توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسكوت عنه في موضوع الدعم

  مصر اليوم -

المسكوت عنه في موضوع الدعم

سليمان جودة

أرجو أن ننتبه إلى أن هانى قدرى، وزير المالية، قد امتلك قدراً من الشجاعة لم يمتلكه وزير مالية من قبل، منذ يناير 1977، عندما رفع الرئيس السادات وقتها دعم الدولة عن بعض السلع، إلى اليوم!
والحقيقة أنك لا تعرف ما إذا كانت الشجاعة هنا، شجاعة وزير ماليتنا، أم أنها شجاعة نابعة من رئيس الدولة ذاته!
ذلك أن ما نعرفه أن وزير المالية كان قد قدم موازنة العام المالى الجديد 2014/2015، كما هي، وكما كانت في العام السابق عليه، فإذا برئيس الدولة يفاجئ رئيس حكومته، ووزير ماليته، ويرد إليهما الموازنة، رافضاً التوقيع عليها، وطالباً التعديل فيها!
وبسرعة، وفى ظرف أسبوع، كانت الموازنة قد تغيرت، وكان هانى قدرى قد قرر البدء في مواجهة مشكلة استعصت على الحل، طوال الفترة من عام 77 إلى 2014، وهى مسألة الدعم.
والقصد بالدعم، هنا، أنك كمواطن تحصل على السلعة الفلانية، من الدولة، بأقل من تكلفتها الحقيقية، وبمعنى أوضح فإن رغيف العيش إذا كان يصل إليك- مثلاً- بخمسة قروش، فإنه يتكلف 25 قرشاً تقريباً، وعندما تشتريه أنت بقروشك الخمسة، يصبح مطلوباً من طرف آخر أن يدفع عنك العشرين قرشاً، التي هي الفارق بين سعر الشراء والتكلفة الحقيقية، ولابد أن هذا الطرف الآخر ليس جناً من السماء، وإنما هو الدولة، وقد تحملت الدولة هذا الفارق، عن رضا، مرة، وعن غير رضا، مرات، حتى إذا جاء عليها هذا العام، أعلنت أنها صارت عاجزة عن المزيد من التحمل، وأنه لابد من المواجهة!
وقد كان أغلبنا يطالب، على مدى سنوات مضت، بأن نبدأ هذه المواجهة، وألا نتأخر فيها، لأننا كلما تأخرنا، ألحق ذلك ضرراً باقتصادنا القومى في إجماله.
ولم يكذب الوزير قدرى خبراً، عندما عادت إليه الموازنة العامة من الرئيس، فقرر مواجهة حكاية الدعم من منبعها، ونزل بالمبلغ المقرر لدعم الطاقة بكل أنواعها، من 144 مليار جنيه إلى مائة مليار جنيه في العام، ثم نزل بالاعتمادات المقررة للأجور، من 248 ملياراً إلى 207 مليارات، وفى الوقت نفسه فإنه زاد المبلغ المقرر للإنفاق على التعليم 11 ملياراً، ومثلها للصحة، أي أنه أخذ من هنا ليضيف هناك!
وحين تقرأ الكلام المنشور على لسان الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، في الصحف، صباح أمس، سوف تفهم أن الدعم الذي كان مقرراً للكهرباء، باعتبارها أحد أنواع الطاقة، قد انخفض عشرة مليارات جنيه تقريباً، وأن أسعار فاتورة الكهرباء سوف تطرأ عليها زيادات سنوية، ابتداء من فاتورة يوليو الحالى، ولمدة خمس سنوات، وعندها، أي بعد خمس سنوات، سوف تتخلص الوزارة من دعم الكهرباء، نهائياً، بل سوف تحقق أرباحاً بعد السنة الخامسة!
كل ما فات جميل، ولكن يبقى ألا ننسى أبداً كدولة أن رفع الدعم، بهذا الشكل التدريجى.. لابد.. لابد أن يكون مقترناً بإدخال نوع من التحسن الموازى على دخل الفرد، بحيث يستطيع أن يعيش كريماً، وأن يشترى السلعة بتكلفتها.
فما تفهمه من كلام الوزير شاكر، بالأمس، أن الزيادة الطارئة سوف تكون على جميع شرائح الاستهلاك من استهلاك زيرو إلى ما شاء الله، وهذا حرام في الحقيقة، لأنه ليس معقولاً أن ترفع الدعم عمن يضىء لمبة واحدة، أو لمبتين في بيته، وعمن يستخدم أجهزة التكييف في وقت واحد، ودون تمييز.. لا.. لا يجوز!
وإذا كان الوزير يقول في كلامه المنشور إن المواطن قام بثورته وهو يعلم أنه سوف تنتظره معاناة وقرارات مؤلمة، فلا أظن أن هذا صحيح على إطلاقه هكذا، لأن المواطن الغلبان ينتظر من الثورة، أي ثورة، أن يستريح قليلاً، لا أن يعانى أكثر.
"المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسكوت عنه في موضوع الدعم المسكوت عنه في موضوع الدعم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon