توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صديق فوزى جمعة!

  مصر اليوم -

صديق فوزى جمعة

سليمان جودة

لا أنسى مشهداً من بين مشاهد مسلسل «أستاذ ورئيس قسم»، الذى قدمه الفنان عادل إمام فى رمضان هذا العام، على قناة «إم. بى. سى».

كان عادل إمام فى المسلسل أستاذاً جامعياً، وكان اسمه الفنى هو الدكتور فوزى جمعة، وكان على صداقة مع عدد من أساتذة جامعة دمشق، وبالصدفة وجد نفسه أمام ثلاثة منهم عند مدخل فندق فى القاهرة، ولما سأل أحد أصدقائه السوريين الثلاثة عن أحواله بعد أن حدث فى سوريا ما حدث، ضمن وقائع ما عرفناه فى وقته على أنه ربيع عربى، قال الصديق السورى إنه يعمل جرسوناً فى الفندق الذى التقى الصديقان عند مدخله!

ولم يتوقف الأستاذ الجامعى السورى عند هذا الحد، وإنما أشار إلى صديقيه اللذين كانا قد سبقاه إلى داخل الفندق، فقال باكياً لصديقه فوزى جمعة إن واحداً منهما يبيع الكنافة، وإن الآخر يبيع الشاورمة!

أذكر أن عادل إمام راح يهدِّئ من خاطر الرجل، وينبهه إلى أن هذا فى العادة هو ثمن الثورة، فى أى بلد، فقام أستاذ جامعة دمشق من مكانه، وهو يقول لصديقه جمعة: سلِّم لى على الثورة!.. ثم انصرف ودموعه فى عينيه!

مشهد قريب من هذا رأيته هذا الأسبوع فى مدينة طرطوس السورية، التى تبعد عن دمشق ما يقرب من 250 كيلو، ولكنه كان مشهداً واقعياً على الأرض، ولم يكن تمثيلاً بأى حال!

كان النازحون السوريون قد وفدوا إلى المدينة، وكانت حكومتهم قد أقامت لهم مخيمات إقامة، وكانت كل أسرة تقيم فى غرفة واحدة، وكانت الأسرة، مهما بلغ عدد أفرادها، تنحشر فى الغرفة، وتستخدم حمامات مشتركة، وتعيش مع غيرها ظروفاً مأساوية، وكانت الدموع التى سالت فى عينى الأستاذ الجامعى، صديق فوزى جمعة، حاضرة فى عيون كل الذين شاهدوا معى مشهد النازحين فى طرطوس، أطفالاً، وفتيات، وسيدات، ورجالاً، وهم يتكومون بعضهم فوق بعض!

ولم تكن هذه هى المخيمات الوحيدة، فهناك غيرها الكثير، فى أكثر من مدينة لاذ بها الإخوة فى سوريا، أمام ضربات جماعات الإرهاب، التى يبدو أنها تركت العالم كله، ثم تجمعت على الأرض السورية هذه الأيام!

وفى دمشق ذاتها، لا يخلو الأمر، بين يوم وآخر، من سقوط قذيفة عشوائياً على أى تجمع سكنى، دون تفرقة بين وحدة عسكرية يجوز استهدافها فى ظروف الحرب، وبين حى سكانى لا علاقة للمدنيين فيه بالموضوع!

ومن السفير محمد ثروت سليم، القائم بأعمال سفارتنا هناك، سمعت أنه كان يوماً فى حمام سباحة قريب من السفارة، وأنه بمجرد أن غادره، سقطت قذيفة فى داخل الماء، وأن القائمين على الحمام قد أخرجوها، ثم استأنف الموجودون السباحة بشكل عادى، وكأن شيئاً لم يحدث!

أريد أن أقول من وراء هذا إن الشعب فى سوريا يبدو أنه من 2011 إلى الآن يدفع ثمن شىء ما، وأريد أن أقول إن ما سوف يفاجئك، إذا ما كنت موجوداً بين أفراد هذا الشعب الشقيق على أرضه، أنه يدفع هذا الثمن راضياً لأنه لا بديل آخر أمامه، وأنه لم يعد يزعجه كثيراً سقوط القذائف على أفراده فى الشارع، وأنه، كما قالت لى إعلامية سورية كبيرة، لم يعد يهتم بهذا كله، لأن الحياة عنده تساوت مع الموت، ولأنه شعب محب للحياة، ومتمسك بها، وحريص عليها، ومصمم على الانتصار على الإرهاب!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صديق فوزى جمعة صديق فوزى جمعة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon