توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن نقذف مليارين فى التراب!

  مصر اليوم -

قبل أن نقذف مليارين فى التراب

سليمان جودة

فى لقاء مع الدكتور حازم الببلاوى، قبل نحو شهر من الآن، سألته عما إذا كان يرى حلاً لمسائل بيننا تبدو بلا حل.. ومنها، مثلاً، مشكلة مبنى ماسبيرو، وكيف أن 43 ألف موظف وعامل فيه أصبحوا يمثلون معضلة أمام كل باحث عن حل هناك!

وكان رأى الدكتور الببلاوى أنه ظل يبحث، طوال فترة وجوده فى رئاسة الوزراء، عن حل لمعضلة من هذا النوع، وأنه أصبح، فى النهاية الآن، مقتنعاً بأنه لا حل سوى أن تتوقف الدولة تماماً عن تعيين أى موظف أو عامل فى المبنى، لسنوات عشر على الأقل، بحيث يتآكل العدد من تلقاء نفسه، بخروج أعداد كبيرة منهم إلى المعاش.

هو، كما ترى، حل عملى، وممكن، لولا أنه يدل، فى جانب منه، على أن مشاكل محددة من بين مشاكلنا المزمنة قد وصلت إلى حد أنه لا حل معها سوى أن نتركها لعامل الزمن وحده، يفعل فيها أثره الحتمى!

تذكرت ما سمعته من رئيس الوزراء السابق، مرتين، مرة عندما قرأت، السبت الماضى، خطاباً على الصفحة الأخيرة من «المصرى اليوم» موجهاً من أستاذنا صلاح عيسى، وفيه يطلب من الرئيس التدخل العاجل لإنقاذ المؤسسات الصحفية القومية التى بلغت أحوالها العامة حدوداً تنذر بالخطر، وتهدد وجودها ذاته!

والمرة الثانية عندما قرأت، صباح أمس، على الصفحة قبل الأخيرة، من «المصرى اليوم» أيضاً، مناشدات إلى الرئيس، من المجلس الأعلى للصحافة، ومن نقيب الصحفيين، بأن هذه المؤسسات فى حاجة إلى 2 مليار جنيه فوراً!

وفى المرتين كان الكلام عن رغبة فى ضخ هذا القدر الهائل من المال العام، فى مؤسساتنا القومية، دون أن يكون هناك، فى المقابل، شىء يضمن أن تتوقف الخسائر النازفة فيها، بما يعنى أننا لو افترضنا أن الدولة استجابت، وضخت المليارين، أو أى مبلغ آخر، فسوف يذوب ويتلاشى أثره، بعد فترة، وسوف تجد المؤسسات نفسها، أنها تعود وتطلب عوناً من جديد.

هنا.. أحيل جميع الأطراف، إلى شيئين، أولهما ما كنت قد سمعته من الدكتور الببلاوى، وذكرته حالاً، وكيف أنه يمكن أن يكون صالحاً، كله، أو فى جزء منه، كدواء مُر لبعض هذه المؤسسات، ثم الشىء الثانى هو ما كتبه الزميل «نيوتن»، أمس الأول، فى عموده اليومى، تحت عنوان: هل المطلوب هو دعم الفشل؟!

أحيل الدولة، ومعها سائر أطراف العملية برمتها، إلى الشيئين، لأن فيهما حلاً عملياً يمكن الأخذ به، كله كما قلت، أو حتى بعضه.. إذ المهم أن يكون هناك حل مطروح، يتوازى مع مناشدات الإغاثة، وأن نأخذ به، على الفور، وإلا فسوف تكتشف الدولة أنها تُلقى مالها هناك، إذا ما قررت أن تعطى فى بئر بلا قاع!

نقطة البدء هى أن يكون لدى الدولة حرص على أن يكون على رأس هذه المؤسسات قيادات إدارية على أعلى مستوى فى مجالها، ثم قيادات صحفية، من بين المواهب الصحفية القوية التى لا خلاف حولها، وعندها يمكن الكلام عن غوث، أو عن إغاثة، لأنك سوف تكون على يقين، عندئذ، كدولة، من أن المؤسسات سوف «تشيل» نفسها بنفسها، فى مدى زمنى منظور، بل وسوف تربح، وكل ما قبل ذلك إنما هو إضاعة للوقت، وللجهد، وللمال العام!

إننى، من جانبى، أحرص على وجود صحف مثل «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية» حرصى على وجود الأهرامات الثلاثة ذاتها، وأراها كلها رموزاً لا يجوز التفريط فيها، تحت أى ظرف، ولكنى فى الوقت ذاته، لا أفهم أبداً سر التمسك بإصدارات لا معنى لها، ولا قراء، ولا هدف، ومع ذلك فإنها تصدر حول الصحف الثلاث، وبعيداً عنها، ثم يكون صدورها فى كل أسبوع نموذجاً حياً لإهدار المال العام، وإلقائه كاملاً فى التراب!

إذا لم تبادر مؤسساتنا الصحفية القومية إلى إجراءات حقيقية على الأرض، من نوع ما سمعته من الدكتور الببلاوى، ومن نوع ما قرأته لـ«نيوتن»، صباح أمس الأول، فى هذه الجريدة، فسوف يظل طلب دعمها بـ2 مليار جنيه هو فى حقيقته دعوة إلى إهدار 2 مليار جنيه، جنيهاً وراء جنيه!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن نقذف مليارين فى التراب قبل أن نقذف مليارين فى التراب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon