توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بديع» المغرب الذى لم نعرفه

  مصر اليوم -

«بديع» المغرب الذى لم نعرفه

سليمان جودة

فى آخر يونيو من العام الماضى، كنت فى المغرب، وحين كنت عائداً إلى القاهرة، يوم 29 من ذلك الشهر، أى قبل أن يخرج المصريون على الإخوان بـ24 ساعة، سمعت فى مطار الدار البيضاء إخوة مغربيين كثيرين، يتساءلون عما سوف يحدث فى مصر فى اليوم التالى.. ولم أكن أنا أعرف، ولا أظن أن غيرى كان يعرف، ماذا بالضبط سوف يحدث، ولكن ما كنا نعرفه جميعاً، بالإحساس الفطرى المباشر، أنه لا مستقبل للإخوان فى الحكم، وأن ما مارسوه فى السلطة، بامتداد عام كامل، كان يرشحهم بامتياز للرحيل عند أقرب محطة!

بالنسبة لى، كنت فى ذلك اليوم قبل الأخير من ذلك الشهر أقرأ فى صحف المغرب ما قاله ويقوله عبد الإله بن كيران، رئيس حزب «العدالة والتنمية» المغربى الحاكم، ورئيس الحكومة، ثم أتطلع إلى أى صدى له عند حزب «الحرية والعدالة» الإخوانى، الذى كان يحكم فى القاهرة فى اللحظة ذاتها، فأشعر وكأن الله تعالى قد ختم على قلوب قادته، وقادة الجماعة الإخوانية معه، فى وقت واحد، فلم يلتفت أحد منهم ليقرأ ماذا يجرى حوله فى الدنيا!

كان عبدالإله بن كيران يقول إنه، كرئيس لحزب ذى مرجعية إسلامية، قد جاء إلى الحكم مع سائر زملائه فى الحزب، ليحلوا مشاكل المواطنين المغربيين، لا ليفرضوا عليهم رؤيتهم للإسلام.

وكان ابن كيران، ولا يزال، يقول هذا، ثم يفعله، ولذلك بقى فى الحكم وأنجز فيه على قدر مستطاعه، بينما كان الإخوان يقولون ويفعلون العكس، وكانوا مدفوعين إلى مصير لا يريدون أن يتفادوه، رغم التحذيرات والإنذارات التى كانت تأتيهم من كل جانب، ومن أكثر من اتجاه.

وأذكر جيداً أنى كتبت العبارة سالفة الذكر، التى قالها ابن كيران، ووجهتها من خلال هذا المكان إلى محمد مرسى شخصياً، وهو على الكرسى وقتها، لعله يتعظ، أو ينتبه لولا أنه، كما يتبين لنا الآن يوما بعد يوم، كان لعبة فى يد محمد بديع وخيرت الشاطر معا، وكان الغرور قد ركب هذين الرجلين، فلم يكن كلاهما يرى أبعد من قدميه، وإلا ما كانوا كلهم فى «الجماعة» وفى الحزب قد سقطوا هذا السقوط غير المسبوق!

وعندما عدت إلى المغرب، الأسبوع الماضى، كانت للقصة بقية، إذ تزامنت عودتى هذه المرة مع انتخابات جديدة جرت فى جماعة «التوحيد والإصلاح» المغربية، التى توصف هناك بأنها الذراع الدعوية لـ«العدالة والتنمية»، أقصد أنها كجماعة تماثل، من حيث وضعها، وضع الجماعة الإخوانية عندنا، بالنسبة لحزبها الذى كان «مرسى» رئيساً له، قبل أن يتسلل إلى قصر الرئاسة، فى غفلة من ملايين المصريين!

الانتخابات الجديدة فى «الجماعة» المغربية جاءت برئيس جديد لها، خلفا للمهندس محمد الحمداوى، الذى ظل رئيساً لها لثمانية أعوام.

وما يهمنى هنا، هو ما قاله الحمداوى فى خطبة وداع، أرادها أن تكون آخر صلة بينه وبين جماعته الإسلامية.. قال ما معناه إنه لا إنجاز فى بلده، سوى بأن تتحلى كل الأطراف بالإحساس بالمسؤولية عن الحكم فى البلد، وأن هذه المسؤولية لها شروط ومواصفات، وأن أول شرط هو أن تعلو مصلحة الوطن فوق أى مصلحة ذاتية، أو فئوية.. هكذا قال الرجل الذى جلس ثمانى سنوات على رأس «جماعة» المغرب، ثم انصرف.. ولابد لك أن تقارن بين كلامه، وكلام ساقط وردىء سمعناه من بديع، الذى كان على رأس «جماعة» القاهرة قبل ثورة 30 يونيو.

لهذا تحديدا، أقصد مضمون ما قاله الحمداوى، استمروا، هم، فى الحكم فى الرباط.. ثم لهذا تحديداً أيضاً، كان على إخوان بديع أن يرحلوا!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بديع» المغرب الذى لم نعرفه «بديع» المغرب الذى لم نعرفه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon