توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لا أصدقه فى حق الرئيس

  مصر اليوم -

ما لا أصدقه فى حق الرئيس

سليمان جودة

لا أصدق أن يكون على رأس الدولة رجل قانون معتبر، ثم يعجز أصحاب حكم قضائى نهائى باتّ غير قابل للطعن عن تنفيذه.. رغم أن الرجل تدخل بنفسه، وأمر بالتنفيذ، فإذا ما أمر به مجرد سراب، وإذا بالذين يمسكون بالحكم القضائى فى أيديهم يشعرون، بكل أسف، بأن ما فى أيديهم بلا قيمة!
ولا أصدق، للحظة واحدة، أن يغادر الرئيس منصور قصر الرئاسة، ليقال عنه، فيما بعد، إنه قد غادره، وهو عاجز عن تنفيذ حكم قضائى نهائى باتّ غير قابل للطعن، وغير قادر على إنصاف أصحابه!
ولا أصدق، لمرة ثالثة، أن تكون ثورتان قد قامتا فى البلد، ثم يكون هذا هو حال ناس حصلوا على حكم قضائى نهائى باتّ لا يقبل الطعن، بأنهم أصحاب حق.. إذْ تبين لهم، فى النهاية أن حكم القضاء، حتى لو كان نهائياً، لا أثر له على الأرض، ما لم تسنده قوة لتنفذه، وهو ما لا تستطيعه الدولة كلها، بجلالة قدرها، حتى الآن!
وربما يذكر القارئ الكريم أنى كتبت فى هذا المكان، صباح الثلاثاء الماضى، متفائلاً، وكان سبب تفاؤلى، كما شرحته يومها، عائداً إلى أن حفلاً كان قد أقيم قبلها بأربع وعشرين ساعة، بحضور رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، لتنفيذ الحكم القضائى النهائى الباتّ الذى لا يقبل الطعن، لصالح جامعة النيل وأساتذتها وطلابها، وتسليمهم حقهم فى أرض جامعتهم وفى مبانيها.
كنت أكتب، صباح الثلاثاء، وكان الحفل قد أقيم، مساء الإثنين، أو بمعنى أدق، فإنى افترضت أنه أقيم، لأنى كتبت قبل إقامته بساعات معدودة على أصابع اليد الواحدة، فإذا بى أعلم فى اليوم التالى أن «محلب» قد اعتذر فجأة، وأن الحفل قد تأجل إلى أجل غير مسمى، وأن مدينة زويل، التى هى الخصم فى الموضوع، قد نشطت، ولا تزال، فى إقامة سور من السلك على قواعد خرسانية، حول مبنى من حق الجامعة بموجب حكم قضائى نهائى باتّ غير قابل للطعن!
المحزن فى الأمر أن الحفل الذى كان سيحضره رئيس الحكومة كان سيقام خارج مبانى الجامعة تماماً، وكأن الذين أعدوا لإقامته من جانب مدينة زويل قد أرادوا أن يقولوا لرئيس الحكومة إنه حتى لو جاء، واحتفل، فسوف يكون ذلك فى الشارع، إذا صح التعبير، وسوف يظل كل شىء فى أيديهم هم، رغم أنف حكم القضاء النهائى الباتّ غير القابل للطعن، ورغم أنف أمر رئيس الجمهورية، ورغم أنف تعليمات رئيس الحكومة!
كنت قد تفاءلت، الثلاثاء الماضى، لا لشىء إلا لأنى اعتبرت أن تنفيذ الحكم إنما هو انتصار للقانون، وكنت قد تفاءلت، لأنه إذا ما قررت الدولة، أى دولة، أن تنتصر للقانون، فإن ذلك فى حد ذاته يدعو للتفاؤل، خصوصاً إذا كانت دولة قامت فيها ثورتان!.. فإذا بتفاؤلى يتبخر مع شمس الصباح!
ولذلك، فما لا أصدقه فى حق الرئيس منصور (رجل القانون بالأساس) أن ينتهى تدخله فى الموضوع إلى نصرة الظالم، على المظلوم.. ولماذا لا؟ وقد انتهت القصة فى لحظتنا الحالية، إلى أن مدينة زويل قد حصلت على 200 فدان مجاناً، من أرض الدولة، مع قصر فى جاردن سيتى من المال العام، دون وجه حق، بينما طلاب وأساتذة «النيل» فى الشارع وفى أيديهم حكم قضائى نهائى باتّ غير قابل للطعن!!
بالطبع، فإن هناك أشخاصاً محددين يتحركون ضد تنفيذ الحكم القضائى النهائى الباتّ غير القابل للطعن، ويستميتون فى تحركاتهم، ويتصورون - وهذا هو الطريف فى الحكاية - أن الناس لا يرونهم، ويتخيلون أننا لا نلمحهم عن بعد، ونرصد حركتهم خطوة خطوة.. وسوف يأتى دورهم، واحداً، واحداً، وسوف أكشفهم بالاسم خلال أيام مقبلة بإذن الله، غير أنى أكتفى، اليوم، بأن أعيد ما بدأت به، وكررته مراراً، وهو أنى لا أصدق، ولو للحظة، أن يكون هذا هو حال القانون، فى دولة يرأسها رجل قانون!
"المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا أصدقه فى حق الرئيس ما لا أصدقه فى حق الرئيس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon