توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 4 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

جريمة على يمين «محلب»!

  مصر اليوم -

جريمة على يمين «محلب»

سليمان جودة

مررت قبل أيام من أمام فندق ميريديان القاهرة، فأصابنى الحزن الذى يصيبنى فى كل مرة أمر فيها من أمامه، وسألت نفسى فى ألم عما إذا كنا نستحق فعلاً أن يجرى النيل الخالد على أرضنا، أم أننا لا نستحقه، ولا يستحقنا؟!

فالذين سافروا منا قد رأوا بأعينهم كيف أن هذه الدولة، أو تلك، لا تملك من الأنهار على أرضها إلا ما هو أقرب إلى الترعة الصغيرة، منه إلى النهر بمفهومه الطبيعى، فضلاً بالطبع عن أن يكون فى حجم نيلنا العظيم، ومع ذلك، فإن احتفاءها بما تسميه نهراً عندها يدعوك إلى الإعجاب بها حقاً، ثم يدعوك إلى الأسى، حين تتذكر كيف هو حال النهر الخالد على أرض بلادك!

هل من حق المستثمر.. أى مستثمر.. أياً كان اسمه، أو حجمه، أو حجم أعماله، أن يشترى فندقاً فى موقع فريد، مثل الميريديان، ثم يغلقه هكذا بالضبة والمفتاح، لسنوات وسنوات، ويجعله مأوى للفئران والحشرات، ويحوله إلى خرابة على النيل.. تصور أنت خرابة على النيل من عشرة أدوار.. هل من حقه أن يفعل هذا بفندق هذا هو اسمه، وهذا هو موقعه الذى لا يكاد يجاريه موقع آخر لأى فندق فى البلد؟!

لقد كان المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، حاضراً فى المناسبة ذاتها، التى حضرتها، عندما مررت من أمام «الفندق- الجريمة» إذا جاز أن نطلق عليه هذا الاسم، ولابد أنه قد مر عليه مثلى، ومثل غيرى، ونحن فى طريقنا لحضور حفل توزيع جوائز مصطفى أمين فى الصحافة، مساء الاثنين، ولا أعرف ما الذى دار فى ذهن المهندس محلب، وهو يمر أمام الفندق الساحر، أو الذى كان ساحراً، ثم أصبح مظلماً كئيباً، ينعى حظه معنا، ثم معه يأسف النيل الخالد على اليوم الذى كتب الله عليه فيه أن يجرى فى أرض لا يدرك أصحابها حقيقة قيمته عندهم، ويهيلون التراب عليه، وعلى المنشآت المطلة على شاطئه، فى اليوم الواحد، ألف مرة ومرة!

لا أعرف ما الذى دار فى عقل رئيس وزرائنا وهو يمر أمام فندق، كان قبل أن يستحوذ عليه المستثمر إياه، بلحظات، يمثل حلماً بعيد المنال، لدى كل قادم إلى القاهرة.. لا أعرف!

ولكننى أذكر تماماً كيف أن أديب السودان، الطيب صالح، كان لا يفارق ميريديان القاهرة إذا جاء إلى مصر، وحين سألته مرة عن السبب الذى يدعوه إلى الإقامة فى هذا الفندق تحديداً، دون غيره، وعن السبب الذى يجعله لا يغيره، نظر نحوى فى دهشة، ثم قال ما معناه إنه لا يتمنى فقط أن يقيم فيه فى كل زيارة له للقاهرة، وإنما يتمنى لو مات فيه أيضاً، لأنه، رغم إقامته فى لندن، ورغم أنه نزل فى فنادق كثيرة حول العالم، إلا أنه لم يصادف فندقاً له مذاق هذا الميريديان أبداً!

يرحمك الله يا أديبنا العظيم، فلا أعرف ما الذى كنت ستقوله، لو أنك جئت مرة لتحجز غرفتك فيه، كالعادة، فأخبروك بأن مستثمراً عربياً قد اشتراه، ثم أغلق أبوابه، وأخذ مفاتيحه، وسافر، وطلب ممن يعترض منا، أو من مسؤولينا، أن يخبط رأسه فى أى حائط يعجبه من حوائط الفندق!

يرحمك الله يا أديبنا الجميل، والحمد لله أنك غادرت عالمنا قبل أن تشهد هذه الجريمة متكاملة الأركان على شاطئ نهرنا الخالد، الذى بكل تأكيد، لا نستحقه، ولا يستحقنا.. وكيف نستحقه، أو يستحقنا، ونحن نهينه فى كل لحظة يبقى فيها الميريديان على هذا الحال البائس المحزن؟!

كانت الجريمة على يمين «محلب» فى طريقه لحضور الحفل، ثم على يساره وهو عائد إلى بيته، والمهم الآن ليس موقعها منه فى ذهابه، ولا فى إيابه، وإنما موقعها على أجندة قراره بعد أن رآها بعينيه!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة على يمين «محلب» جريمة على يمين «محلب»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon