توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لأنه الجيش!

  مصر اليوم -

لأنه الجيش

سليمان جودة

إذا أنت استعرضت فى ذهنك ضربات الإرهاب التى أصابتنا، منذ 30 يونيو 2013 إلى اليوم، فسوف يتبين لك أن الأساسى منها كان موجهاً إلى قواتنا المسلحة دون سواها وبقصد، وأن ما عدا هذا الأساسى يظل مجرد تفاصيل، عند المقارنة بينهما!

هنا.. وبعد التفجيرات الأخيرة فى سيناء، لابد أن تسأل نفسك: لماذا استهداف جيشنا بالأساس، ولماذا يمثل الجيش المصرى هذا الهاجس الضاغط لدى الذين يخططون للإرهاب، ويمولون، ويوجهون؟!

هل لأن الجيش يتصدى للإرهاب بقوة منذ 30 يونيو ويصمم على أن يقضى عليه؟!

يجوز أن يكون هذا من بين الأسباب، غير أنه فى ظنى ليس السبب الأساسى، لأن أجهزة الدولة كافة، وفى مقدمتها الشرطة على سبيل المثال، تقاوم الإرهاب، أياً كان مكانه، وبالقوة نفسها، والعزيمة ذاتها.. فلماذا الجيش تحديداً؟!

هل لأنه استعصى على محاولات الأخونة طوال العام الذى حكم فيه الإخوان؟! ربما أيضا.. غير أن هذا كذلك لا يبدو أنه السبب الأساسى، الذى يجعل من قواتنا المسلحة هدفاً لإرهابٍ لا يعرف ديناً، ولا يراعى أخلاقاً، على حد تعبير الدكتور بشر الخصاونة، سفير الأردن فى القاهرة، فى رسالة له نشرتها فى هذا المكان قبل يومين!

السبب، فى تقديرى، أن هذا الجيش، الذى يتربع فى وجدان كل مصرى مخلص لوطنه، كان هو الذى بدد مشروعاً سياسياً جرى إعداده للمنطقة، وليس لمصر وحدها، وهو مشروع طالما دبر له أصحابه، فى داخل البلاد وخارجها، منذ سنين، ولا علاقة له بطبيعته، بالوطنية كفكرة، ولا كمعنى، من قريب ولا من بعيد!

وإلا.. فإن عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال: ماذا لو لم يقرر الجيش الانحياز إلى إرادة الملايين من المصريين فى 30 يونيو؟!.. وبمعنى آخر أدق، فإن عدم انحيازه إلى رغبة الملايين من المواطنين، فى ذلك التاريخ، وبقاء الإخوان فى الحكم، بالتالى كان معناه أن يستمر المشروع إياه فى طريقه المرسوم، وأن يكون الجيش عندئذ بمأمن من مثل هذه العمليات التى تستهدفه، غير أن الجيش، كمؤسسة عسكرية وطنية، لو كان يفكر بمنطق مصلحته هو، كمؤسسة، لكان من الجائز عندئذ أن يكسب نفسه، ثم يخسر وطنه، وهو ما لا يتفق مع تاريخه، ولا عقيدته الوطنية الراسخة، بأى معنى.

اللافت للانتباه بقوة، أن الجيش الذى انحاز للمصريين فى 25 يناير، هو ذاته الذى انحاز إلى المصريين أنفسهم فى 30 يونيو، ومع ذلك، فانحيازه هناك جميل، وموضع مدح ومقبول ومشكور، ولكن انحيازه هنا على عكس ذلك كله تماما!

لماذا؟!.. لأن انحيازه هناك كان قد فتح الطريق أمام أصحاب المشروع، الذى تم إعداده سلفاً، دون أن يكون ذلك، بالطبع، مقصودا من جانبه، فالانحياز من ناحيته، فى 25 يناير، كان إلى المصريين فى عمومهم، ولم يكن لأجل مصلحة فصيل بعينه بينهم، راح يتصور أن الجيش المصرى، بكل تراثه، يمكن أن يقف متفرجاً، بينما البلد يجرى اختطافه لصالح غير أبنائه ومواطنيه!

انحيازه هنا، فى 30 يونيو، كان من أجل أن تعود مصر لأبنائها، كل أبنائها، وإذا كان بعض هؤلاء الأبناء قد اختاروا أن يخرجوا عن أن يكونوا ضمن المجموع المصرى، فليكن، فهذا هو اختيارهم الذى عليهم أن يتحملوا مسؤوليته، وعواقبه.

أريد أن أقول، إن انحياز الجيش لمواطنيه، خصوصا فى 30 يونيو، قد عطل مشروعاً سياسياً ضخماً، سوف تتكشف تفاصيله أكثر، مع مرور الأيام، وهو لم يعطله، وفقط، وإنما عرَّاه أمام كل مصرى، بما أدى إلى انكشافه، وبالتالى سقوطه.

وعندما يكون الانحياز الوطنى للجيش مربكاً للحسابات إلى هذا الحد، فمن الطبيعى أن يفقد أصحاب المشروع عقولهم، وأن يضربوا عشوائياً فى كل ركن، وأن يستهدفوا المؤسسة التى عطلت، ووأدت، وكشفت، ولم تكن وهى تعطّل، وتئد، وتكشف، وتلعب سياسة، كما يروّج هذا أو ذاك، ولكنها كانت تلعب وطنية بأى معيار!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لأنه الجيش لأنه الجيش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon