توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تخذلوا محمود أبوالنصر

  مصر اليوم -

لا تخذلوا محمود أبوالنصر

سليمان جودة

قبل أيام، سألت الدكتور حسام بدراوى عن الكثافة الطبيعية للطلاب فى أى فصل، من أى مدرسة، فقال: فى حدود 40 طالباً.. لا أكثر!

قلت: وكم تبلغ الآن فى فصول مدارس الحكومة؟! قال: 80 طالباً.. وربما أكثر!

قلت: وما الحل؟!.. قال: نحتاج إلى أن نبنى 50 ألف فصل سنوياً، على مدى 15 سنة متوالية، لنصل إلى الكثافة الأمثل!

تذكرت هذا الحوار مع الرجل، حين تأملت، صباح أمس، صور طلابنا وتلاميذنا، فى أول يوم دراسى لهم هذا العام، وسألت نفسى عما إذا كان أى واحد منهم سوف يحصل على أى تعليم حقيقى، فى ظل الكثافة الحالية، فى كل فصل، فضلاً، بالطبع، عن حال الفصل نفسه، كمكان لتلقى العلم: ثم حال المدرس، ومن بعده المنهج أو المقرر الذى يدرسه كل طالب؟!

وفى أول هذا الشهر، كان الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم، قد اجتمع مع عدد من الشباب، واشتكى يومها من أن وزارته لا تجد قطعة الأرض المطلوبة لبناء مدرسة، فى أكثر من مكان، رغم توافر التمويل اللازم لديها، وطلب الرجل مساعدة المجتمع المدنى، وناشده، فيما يشبه الرجاء، أن يكون عوناً للوزارة، فى هذا الاتجاه!

ولا أعرف ما إذا كان رجاء الوزير أبوالنصر قد وصل إلى آذان الذين يجب أن يصل إليهم، وأن يستجيبوا، أم لا، ولكن ما أعرفه أنى سأضع أمام كل قادر فى هذا البلد ما جرى، قبل أسابيع، مع جامعة هارفارد الأمريكية، من جانب طالب كان قد درس فيها زمان، ثم صار من القادرين جداً الآن.

لقد فوجئت الجامعة بأن أحد طلابها الذين تتلمذوا فيها، من قبل، قد أرسل إليها هبة منه شخصياً بلغت 350 مليون دولار، أى ما يقرب من 2.5 مليار جنيه مصرى!

الغريب أن الطالب ليس أمريكياً، بل هو من هونج كونج، واسمه جيرالد تشان، وقد رأى، حين بلغ من الثروة ما بلغه حالياً، أن هذا أقل واجب يمكن أن يقدمه للجامعة التى تعلم فيها ذات يوم!

الجامعة من جانبها قالت إن هذه أكبر هبة تتلقاها فى تاريخها كله، وثالث أكبر هبة تتلقاها أى جامعة فى العالم، وتكريماً للطالب المتبرع، فإنها قررت إطلاق اسم والده على كلية الصحة العامة فيها!

قرأت الخبر مرتين، وفى كل مرة كنت أعود لأسأل نفسى عما يمكن أن يصل إليه تعليمنا من مستوى، لو أن كل قادر فى مجتمعنا، فى الوقت الراهن، قد تعامل مع جامعته، أو مدرسته، بالمنطق نفسه الذى تعامل به طالب هونج كونج مع جامعته الأمريكية؟!

هل تبقى جامعة عندنا، بعدها، فى حاجة إلى عون من الدولة؟ وهل تبقى مدرسة، بعدها أيضاً، بكثافة 80 طالباً، أو أكثر، فى كل فصل؟!.. وهل سيكون الوزير أبوالنصر، أو أى وزير تعليم، غيره، فى حاجة، بعدها كذلك، إلى أن يناشد المجتمع المدنى أن يساعده، ويسعفه؟!

التعليم فى بلدنا لا يجوز أن يكون هماً للحكومة وحدها، لكنه يجب أن يكون هماً لدى كل قادر، ولابد على الدولة أن تضع نظاماً محكماً، يغرى كل قادر بأن يرسل ما يشاء من هبات إلى مدرسته، أو جامعته، وهو ضامن أن ما أرسله سوف يمشى فى طريقه الصحيح، وسوف يحقق هدفه، وسوف ينقل مدرسته، أو جامعته من حال إلى حال آخر تماماً.

كم واحداً فى ثراء «جيرالد تشان» بيننا؟!.. وماذا عن كل قادر منهم أن يقدم لجامعته التى تلقى العلم فى قاعاتها، أو المدرسة التى تربى فيها؟!.. وإذا لم يقدموا الآن.. فمتى؟!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تخذلوا محمود أبوالنصر لا تخذلوا محمود أبوالنصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon