توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكهرباء ليست المأساة الوحيدة!

  مصر اليوم -

الكهرباء ليست المأساة الوحيدة

سليمان جودة

صباح أمس الأول كنت فى المغرب، وما حدث أنى قطعت 400 كيلو، هى تقريباً المسافة بين الدار البيضاء وطنجة، مروراً بالرباط، فى خمس ساعات بالسيارة، وقد لاحظت شيئاً أريد أن أنقله إلى مسؤولينا فى الدولة، بشكل عام، ثم إلى المهندس هانى ضاحى، وزير النقل، بشكل خاص.

لاحظت، أولاً، أنه لا يوجد مطب صناعى واحد، على طول هذه المسافة، لتتصور أنت فى المقابل عدد المطبات من هذا النوع فى مسافة مماثلة عندنا.. ولا يوجد معنى لانتشار المطبات الصناعية على الطرق المصرية سوى أننا عاجزون عن إلزام السائقين بالتزام السرعة المقررة، فنلجأ إلى إرغامهم على الالتزام بطريقة بدائية تؤدى إلى إهلاك لا حدود له للسيارات، وإلى مضاعفة الوقت المطلوب لقطع أى مسافة، لأن قائد أى سيارة يجد نفسه مضطراً إلى التهدئة قبل المطب، ثم العودة إلى سرعته الطبيعية بعده.. وهكذا.. وهكذا.. على طول الطريق!

أما الشىء الثانى، الذى يظل أهم، فهو أن مسافة الـ400 كيلو بين المدن الثلاث تقع عليها خمس محطات رسوم، ويدفع السائق بعد عبورها كلها ما يعادل مائة جنيه مصرى!

ولابد أن هذا المبلغ عندهم لا يذهب هباءً، ولا يضيع، ولا يتبدد، ولا يتم تحصيله على سبيل الجباية لا أكثر، وإنما تلحظ أثره المباشر على مستوى جودة الطريق، وعلى مستوى الخدمات العامة الواقعة على جانبيه.. وإذا كان كل واحد منا يتعذب إذا قطع مسافة كهذه بين مدينتين مصريتين، فالمسافة نفسها على طول الطرق المغربية متعة من المتع!

ولم أستطع أن أمنع نفسى من المقارنة بين 400 كيلو هناك و400 كيلو هنا، كنت قد قطعتها منذ فترة، بين القاهرة والعلمين، مروراً بالطريق الصحراوى، وكيف أن القاطع لها عليه أن «يتشاهد» على نفسه، قبل أن يبدأ، ثم وهو فى طريق العودة!

ولابد أن الرئيس السيسى كان يعرف ماذا يفعل، عندما أعلن أنه سوف ينشئ هذه السنة 3000 كيلو جديدة من الطرق، بين المدن والقرى المصرية، فنحن أحوج ما نكون إلى مسافة مضافة من الطرق الجديدة، وبهذا الطول، ونحن أيضاً فى حاجة إلى مسافات تصل لأضعاف أضعافها مستقبلاً، وبالجودة التى سوف يتمسك الرئيس بإنجازها بها.. فالمشكلة عندنا ليست أبداً فى عدم وجود طرق، بقدر ما هى فى وجود طرق بمستوى لا يليق بنا، وبمستوى يجعل كل مصرى يتردد طويلاً فى أن يسافر بها، إذا ما قرر السفر.

فى المسافة بين القاهرة والعلمين، لم أصادف سوى محطة رسوم يتيمة هى الواقعة فى أول الصحراوى، وهى هزيلة، ومتداعية الحوائط والجدران، بشكل يدعو للأسف والخجل من أنفسنا، قبل أن نخجل من غيرنا، ولا أعرف ما إذا كان وزير النقل قد مر بها، ورأى شكلها ومستواها بعينيه، أم لا، ولكن ما أعرفه أن محطة بهذه الصورة البائسة على واحد من الطرق الرئيسية لدينا، لا تليق أبداً بنا.

وإذا كنت أتمنى شيئاً، فهو أن يزورها الوزير فجأة، ودون ترتيب، ليراها عندئذ على حقيقتها، كما يراها أى مواطن يدفع الجنيهات الخمسة عند المرور منها، وهو متضرر، ليس لأنه لا يريد أن يدفع، ولا لأنه يجد المبلغ كبيراً، وإنما لأنه يشعر قبل المحطة وبعدها، بأن ما يتم تحصيله من الناس لا يعود عليهم فى صورة خدمات عامة لابد أن تكون أفضل، على جانبى الطريق، وفى صورة طريق سريع لابد كذلك أن يكون آدمياً بأى ثمن!

اجعلوا من محطة رسوم الصحراوى محطتين، وثلاثاً، بل أربع محطات، بشرط أن يدفع المواطن، وهو يمر بها، راضياً ومتأكداً من أن ما يدفعه سوف يجده على الفور فى خدمته من أول متر فى الطريق لآخر متر فيه!

الثلاثة آلاف كيلو التى سوف ينشئها الرئيس هذا العام مهمة للغاية، ولكن ما هو أهم منها أن تخضع الطرق القديمة لصيانة عاجلة، وسريعة، وأمينة، وفيها ضمير، فعواقب عدم صيانتها لا تقل قسوة، فى حياة كل مواطن، عن عواقب عدم صيانة محطات الكهرباء التى تحرق أعصاب الملايين هذه الأيام، بامتداد الليل والنهار!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكهرباء ليست المأساة الوحيدة الكهرباء ليست المأساة الوحيدة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon