توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

انتباه! بأعلى صوت!

  مصر اليوم -

انتباه بأعلى صوت

سليمان جودة

أخذونا، صباح أمس، فى زيارة إلى قصر فرساى الشهير فى باريس، ورغم أنى زرته من قبل، عدة مرات، إلا أنى لم أتوقف فيها كلها، أمام الشىء الذى توقفت أمامه هذه المرة فى داخل القصر!

لن أصف لك معالم الفن المتجسدة فى كل حجر فيه من الجدران، إلى الأسقف، إلى الممرات، والحدائق والبحيرات، إلى حجرة نوم الملك فلان، أو حجرة نوم الملكة علان، من ملوك فرنسا فى القرن السابع عشر، وكلها حجرات كانت مليئة بالذهب، والحرير، والفضة.. ولكن من المهم أن أقول إن أى زيارة إلى العاصمة الفرنسية لا يضع صاحبها، فى برنامج أيامه، زيارة إلى فرساى، هى زيارة ناقصة بالضرورة!

وهى ناقصة بالضرورة، لأنى لن أستطيع هنا أن أنقل لك، فى سطور قليلة، ما يجب أن تراه فى ساعات، ثم تتوقف أمامه العبرة فيه طويلاً، لتسأل نفسك عن الوقت الذى استغرقه هؤلاء الناس فى نقش آيات هذا الفن الراقى، على كل جدار، بل وعلى كل سقف.. ثم كيف نقشوه، بهذه المهارة، وهذه البراعة، وهذا الإبداع الممتع لكل عين، والمثير لكل إعجاب حقاً.. وسوف تسأل نفسك، حين تكون هناك، سؤالاً آخر بالضرورة أيضاً هو: أين كل هؤلاء الملوك والملكات، والأبناء الأمراء، والحفيدات الأميرات، الذين سكنوا هذا القصر الفخم ذات يوم؟!.. أين هم الآن أين؟!

بالنسبة لى، رنّت العبارة فى أذنى، عندما أشارت السيدة التى كانت ترافقنا إلى شرفة، أو بلكونة من بلكونات القصر، ثم قالت: هنا وقفت الملكة مارى أنطوانيت، وخاطبت شعبها ذات يوم!

رنّت العبارة فى أذنى، لأن القصة يعرفها أغلبنا تقريباً، وهى أن بؤساء الفرنسيين عندما ثاروا فى يوم من الأيام، من شدة بؤس الحال، ووصلت أصوات ثورتهم إلى مارى أنطوانيت فى غرفتها، فإنها قد أدهشها أن يثور بسطاء الفرنسيين، وأن تكون تعاستهم فى الحياة قد وصلت إلى حد أن يخرجوا فى مظاهرات، لأنهم لا يجدون ما يجعلهم بنى آدمين فى بلدهم.. أدهش مارى أنطوانيت ذلك، ووقفت فى بلكونة القصر، وهى تتساءل فى سذاجة عن السبب الذى يجعل هؤلاء الثائرين المتظاهرين لا يأكلون الجاتوه، مثلاً؟!.. فمما قيل عنها إنها سألت مساعديها فى دهشة: لماذا لا توزعون الجاتوهات على هؤلاء الذين يتظاهرون؟!

ويبدو أن الذين كانوا حولها، والذين كانت هى تصرخ فيهم، كانوا قد حجبوا عنها مدى ما كان أبناء الشعب، فى عمومهم، يواجهونه، من معاناة، فى كل ساعة من ساعات اليوم.. وكانت هى تتصور، لسذاجة، أو لسوء تقدير، أن ثورة شعبها عليها، وعلى زوجها، ليست مبررة، وأن فى إمكانهم أن يأكلوا الجاتوه، وساعتها، لن يثوروا، ولن يتظاهروا!

لم تكن تعرف أن شعبها لا يجد كل الأشياء الضرورية التى لابد أن تسبق الجاتوه فى حياته، وأنك لا يمكن أن تطلب ممن لا يجد أساسيات دنياه أن يهدأ، ويتناول قطعة من الجاتوه.. بافتراض أصلاً أنه سوف يجدها!.. إننى لا أريد أن أتطرق إلى مصيرها، أو مصير زوجها، حين غابت حقائق البلد عنهما، ولكنى أقول إنه يزعجنى جداً أن أجد اليوم، فى مصر، بين مسؤولينا فى مستويات الدولة العليا، مَنْ يكاد يخاطب المصريين الذين لا يجدون قوت يومهم، بنفس منطق مارى أنطوانيت.. يحزننى ذلك، ويزعجنى وأريد أن أنبه بأعلى صوت هؤلاء الذين عليهم أن ينتبهوا، وأن يتدبروا مكر التاريخ!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتباه بأعلى صوت انتباه بأعلى صوت



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon