توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس للحكومة أن تتفرج!

  مصر اليوم -

ليس للحكومة أن تتفرج

سليمان جودة


نتفرج نحن فى القاهرة، حكومة وشعباً، على ما يجرى فى اليونان هذه الأيام، وكأن الحكاية هناك مجرد فُرجة، أو كأنها تخصهم وحدهم، رغم أنها ليست فُرجة بالمرة، ورغم أن فيها درساً بالغ الأهمية لكل حكومة مسؤولة، تريد فعلاً ألا يصل الأمر بمواطنيها، فى أى يوم، إلى ما وصل إليه مع الشعب اليونانى فى عاصمته أثينا!
ولابد أن المتابعين لما يدور على الأرض اليونانية، طوال أيام وأسابيع مضت، قد لاحظوا أن صحف العالم لا تتوقف عن نشر صور لمواطنين يونانيين أصابهم ما يشبه الانهيار، أمام فروع البنوك، حين ذهبوا إليها لصرف معاشاتهم، فلم يجدوا فيها شيئاً، وسقط كل واحد فيهم مُغمى عليه فى مكانه، وفى المقابل، كانت هناك عشرات الصور الأخرى لمواطنين يسألون الناس فى عرض الشارع أن يعطوهم، وأن يجودوا عليهم.. بأى مال!

وكانت الصور كلها فى النهاية، تقول بأنك أمام بلد زادت ديونه على حد الأمان، حتى وصلت إلى 331 مليار دولار، وحين حدث هذا، فإن الدائنين قد طلبوا وقفة، وقالوا بأنهم لن يمنحوا اليونان دولاراً واحداً زيادة بعد اليوم، إلا إذا كان ذلك مصحوباً بأسلوب حياة مختلف لليونانيين.. أسلوب يأتى ضمن خطة تقشف حقيقية، يفهم منها كل يونانى أن ما كان متاحاً أمامه، من قبل، لم يعد متاحاً، وأن عليه أن يعتمد على نفسه، بأكثر مما يعتمد على غيره، وأن يحذف من حياته بنوداً فى الإنفاق، لا سبيل أمام الجميع سوى حذفها كلها!

الغريب حقاً أن رئيس الوزراء اليونانى قد أجرى استفتاءً، يوم الأحد الماضى، راح يسأل اليونانيين فيه عما إذا كانوا يقبلون بخطة التقشف التى يطلبها الدائنون أم لا؟!.. وبمعنى آخر، فإن السؤال المطروح فى الاستفتاء قد جاء وكأنه يسأل المواطن اليونانى، عما إذا كان يقبل أن يعيش على قدر فلوسه، وعلى قدر دخله، مهما كان قليلاً، أم أنه يريد أن يظل يعيش كما هو، مستديناً من آخرين ضجوا بدورهم، من استدانة اليونان منهم، عاماً بعد عام؟!

وكان الطبيعى أن يرفض الشعب اليونانى، فى غالبيته، سؤال الاستفتاء، وأن يقول «لا» للتقشف الذى عليه أن يلتزم به، إذا أراد الحياة من جيبه، وليس من جيب غيره!

ولأن الذين تستدين منهم اليونان لا يجدون فلوسهم فى الشارع، فإنهم قد أفهموها، بكل لغة ممكنة، أنه لا دولار واحداً بعد الآن إلا إذا كان مقترناً ببرنامج تقشف جاد فعلاً.. برنامج يقول، بكل وضوح، إن من أراد أن يعيش مترفاً فليكن ذلك على حسابه!

وقد كنت، ولاأزال، أراقب ما يحدث عندهم، وأسأل نفسى عما إذا كانت حكومتنا قد أخذت الدرس الواجب منه، أم أنها مثلنا تتفرج.. إنه إذا جاز لآحاد المصريين أن يتفرجوا، فلا يجوز ذلك للحكومة بأى حال!

إجراء واحد على الأقل كنت أنتظره من حكومتنا، هو أن تأتى بقائمة وارداتنا أمامها، ثم تمسك قلماً، لتشطب به كل ما ليس له لزوم فى هذه القائمة، وهو كثير للغاية.. وهناك بالطبع إجراءات عديدة أخرى مطلوبة، وبسرعة، غير أن هذا الإجراء تحديداً، هو ما كنا ننتظره ابتداءً، ولانزال!

حكومتنا مثلنا تتفرج على المسلسل اليونانى، وهو عيب كبير فى حقها، فضلاً عن أنه يتناقض تماماً مع مقتضيات المسؤولية الملقاة على كتفيها إزاء كل مواطن.

عندى سؤال محدد للمهندس محلب: ماذا بالضبط دار فى خاطرك وأنت تتابع مسلسل اليونان، الذى يتأزم ساعة بعد ساعة؟!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس للحكومة أن تتفرج ليس للحكومة أن تتفرج



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon