توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليست صدفة إيطالية!

  مصر اليوم -

ليست صدفة إيطالية

سليمان جودة

بيننا وبين إيطاليا ثلاث ساعات بالطائرة.. هى تقع شمال البحر المتوسط، على هيئة يد ممدودة فوق سطح البحر، ونحن نقع فى جنوبه فى المقابل.. هى عضو فى «الاتحاد من أجل المتوسط»، ونحن عضو فيه، ولسنا عضواً عادياً، بل نحن عضو مؤسس مع فرنسا.. ثم هى بلد ممتلئ بالفن المعروض فى كل ميدان، وفى كل شارع، ونحن بلد ممتلئ بالآثار التى لا نعرضها فى الميادين، ولا فى الشوارع، وإنما نغلق عليها الأبواب فى المخازن!

مثل هذه المعانى راحت تتوارد فى عقلى حين كنت أقارن بيننا وبين الإيطاليين، الذين يبلغ تعدادهم 60 مليوناً، ويزورهم 48 مليون سائح فى كل عام، ويصل عائد هذا الرقم فى الخزانة الإيطالية إلى نحو مائة مليار يورو فى كل سنة.

والسؤال هو: لماذا يتواضع نصيبنا من صناعة السياحة نفسها، حتى يصل بالكاد إلى عشرة ملايين سائح، مع أن عندنا من الشواطئ والمواقع الأثرية والمزارات المختلفة ما يجعل هذا الرقم مضروباً فى ثلاثة على الأقل؟!

لماذا لا نحصل إلا على ثلث ما يجب أن نحصل عليه فى سوق السياحة العالمية، التى تحولت مع الوقت إلى صناعة لها قواعد وأصول؟!

عندما كنت فى طريقى إلى روما، آخر الأسبوع الماضى، قرأت أشياء هنا، وأخرى هناك، عن السياحة عندهم، وعن سبب وصول عدد سياحهم إلى هذا الرقم الذى يوازى ثلثى عدد السكان تقريباً، ومما قرأته، واستوقفنى مثلاً، أنهم منذ وقت مبكر قد أخضعوا عقلية السائح عالمياً لدراسة وافية، وأنهم أرادوا منذ وقت مبكر أيضاً أن يعرفوا على وجه التحديد ماذا يريد السائح، إذا غادر بلده إليهم، وماذا لا يريد، ثم ماذا يريد السائح العربى، وفى منطقة الخليج تحديداً، إذا قرر أن يزور بلداً أوروبياً، وماذا كذلك لا يريد.

ولأن الأشياء البسيطة لا يجوز الاستهانة بها، ولا تجاهلها، فإنهم اكتشفوا وهم يدرسون عقلية السائح الخليجى، على سبيل المثال، أنه يفضل أن ينزل فى فندق تكون بوصلة اتجاه القبلة موجودة فى كل غرفة من غرفاته، ففعلوها، وفى اللحظة التى فعلوها فيها، ووضعوا بوصلة الصلاة فى كل غرفة، فإنهم فى ظنى كانوا يمارسون نوعاً من الإغراء غير المباشر لمثل هذه النوعية من السائحين، وكانوا يخاطبونه بما يريد ويحب، وكانوا يفعلون ذلك كله وهم على يقين من أنه لا شىء يأتى من فراغ، وأن السياحة لن تنتعش عندهم لمجرد أنهم يريدونها منتعشة، وإنما لأنهم «يعملون» بجد من أجل أن تكون هكذا.

ولم تكن صدفة أن متاحفهم هى المتاحف العالمية الوحيدة التى نكَّست أعلامها، يوم أن قتل تنظيم «داعش» الإرهابى خبير الآثار السورى خالد الأسعد، وفصل جسده عن رأسه، ثم علق الجسد على عمود كهرباء فى مدينة تدمر السورية، منتصف الشهر الماضى!

لم تكن صدفة، لأن علينا أن نتعلم من الدنيا حولنا، وإيطاليا فى المقدمة من هذه الدنيا، أن السياحة صناعة متكاملة الأركان، وأن ركناً منها إذا تداعى، أو سقط، فإن سائر الأركان لا تقوم.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست صدفة إيطالية ليست صدفة إيطالية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon