توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كان غيرنا أشطر!

  مصر اليوم -

كان غيرنا أشطر

سليمان جودة

إذا اتفقنا على أن تجربة بولندا فى التحول، سياسياً بوجه عام، واقتصادياً بشكل خاص، مفيدة لنا، فسوف أنتقل إلى محاولة الإجابة على سؤالين حاسمين فى الموضوع كانا يملآن عقلى، طوال أيام وجودى هناك.

السؤال الأول هو: لماذا كان التحول مرتبطاً عندها، على مستواه الاقتصادى، بالتخلص من القطاع العام؟! والسؤال الثانى: كيف تخلصت منه؟!

أما لماذا؟ فلأنهم قد جربوه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945، إلى انهيار الاتحاد السوفيتى فى 1991، وقد ثبت لديهم، على مدى تلك السنوات أنه ليس هو الحل، وأنه لو كان حلاً، لكان قد نفعهم، أو حتى نفع غيرهم.. وقد كانت أى نظرة عابرة منهم، على ألمانيا الغربية الرأسمالية، لا ألمانيا الشرقية المجاورة لهم وقتها، والتى كانت شيوعية مثلهم، تقول بأن الغربية أحسن حالاً بما لا يقاس بالشرقية، التى لم تجد حلاً هى الأخرى فى نهاية المطاف، إلا أن تعود لشقيقتها الغربية، وأن تلعن أيام الشيوعية، والاشتراكية، والقطاع العام، فى كل كتاب!

والسؤال الثانى: كيف تخلصت بولندا من قطاعها العام؟!.. لقد كان ذلك بعدة أدوات، أولاها إطلاق التقاعد المبكر للعاملين فيه، وتعويضهم بشكل مناسب، قدر الإمكان، وكانت الأولى والثانية، هى دعوة مستثمرى القطاع الخاص، للاستثمار فى وحدات القطاع العام التى قررت الدولة أن تخفف منها، وكانت الأداة الثالثة هى إعادة تأهيل عمال هذا القطاع وموظفيه فى الوحدات التى قرروا الاحتفاظ بها، وهى قليلة للغاية، ومعدودة، بل ومحددة فى مادة من مواد الدستور، بالاسم والعنوان!

وكانت هناك أداة رابعة، ربما هى الأهم، وكانت تتمثل فى دعوة المواطنين للاكتتاب فى عدد من شركات القطاع العام، ليكون للمال فيه صاحب، يسأل عنه، ويحاسب جمعياته العمومية، ويطرد القيادات التى تخسر ولا تربح.

عمليات الهيكلة، وإعادة الهيكلة، ثم إعادة إعادة الهيكلة ذاتها، فى قطاعنا العام، لن تجدى فى شىء، ولو كانت مجدية، لكان غيرنا أشطر، وهى ليست إلا استنزافاً لمال عام يتم إلقاؤه فى بئر بلا قاع، اسمه القطاع العام، ولابد أن نكون صرحاء مع أنفسنا، ومع الناس، وأن نقول لهم، إن هذا هو الحل الذى جربته بولندا، وغير بولندا، ولا حل غيره.. وإذا كان حلاً مؤلماً، لبعض الوقت، ولبعض المصريين، فهذه هى طبيعته، لأنه دواء، ولأن الدواء دائماً مُر، ولم يعرف العالم بعد نوعاً من الدواء حلو المذاق!

وليس أمامنا سوى أن يخرج مسؤولونا الذين يعنيهم الأمر علينا، ليقولوا بأن عندنا العدد الفلانى من شركات القطاع العام، وأننا سوف نحتفظ بعدد محدد، بل محدود، منها، هو كذا.. وكذا.. على وجه التحديد، ولأسباب واضحة يجرى إعلانها صراحة، على كل مواطن، وأن ماعدا هذا العدد المحدود، سوف نتلخص منه، فى أمد زمنى له سقف، هو كذا، وأن ذلك سوف يتم بهذه الأداة، أو تلك، من الأدوات البولندية، أو من غيرها مما هو مناسب لنا.. وهكذا.. وهكذا!

وإذا أردتم رجلاً محيطاً بتجربة بولندا، فى هذا الاتجاه، فاسألوا الدكتور خالد زكريا، الأستاذ فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لأنه يعرفها كما يعرف كف يده.. ثم إنه جاهز.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان غيرنا أشطر كان غيرنا أشطر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon