توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لا أتخيله فى أى سلفى!

  مصر اليوم -

ما لا أتخيله فى أى سلفى

سليمان جودة

هذه حكاية أهديها إلى حزب النور.. فمما يرويه أصدقاء القديس توما الأكوينى عنه، أنه كان جالساً، ذات يوم، مع صديق له، فى غرفة تطل على فضاء واسع، فإذا بالصديق يقوم من مكانه، إلى نافذة الغرفة، ثم يتطلع منها إلى شىء بدا أنه أدهشه للغاية!
ولم يشأ الصديق أن تأخذه الدهشة، وحده، وإنما راح يدعو «توما» إلى أن يسرع، وإلى أن يأتى فوراً إلى النافذة، لعله يرى ما يراه هو!
سأل «توما»، وكان لايزال فى مكانه، عما يدعوه صديقه إليه بهذه اللهفة، وكان رد الصديق أنه يرى، لأول مرة، بقرة تطير فى السماء!
وقد كان «توما» يثق فى صديقه تماماً، ولذلك لم يشك لحظة واحدة فى أنه سوف يرى، عندما يتطلع من النافذة، بقرة تطير فعلاً.. إنه - كما نعرف - قديس، كما أنه يثق فى الناس جميعاً، بمن فيهم طبعاً صديقه إياه، إلى أن يثبت العكس!
قام القديس من مكانه بحماس، واتجه إلى نافذة الغرفة، على أمل أن يرى ما لم يحدث أن رآه من قبل، وحين أطل من هناك، وراح يفتش فى أنحاء الفضاء، لم يقع على شىء مما دعاه إليه الصديق، فنظر إليه فى دهشة، وسأله فى براءة بالغة: أين يا صديقى البقرة التى تطير؟!
تطلع إليه الصديق، وهو يضحك ضحكة لها معنى، ثم يرد عليه فيما يشبه الاستخفاف: وهل تصدق، يا أخى القديس، أن بقرة فى الدنيا كلها يمكن أن تطير؟!
وفى لحظة، انسحب «توما» عائداً إلى مكانه فى الغرفة، وهو يردد فى أسى: والله، إنى أتخيل بقرة تطير أمام عينى، ولا أتخيل أبداً رجلاً يكذب!
إنها حكاية طافت فى ذهنى عندما قرأت أن حزب النور يطالب المرشح عبدالفتاح السيسى، بعد ظهور مؤشرات أولية عن انتخابات الرئاسة، بأن يعلن عزمه محاربة الفساد، والانحياز إلى الفقراء!
ولقد سألت نفسى: بأى وجه بالضبط، وأكاد أقول بأى حق، يطلب «النور» هذا الطلب من الرئيس المحتمل؟!
إننى أفهم أن يكون طلب من هذا النوع منطقياً، ومتسقاً مع نفسه، إذا ما كان الذى يطلبه صادقاً مع الناس، قبل أن يكون صادقاً مع ذاته.. أفهم هذا، وأتفهمه، وأقف إلى جواره، فى هذه الحالة فقط!
أما أن تخرج قيادات حزب النور قبل انتخابات الرئاسة، وتعلن دعمها المشير، فى الانتخابات، ثم نفاجأ على مدى ثلاثة أيام بأن سلفياً واحداً من أعضاء الحزب لم يذهب إلى الصندوق، وأن جميع السلفيين الذين يقال إنهم أكثر عدداً من الإخوان قد قاطعوا، فليس لهذا معنى سوى أننا أمام ناس تكذب كذباً صريحاً، وتقول لنا كلاماً، ثم تفعل عكسه باستمرار!
وأقول «باستمرار» لأن هذه ليست المرة الأولى، بكل أسف، فمن قبل فعلوها بالصورة نفسها، مرتين: مرة فى أثناء صياغة خريطة المستقبل، يوم 3 يوليو الماضى، عندما كانت قياداتهم تجلس مع الأزهر، والكنيسة، والشباب، والأحزاب، ليصوغوا ملامح الخريطة، بينما كان السلفيون فى عمومهم يساندون الإخوان الإرهابيين فى رابعة!
ومرة ثانية عندما شاركوا فى صياغة دستور 2014، وأقروا بما فيه، وتوافقوا مع الآخرين حوله، فلما حانت لحظة الاستفتاء عليه، يومى 14 و15 يناير الماضى، لم يخرج سلفى واحد يشارك فى الاستفتاء.
حدث هذا منهم ثلاث مرات كاملة، مع أنهم سلفيون، أى أنهم يقتدون بالسلف الصالح، أو هكذا يقولون، ثم يقولون أيضاً بأنهم يقتدون بالرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، وبصحابته الكرام!
إننى أتصور بقرة تطير أمام أعيننا كما كان القديس «توما» يتصور، ولا أتخيل أبداً سلفياً يكذب هكذا على الناس، غير أن هذه، بكل حزن، هى الحقيقة العارية!
"نقلا عن المصري اليوم "

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا أتخيله فى أى سلفى ما لا أتخيله فى أى سلفى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon