توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة قادمة على النيل!

  مصر اليوم -

جريمة قادمة على النيل

سليمان جودة

كنت أتخيل أن الجريمة التى جرى ارتكابها فى حق فندق ميريديان القاهرة قد توقفت عند حد إغلاقه تماماً، على يد المستثمر الذى اشتراه من الحكومة قبل سنوات، فإذا بالمعلومات المتاحة عن الموضوع تقول إن للجريمة بقية يجرى الإعداد لها حالياً، وإن البقية أخطر بكثير مما مضى من حلقات القصة كلها، منذ بدايتها!


وقد كنت أتوقع، حين تناولت موضوع إغلاق الفندق، فى هذا المكان، قبل أيام، أن تبادر الجهات المسؤولة فى الدولة إلى نشر صورة من عقد البيع، لنرى من خلاله ما إذا كان من حق المستثمر إغلاقه وتحويله إلى مأوى للحشرات والفئران، هكذا، أم أن العقد يلزمه بفتح الفندق أمام رواده طول الوقت؟!

كنت أتوقع هذا، ولكنه لم يحدث بكل أسف، وكأن إغلاق فندق فى هذا الموقع الفريد على نيل العاصمة، ولسنوات طويلة، لا يؤرق أحداً فى الدولة، ولا يهم أحداً من بين مسؤولينا الذين يعنيهم الأمر، أو كأن النيل عندنا بلا صاحب، وإلا فلو كان له صاحب حقاً ما كان هذا الصاحب قد سمح للمستثمر الذى اشترى الميريديان، ولا لغيره، بأن يشوه النهر الخالد هكذا، ولا بأن يدوس على شاطئه بقدميه هكذا، ولا بأن يمتهنه هكذا!

ومع ذلك، فإن للمأساة بقية لا يكاد العقل يتصورها، وهذه البقية هى أن المستثمر لم يشأ أن يتوقف عند حد إظلام الفندق كل هذه السنين، عن عمد كما هو واضح، ولم يشأ أن يتوقف عند حد الضرب ببنود عقد البيع عرض أكبر حائط فى البلد، وإنما سولت له نفسه، ما هو أسوأ بمراحل!

سولت له نفسه أن يتقدم قبل عدة أشهر من الآن بطلب إلى الحكومة يريد فيه ما لا تتخيله أنت.. ولا أنا!

ماذا يريد؟!.. يريد، من خلال طلب مكتوب تقدم به، أن يهدم ميريديان القاهرة فوق رؤوس سائحيه، وأن يقيم فى مكانه خمس عمارات سكنية!

هل وصلت الجرأة علينا إلى هذه الدرجة؟! وكيف امتلك الرجل من الجرأة ما يجعله يطلب هدم ميريديان القاهرة، بجلالة قدره، ليس من أجل إصلاحه، مثلاً، وإنما من أجل إقامة علب أسمنتية على المساحة ذاتها؟!

كيف نقبل على أنفسنا أن يحدث هذا، ثم نسكت عليه؟!.. وكيف نقبل على ضميرنا الوطنى أن يصل الأمر بالمستثمر، ليس فقط إلى حد إغلاق الفندق، كل هذه السنوات، وإنما إلى حد إزالته من الوجود، ومن أجل ماذا؟!.. من أجل الارتفاع بشقق سكنية فى مكانه!!.. وكأن منطقة جاردن سيتى ينقصها الزحام، فنضيف إليها زحاماً لخمس عمارات مرة واحدة!.. أو كأن البلد ليس فيه قانون يرغم المستثمر على أن يلتزم بالعقد الذى يلزمه باستغلال المبنى للغرض نفسه الذى كان قائماً فيه، قبل بيعه، وهو السياحة ولا شىء غير السياحة!..

أو كأن الهوان قد وصل بنا إلى حد أن يأتى رجل فيشترى فندقاً ساحراً من نوع الميريديان، ويغلقه، ثم يفكر، فى أثناء إغلاقه، فى هذه الفكرة الجهنمية التى أعلن عنها فى طلب مكتوب!

المحزن فعلاً أن الذين تلقوا الطلب منه لم يزعجهم ولا أدهشهم ما جاء فيه!.. ليس هذا فقط.. وإنما طلبوا وقتاً لدراسة الأمر، وطلبوا من الرجل تقديم الدراسات اللازمة!

إلى أى صاحب ضمير بين مسؤولينا: أوقف هذه المهزلة!.. ويا أى صاحب ضمير بين مسؤولينا: هات المستثمر ثم ضع أمامه خيارين لا ثالث لهما، إما فتح الفندق أمام رواده، وإما فسخ العقد على الفور!

يا أى صاحب ضمير بين مسؤولينا: تصرف كرجل!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة قادمة على النيل جريمة قادمة على النيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon