توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرائب الكلاب!

  مصر اليوم -

ضرائب الكلاب

سليمان جودة

فى مدينة من مدن بولندا الكبيرة، التى تبعد عن العاصمة وارسو 400 كيلومتر، جلس مسؤول الضرائب فيها، يعدد لنا أنواع الضرائب التى تحقق دخلاً للدولة فى كل عام.

كانت كلها من الأنواع المألوفة لنا أو من الأنواع التى سمعنا بها من قبل، على الأقل، إلا نوعاً واحداً كنا نسمع به لأول مرة، هو أن الحكومة البولندية تحصل على ضرائب عن كل كلب أليف يقتنيه أى مواطن بولندى!

وكانت قيمة هذه الضريبة السنوية ما يعادل 200 جنيه مصرى سنوياً، عن كل كلب واحد، وكان الهدف منها، كما سمعنا من الرجل، هو أن يكون لدى الدولة عائد تستطيع به أن تعتنى بالبيئة الحيوانية بوجه عام!

ولم يكن غريباً أن يقول الرجل نفسه، بعد ذلك، إن عندهم ضرائب أيضاً، على ساحات البيع المتنقلة أو على الباعة المتجولين، إذا أردنا أن نتكلم بلغتنا نحن هنا.

كنا عدداً من أهل الإعلام، والبرلمان، ووزارتى المالية والتخطيط، فى مصر، وكنا قد سمعنا فى لقاء سابق، من مسؤول آخر فى العاصمة وارسو نفسها، أن دخل الدولة الذى تنفق منه على الخدمات العامة لمواطنيها له أربعة مصادر رئيسية، وأن الضرائب، بكل أنواعها، هى واحد من هذه المصادر، إن لم تكن أهمها!

وكان مما فهمناه أن البائع المتجول يمارس عملية البيع فى مساحة يجرى تحديدها له سلفاً، وليس عشوائياً فى عرض الشارع، وأنه يدفع ضريبة عن كل متر مربع واحد من هذه المساحة.

غير أن ضرائب الكلاب الأليفة هى التى استوقفتنا حقاً، لأنها نوع جديد من الضرائب، نسمع به للمرة الأولى، ثم لأن الهدف منها ليس مجرد تحصيل جبايات من الناس، ولكن الهدف أن يكون لدى الحكومة فلوس تستطيع منها الإنفاق على الاهتمام بالبيئة الحيوانية بالإجمال عندها!.. تماماً كما تحصل على الضرائب على الدخل من كل فرد، لتجد ما تنفقه على الخدمات العامة التى عليها أن تقدمها لمجموع المواطنين، كالتعليم، والصحة، والطرق، ووسائل النقل العام.. وغيرها، مما لا يكون المواطن إنساناً إلا إذا توافرت له بشكل آدمى!

ولابد أننا لسنا فى حاجة إلى أن نتعرف على مثل هذه الأنواع الجديدة، وربما الغريبة من الضرائب، عند بولندا، أو عند غيرها من الدول، لندرك أن الحكومة دون نظام ضريبى محكم، تحصل من خلاله على كل قرش مستحق لها، لن تستطيع أن توفر للناس عندنا ما ينتظرونه منها، فى ميادين مثل هذه الخدمات العامة تحديداً!

وعندما أنشأ الرئيس السيسى صندوق «تحيا مصر»، منذ عامين تقريباً، ثم لم يجد فيه ما كان يتوقع أن يراهن عليه، من حجم التبرعات من جانب القادرين، كان رأيى ولايزال أن الرئيس والفريق المعاون له، لو أنفقوا الجهد الذى بذلوه، فى «تحيا مصر»، على التأسيس لنظام ضريبى جديد، ومختلف، لا يفلت منه أى جنيه مستحق لخزانة الدولة العامة، لكان ذلك أجدى بكثير، الآن، ثم فى المستقبل أيضاً!

كل قادر يمكن أن يتبرع لـ«تحيا مصر» أو غيره من الصناديق المماثلة، ويمكن ألا يتبرع، ولا تستطيع كحكومة أن ترغمه على أن يتطوع، ولكنك، كحكومة كذلك، تستطيع أن تجبره على أن يسدد كل مستحقات الخزانة العامة، عما يملكه، وعن نشاطه، وعن عمله عموماً، بالقانون العادل الذى لا يفرط فى تحصيل حق الدولة، سواء كان مليوناً من الجنيهات، أو مائتين منها، عن كلب أليف، من نوع كلاب بولندا!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرائب الكلاب ضرائب الكلاب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon