توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فقر وفقير.. وبينهما مشير!

  مصر اليوم -

فقر وفقير وبينهما مشير

سليمان جودة

أهم ما يستوقفنى فى البرنامج الانتخابى للمشير، كمرشح رئاسى، أنه مهموم بالفقر فى البلد، وأنه منشغل به، وأنه منزعج جداً من ارتفاع معدلاته بين المواطنين، ولذلك قرأت بعناية ما جاء على لسانه بهذا الشأن، فى حواره المنشور، أمس، مع الزميلين الأستاذين محمد عبدالهادى علام، وياسر رزق، فى الأهرام والأخبار معاً.
كنت شغوفاً، ولاأزال، بالتعرف على الطريقة التى سوف يواجه بها الرجل فقر الملايين حين يفوز. ولهذا السبب فإننى رحت أفتش فى كلماته، بالأمس، ثم أعيد قراءتها، لأرى كيف بالضبط سيتصدى من جانبه لهذه القضية العويصة.
هى عويصة، لأنها كانت شعاراً معلناً على لسان كل حكومة، وكل رئيس، منذ قامت ثورة يوليو 1952، إلى اليوم، ودون استثناء، ومع ذلك فإن المشكلة زادت فى حدتها، ولم تتراجع، بما يعنى أن الذين تعهدوا بالتصدى لها، من قبل، قد حاولوا ولم ينجحوا، وبما يعنى على وجه آخر أن الطريقة التى تصدوا بها لها لم تكن هى الطريقة الأصوب، فكان ما كان مما تراه أمامك بعينيك!
لقد قرأت على لسان المشير، فى حوار الأمس، أنه سوف يقيم أسواقاً ومجمعات استهلاكية لتقدم للفقراء سلعاً بأسعار معقولة.. ولابد أن هذا، فى حد ذاته، شىء جيد، بل ممتاز، غير أنه لن يقضى على الفقر، ولن ينتشل الفقراء من فقرهم، لأنك حين تبيع سلعاً بأسعار معقولة للفقير فأنت لا تنتزعه من فقره، بقدر ما تخفف فقط من حدة تأثيره عليه فى حياته، وإذا شئنا الدقة قلنا إنك، والحال هكذا، نحافظ عليه فقيراً.. إذ إن ما سوف يحدث، فى حالة كهذه، أنه سوف يستهلك السلع المقدمة له بأسعار معقولة، وسوف يسعد بذلك، دون أن تغير خطوة كهذه من طبيعة فقره، ولا من معدله.. وبالتالى فعلاج من هذا النوع للفقير إنما هو مسكنات لا أكثر، ولابد أن هذا ليس ما نريده، ولا يريده المشير فى الوقت نفسه.
وعندما مضيت مع بقية كلام الرجل فى الموضوع، تبين لى أنه يقول إنه سوف يعمل على إدخال المياه والكهرباء إلى القرى المحرومة، خلال عامين، وهذا بدوره شىء رائع، ويخطو مع الفقراء خطوة أرقى من خطوة السلع ذات الأسعار المعقولة، لأنك هنا تتحدث عن مرافق ضرورية فى حياة كل مواطن، فضلاً عن أن يكون هذا المواطن فقيراً، ومن شأن مرافق ذات مستوى، من هذه النوعية، أن تجعل المتمتعين بها من الفقراء أكثر سعادة بحياتهم مما كانوا عليه من قبل، ولكنها لا تجعلهم أقل فقراً!
ولذلك، فإننا، حتى الآن، ورغم أهمية هاتين الخطوتين، خطوة السلع بالأسعار المعقولة، وخطوة المرافق الجيدة، لم نضع أقدامنا بعد، كدولة، على بداية الطريق الذى يتعامل مع الفقر، كظاهرة، من جذوره، وليس من أعراضه وعناوينه.
جذور الفقر لها علاقة لا تنفصم بالتعليم فى البلد، ومستواه، بحيث يمكنك أن تقول، وأنت مطمئن، إن البلد الذى ينعم أبناؤه بتعليم جيد، إنما هو بلد لا يعرف مواطنوه الفقر، بأى صورة، والعكس صحيح.
عدت إلى كلام المشير، فوجدته يقول إن برنامجه الانتخابى يضمن أن يشعر الفقير بتحسن فى الخدمات المقدمة له، خصوصاً الصحة والتعليم.
وهنا، أحسست بأنه قد وضع يده على أصل المشكلة، وعلى جوهرها، غير أنى كنت أتمنى أن يكون ذلك أولوية مطلقة عنده، لا عنواناً عابراً شأن غيره من العناوين.
فالسلع بأسعار معقولة، والكهرباء معها والماء، كلها أشياء يحتاجها الفقير، ولكنها لا تخرجه من فقره على المدى الطويل، ولو ظللت تقدمها له لمائة عام مقبلة.. أما التعليم، والتعليم الجيد وحده، فهو الذى ينتشله انتشالاً على المدى الطويل، ولن يكون ذلك ممكناً إلا إذا تحول الأمر، لدى المشير حين يفوز، من الانشغال بالفقر إلى الاشتغال عليه، طوال الوقت، ومن باب التعليم تحديداً، دون غيره من الأبواب.
 نقلا عن جريدة "المصري اليوم"

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقر وفقير وبينهما مشير فقر وفقير وبينهما مشير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon