توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبدالحليم.. إذا تكلم!

  مصر اليوم -

عبدالحليم إذا تكلم

سليمان جودة


في عام 1976 قدم عبدالحليم حافظ أغنية «قارئة الفن جان»، وكانت آخر أغنياته إلى الجمهور، لأنه رحل في آخر مارس من العام التالى.
وعندما وقف عبدالحليم يؤديها أمام جمهوره في المسرح، فوجئ بحوالى عشرين شخصاً يقومون من أماكنهم، من لحظة لأخرى، ويصفقون، ثم يطلقون الصفارات، وكان الواضح أمام عبدالحليم يومها أنهم لا يفعلون ذلك إعجاباً بأدائه أو بالأغنية الجديدة، كما جرت العادة في مثل هذه الأحوال، وإنما كانوا قد جاءوا عن قصد، وكانوا يفعلون ما يفعلونه عن عمد، لإفساد الأغنية وإفشال الحفل!

أمهلهم العندليب الأسمر مرة بعد مرة لعلهم يسكتون، فتمادوا في الشغب، فلما ضاق به الحال، خاطبهم من فوق المسرح بشىء من الغضب، وقال لهم ما معناه إنه هو الآخر يستطيع أن يطلق الصفارة إذا وضع أصبعيه في فمه، وإنه يستطيع أن يجاريهم فيما يفعلون، وأن يتفوق عليهم فيه، لولا أن ذلك سوف يكون على حساب حفل غنائى عام واجب الاحترام، وعلى حساب أغنية صعبة الكلمات تحتاج إلى هدوء شديد ليتذوقها سامعوها.

وقد قيل وقتها إن المطربة «وردة» كانت وراء العشرين شخصاً إياهم، وإن مناخ المنافسة بينها وبين عبدالحليم قد دفعها إلى التفكير بهذه الطريقة!

وقد قامت الصحافة أيامها على عبدالحليم، لمجرد أنه «شخط» في المشاغبين، ولمجرد أنه قال لهم ما معناه: كفاكم شغباً وتصفيقاً وتصفيرا!

وفى ليلة أول أيام رمضان، أذاعت قناة «صوت الشعب» حلقة من حلقات برنامج «أوتوجراف»، الذي كان الراحل طارق حبيب يقدمه في تلك الأيام.

ضيف الحلقة على مدى ساعة كان عبدالحليم حافظ، وقد راح يدافع فيها عن موقفه، ويبدى دهشته من أن تكون الصحافة في صف المشاغبين ضده، وأن تستكثر عليه أن يحاول وقفهم عند حدهم، وكيف أنه كان من الواجب عليها أن تكون ضد هؤلاء الذين اعتدوا على حق مئات آخرين جاءوا الحفل للاستمتاع بساعة من الطرب الجميل.

لك أن تتصور أن تكون أنت قد قطعت تذكرة، للاستماع إلى أغنية كتبها نزار قبانى، ووضع ألحانها محمد الموجى، ويغنيها عبدالحليم، ثم يأتى من يفسد عليك متعتك بأداء هؤلاء الثلاثة العظام معاً!

ما استوقفنى في حلقة «أوتوجراف» حقاً هو الصدق الذي كان يتكلم به عبدالحليم، فكأن هذه الصفة كانت جزءاً من طبيعته مغنياً ومتكلماً.. ثم استوقفنى الأهم حين راح يشرح لطارق حبيب، أنه كمطرب يظل يعمل على الأغنية الواحدة، من نوعية قارئة الفن جان، عاماً وعامين، وربما ثلاثة، وأن ذلك راجع إلى حرصه التام على ألا يغش الجمهور تحت أي ظرف، وأن الأغنية إذا كانت سلعة، فهو حريص تماماً على أن تصل لمستهلكها كاملة الأوصاف مائة بالمائة.. لا تسعة وتسعين!

أذاعت «صوت الشعب» الحلقة قبل لحظات من إطلاق طوفان من مسلسلات التسول والشحاتة على المشاهدين، وكأن القناة أرادت أن تنبه مشاهديها إلى أن مصر عرفت زمناً، كان المطرب فيه من وزن عبدالحليم، يفضل أن يموت على ألا يغش جمهوره، وكان من فرط ذوقه مع مشاهديه، يستأذن طارق حبيب في أدب بالغ، ليضع نظارته على عينيه، حتى يتمكن من قراءة كلمات أغنية جديدة، كان ينوى أن يغنيها!

غاية القول إن ما كان من صدق في الأداء، على كل مستوى، لا مستوى الغناء وحده، يمكن أن يعود، وبسهولة، إذا ما انطوت دخائل أهل الفن والإعلام على ضمائر حية!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالحليم إذا تكلم عبدالحليم إذا تكلم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon