلح عليه، وكانت الدولة، ولاتزال بكل أسف كذلك، تراوغ وتقول بأن لديها أولويات أخرى، أكثر ضغطاً عليها، مع أنها لو أنصفت نفسها، وأنصفتنا معها، لأدركت أن التعليم حين يكون أولويتها الأولى، التى لا تنازعها أولوية أخرى، فسوف يكون ذلك لصالحها هى كدولة، ذات كيان يحترمه العالم، قبل أن يكون لصالح كل واحد من مواطنيها!

كنا نراهن.. ونراهن.. ونراهن.. ونأسف لأن يكون التعليم فى البلد، قضية وزير، لا قضية دولة، فإذا بواقعة الحرق تصدمنا، بما لم يكن على بالنا، ولا على خاطرنا، وهو أن أمر التعليم قد انحدر ليصبح قضية وكيل الوزارة!! لا الوزير نفسه!!

فإذا وجدت أنت ما هو أسوأ من هذا فى مسيرة التعليم على أرضنا، فأرجوك أن تدلنى عليه.. أرجوك!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هو أسوأ من الحرق ما هو أسوأ من الحرق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon