توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايتان من الواقع الحى

  مصر اليوم -

حكايتان من الواقع الحى

سليمان جودة

عندى حكايتان من الواقع الحى يمكن أن يسترشد بهما المهندس إبراهيم محلب وهو يتعامل مع مسألة الدعم بوجه عام، ويمكن لنا أن نسترشد بهما ونحن نفكر مع الرجل من أجل البلد.
أما الأولى فهى لأستاذ فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة عاش لفترة فى الولايات المتحدة، ثم عاد ليحيا ويعمل فى بلده وهو يشعر منذ عاد بنوع من تأنيب الضمير كلما ذهب ليملأ سيارته بالبنزين من أى محطة تصادفه!
لماذا؟!.. لأنه يرى نفسه ميسوراً، فهو ليس فقيراً، ولكنه ليس مليونيراً، وإنما يستطيع بدخله المعقول من عمله أن يحصل على احتياجاته من السوق بأسعار تكلفتها الحقيقية، وهذا بالضبط سبب إحساسه بتأنيب ضمير عند كل مرة يكون عليه فيها أن يحصل على وقود لسيارته من محطات بنزين الحكومة!
هو يرى - كما سمعت منه - أنه فى إمكانه أن يشترى البنزين دون دعم، وأن سعر اللتر من بنزين 92 إذا كان قد أصبح 260 قرشاً، وإذا كانت تكلفته الحقيقية خمسة جنيهات، مثلاً، فإنه قادر على دفع الجنيهات الخمسة ثمناً لكل لتر، وفى كل مرة يدفع 260 قرشاً يظل يشعر فى داخله بأنه حصل على شىء ليس من حقه، ولذلك، فإنه يبحث عن وسيلة يرد بها الفارق بين السعرين للحكومة، فلا يجد، ويتمنى أن تعثر الحكومة على هذه الوسيلة وأن تخترعها اختراعاً، وأن تتيحها له ولغيره من أمثاله، لأنه ليس حالة فريدة قطعاً، وإنما لابد أن إلى جانبه قادرين كثيرين يحصلون على دعم فى البنزين وفى غيره، دون حاجة منهم إليه، وليس لحكاية هذا الرجل من معنى سوى أن الدولة تدعم فئات فى المجتمع، رغم أنفها، ورغم أن هذه الفئات ليست فى حاجة إلى أى دعم من أى نوع، بل إن الحال قد وصل ببعض أفرادها إلى الإحساس بالذنب كما نرى!
هل يكون الحل بأن توفر وزارة البترول - مثلاً - فواتير خاصة فى كل محطة بنزين، يباع بها اللتر بتكلفته الحقيقية لكل غير مستحق للدعم، على أن تقوم المحطات بتوريد الفارق للخزانة العامة؟!.. أم يكون بفتح حساب خاص يقوم من خلاله كل الذين يشعرون بأنهم حصلوا على دعم غير مستحق برد قيمته وتوريدها لصالح الدولة؟!.. أما ماذا بالضبط؟!
ما أعرفه أن الدولة على مدى سنين لم تكن تفرق بين المستحق وغير المستحق، وكانت تدعم الجميع دون تمييز، وكأنها لا تجد باباً تنفق فيه أموالها، حتى بلغ الأمر حداً ضاق معه المدعومون عن غير حق بدعمهم، وصاروا يناشدون الحكومة، وحالة الأستاذ الجامعى خير دليل، أن ترفع دعمها عنهم، وأن توجهه إلى حيث يجب أن يتوجه!
فى المقابل، هناك حكاية أخرى لموظف يعمل فى الدقى، ويسكن فى قرية تابعة لمدينة طوخ، وهو يقطع المسافة من بيته لعمله عبر ثلاث وسائل مواصلات: سيارة من قريته إلى طوخ كانت بخمسين قرشاً أصبحت بجنيه كامل، وسيارة من طوخ لشبرا كانت بجنيه ونصف، فأصبح يدفع فيها جنيهين ونصفاً، ثم مترو الأنفاق الذى لاتزال تذكرته كما هى.
والمعنى أن الأسعار الأخيرة أضافت إلى هذا الموظف ثلاثة جنيهات يومياً، فى بند المواصلات وحده، بواقع 90 جنيهاً فى الشهر، وقد كان يروى لى حكايته، وهو يئن من أعبائه الجديدة، لنجد أنفسنا فى النهاية أمام أستاذ جامعى هناك، يحصل على دعم لا يستحقه، ويريد رده، لكنه لا يعرف كيف، ثم أمام موظف هنا، محروم من دعم يستحقه فى مواصلاته ويريد الحصول عليه، لكنه لا يعرف أيضاً كيف!
حكايتان من واقع حى، يبدو مختلفاً عما نتكلم عنه بالليل والنهار، وإذا كان لهما من معنى، فهو أننا فى حاجة إلى أن نفكر فى الدعم، وفى سواه، بشكل مختلف، لأننا فى حاجة إلى حلول مختلفة وفى حاجة إلى أن نعرف كحكومة أين بالضبط يجب أن ننفق، وأين بالضبط، كذلك، يجب أن نوفر فلوسنا لما هو أولى بها!
"المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايتان من الواقع الحى حكايتان من الواقع الحى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon