توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا توقِّعها يا سيادة الرئيس!

  مصر اليوم -

لا توقِّعها يا سيادة الرئيس

سليمان جودة

فى مشروع الموازنة العامة الجديدة للدولة، الذى تلقاه الرئيس من الحكومة قبل أيام، ليعيده إليها بالموافقة أو الرفض، تقدير مختلف تماماً حجم الإنفاق العام على الصحة، وعلى التعليم، وعلى البحث العلمى!

هذه الموازنة الجديدة سوف يجرى العمل بها، فى حالة موافقة الرئيس عليها، ابتداءً من يوليو المقبل، وسوف يكون علينا أن نعرف أنها تتضمن للمرة الأولى فى تاريخ موازنات الدولة العامة، إنفاقاً عاماً على هذه الأوجه الثلاثة يصل إلى 10٪ من إجمالى الناتج المحلى، ولا يقل عنها!

والحكومة لا تأخذ بهذه النسبة، فى الموازنة العامة، لأنها كحكومة تحب الصحة، أو تحب التعليم، أو تحب البحث العلمى إلى هذا الحد، إذ لو كان الحال كذلك، لكانت قد خصصت مثل هذه النسبة، أو أكثر منها، من زمان، من تلقاء نفسها، ودون أن يلزمها دستور أو قانون بذلك.

ولكنها تخصصها لأن الدستور الجديد، الذى جرى إقراره فى يناير قبل الماضى، يرغمها على ذلك صراحة، من خلال نص صريح فيه!

والمسألة بالنسبة لهذه الملفات الثلاثة ليست فى أن تنفق عليها الكثير وفقط، وإنما فى أن تكون وأنت تنفق كدولة، تعرف لماذا تنفق، وأين يجب أن تنفق، وما هو الغرض فى النهاية من إنفاقك على صحة الناس، وعلى تعليمهم، وعلى بحثهم العلمى!

وإذا اتفقنا على أن التعليم بوجه خاص، هو مدرس، وهو منهج يدرسه الطالب، وهو مدرسة يتلقى فيها الطالب دروسه، فلابد أن علينا ونحن نخصص نسبة بهذا الحجم فى دستورنا، أن نحدد مسبقاً ماذا نريد للمدرس، وماذا نريد للمنهج، وماذا نريد للمدرسة.. لابد!

والسؤال بالنسبة للمنهج - مثلاً - يظل عما إذا كنا قد أخضعناه لمراجعة شاملة حقاً، بحيث ننفق عليه، حين ننفق، ونحن مطمئنون إلى أن إنفاقنا العام عليه، بهذه النسبة العالية الواردة فى الدستور، إنما هو إنفاق عام فى محله، وإنفاق عام له حصيلة إيجابية فى غاية المطاف؟!.. هل أخضعناه لمراجعة شاملة حتى نكون على يقين من أن الإنفاق عليه هو إنفاق فى موضعه تماماً؟!

مثلاً.. كتاب التاريخ المقرر على الصف السادس الابتدائى يقول وهو يقدم للطلاب ما حدث فى 30 يونيو 2013، إن كل ما حدث يومها أن محمد مرسى عرض على المعارضة الحوار، وأنها رفضت الحوار، فنزل المصريون إلى الشارع!!.. فهل بالله عليكم هذا هو كل ما حدث؟!.. وهل عرض «مرسى» وقتها الحوار، على المعارضة، فرفضت هى؟!

إن تقديم ما حدث لطلابنا على هذا النحو، يوحى بأن «مرسى» كان على حق، وأن المعارضة هى التى أخطأت، وأنها هى التى كانت رافضة للحوار مع رئيس الدولة وقتها، وأنها... وأنها... إلى آخر ما يختزل ما جرى يومها، وهو ضخم، فى أشياء فرعية، وغير حقيقية، ولا تمثل الحقيقة الحية فيما جرى!

هل منهج مقرر كهذا هو الذى سوف تنفق عليه الدولة الشىء الفلانى فى موازنتها العامة الجديدة؟!.. وهل سيضع الرئيس توقيعه بالموافقة على الموازنة العامة الجديدة، من أجل الإنفاق العام، بالشىء الفلانى على هذا التزييف لوعى الطلاب؟!.. إن هناك بالطبع الكثير من التزييف، فى مواضع أخرى من المقرر، مما أشرت إليه من قبل فى هذا المكان، ومما أشير إليه اليوم، ومما سوف أظل أشير إليه بإذن الله، لعل أحداً فى هذا البلد يغار، كما يجب، على مستقبل أبنائه!

إذا كان الأمر كذلك بالنسبة للمنهج، فإننى أدعو الرئيس، صادقاً، إلى ألا يوقع على الموازنة العامة الجديدة، حتى يتيقن من أنه ينفق على شىء يستحق فعلاً، وحتى يتيقن من أننا لن ننفق الفلوس فنهدرها، ونكون كمن خسر فلوسه فى المحكمة وخسر معها القضية أيضاً!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا توقِّعها يا سيادة الرئيس لا توقِّعها يا سيادة الرئيس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon