توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى بيت الرئيس!

  مصر اليوم -

فى بيت الرئيس

سليمان جودة

القصة التى سأرويها لكم حالاً وقعت بحذافيرها بين مسؤول كبير فى الدولة وبين صديق له يسكن إلى جواره.

التقى المسؤول الكبير مع صديقه صدفة، فبادره بالسؤال عن السبب الذى يجعل المصريين يواصلون الشكوى من انقطاع الكهرباء، بينما التيار منتظم، ولا شىء فيه!!

سمع الصديق هذا الكلام من المسؤول الكبير، فلم يعلق، وإن كان قد ابتسم ابتسامة خفيفة استطاع المسؤول أن يفهم بذكائه ما وراءها، وأن يدرك أن كلامه عن انتظام التيار فى البلد مخالف للحقيقة تماماً!

سكت المسؤول لحظة، ثم نظر إلى الصديق من جديد، فى صمت، وإن كان صمته قد حمل فى طياته تساؤلاً بينه وبين نفسه، عما إذا كانت وزارة الكهرباء توجه لبيته خطاً كهربائياً خاصاً، وعما إذا كان انتظام الإضاءة فى منزله لا يعنى بالضرورة انتظامها فى البلد بكامله؟!

أومأ الصديق لصديقه المسؤول الكبير، بما معناه، أن ما يفكر فيه صحيح، وأن الوزارة تخصص بالفعل خطاً لبيته، لا ينقطع فيه التيار أبداً، فى حين أن الواقع فى العاصمة حوله مختلف كل الاختلاف!

ولم يكذب المسؤول خبراً، وسارع بعد أن لعب الفأر فى عبه، يسأل وزارة الكهرباء، فعرف منها أنها خصصت للحى الذى يسكن فيه خطاً لا يعرف انقطاع التيار، وأنه باعتباره مسؤولاً كبيراً فى حاجة إلى أن يكون بيته مضاءً طوال الوقت، حتى يستطيع أن يقضى حاجات الناس.

لم يقتنع المسؤول بهذا المنطق، وطلب من الوزير أن يخفف الأحمال عن بيته، وعن منطقته، كما يخففها عن أحياء ومناطق البلد كله، سواء بسواء، وأن يكون عادلاً فى قطع التيار عن المواطنين جميعاً، وهو ما استجاب له وزير الكهرباء على الفور!.. وأصبح بيت المسؤول الكبير، فى جنوب القاهرة، يضىء ساعة، ويطفئ ساعة، لأول مرة منذ بدء الأزمة!

وعندما خضع بيت المسؤول الكبير لقاعدة تخفيف الأحمال، وتم حرمانه من «الكوسة» التى كانت تحكم تدفق التيار فى اتجاه البيت، ومعه الحى كله بالطبع، فإن الصديق الذى كان ينعم من قبل بانتظام التيار فى المنطقة، قد بدأ يعانى شأنه شأن ملايين المصريين، فلم يندم على شىء قدر ندمه على تنبيه صديقه المسؤول، لأن الحكاية فى النهاية جاءت فوق دماغه هو، وصار بيته يعرف الإظلام، بعد أن كان يستفيد من وجود سكن مسؤول بحجم مسؤولنا إلى جوار سكنه!

يبقى بعد ذلك شيئان، أولهما أنه إذا كان هناك درس فى القصة على بعضها، فهو أن الفارق كبير جداً، بين ما يقال لمسؤولينا فى العادة عن حجم أى مشكلة وبين حجمها الحقيقى على الأرض.. فالمحيطون بمسؤولينا من أنصار جلب الأخبار السعيدة فقط إليهم، ومن أنصار التهوين من مساحة المشاكل، حيث هى على حقيقتها، ومن أنصار كتابة التقارير المنمقة التى تجعل المسؤول، أياً كان موقعه، يشعر بأن الجو من حوله بديع والدنيا ربيع!.. وأظن أن القصة التى رويتها، وهى حقيقية بنسبة مائة فى المائة، تجسد هذه المعانى على أحسن ما يكون!

أما الشىء الثانى، فهو أنى أطلب صادقاً من الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يفعل ما فعله المسؤول الكبير مع وزارة الكهرباء، وأن يطلب منها إخضاع بيته ومكتبه فى الاتحادية لقاعدة تخفيف الأحمال، لسبب وحيد هو أن الكهرباء عندما تنتظم بعدها فى بيت الرئيس، وفى مكتبه، سوف تكون - عندئذ فقط - قد انتظمت فى كل بيت مصرى!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى بيت الرئيس فى بيت الرئيس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon