توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القانون يحكم لا الشارع!

  مصر اليوم -

القانون يحكم لا الشارع

سليمان جودة

مع كل مرة تخرج فيها طائفة من بيننا، لتطلب مكاسب إضافية لها، على المستوى الوظيفى، أتذكر على الفور رئيس الوزراء الإخوانى عصام شرف، الذى كان أول من وضع حجر الأساس فى أيامه!

إننا نذكر جيداً أن محمد البلتاجى كان هو الذى قدم «شرف» رئيساً للحكومة فى ميدان التحرير، ثم نذكر أن قراراً، فى تلك الأيام، كان قد صدر بتعيين محافظ جديد فى محافظة قنا، وكيف أن عدداً من أبناء المحافظة قد خرجوا محتجين، ثم رافضين القرار!

وبدلاً من أن يخاطب رئيس الحكومة، وقتها، مواطنيه حول أن القرار قرار دولة، وأنه لابد من تنفيذه، فإن رئيس الحكومة الإخوانى قد خضع، ثم خنع، ثم تراجع، ولم يدخل المحافظ الجديد مكتبه!

كانت تلك هى البداية الحقيقية، التى أسست لأن يحكم الشارع القانون، لا العكس كما هو مفترض، وكانت تلك هى البداية لأن تتعرض الدولة لابتزاز بعض أبنائها، طلباً لزيادات فى الرواتب، وطلباً لحوافز، وطلباً لأرباح فى شركات خاسرة، إلى الدرجة التى لما كشف معها الرئيس مؤخراً عن حجم مخصصات الرواتب الآن، قياساً على حجمها قبل 25 يناير 2011 للموظفين، تبين لنا أن هذا الحجم قد تضاعف مرتين، وثلاثاً!

لستُ بالطبع ضد تحسين مستوى دخل المواطن، لأقصى درجة ممكنة، فالدول قامت فى الأساس، كفكرة، لتوفر لمواطنيها دخولاً معقولة، وحياة كريمة، غير أن هذا كله شىء، وأن يكون تحسين الدخل، للعاطل مع الباطل، وللعامل، وغير العامل، دون تمييز، بين من يستحق ومن لا يستحق شىء آخر تماماً.

وحين واجهت الحكومة مشكلة كهذه، مرتين خلال الفترة الأخيرة، فإنها أجلت حل المشكلة، ولم تحلها فى وقتها، ولا حسمتها.. لقد حدث هذا فى حالة الاحتجاج على قانون الخدمة المدنية، ثم فى حالة احتجاجات بعض أمناء الشرطة.. وفى الحالتين، كان على الحكومة، ولايزال، أن تقول إن الأيام التى كان الشارع فيها يحكم القانون قد مضت، وإن القانون هو الذى عليه أن يكون حاكماً للشارع، ولغير الشارع.. وكان عليها، ولايزال، وهى تقول ذلك، وتنفذه، أن تكون عادلة بين مواطنيها، وأن تشرح، بأوضح لغة للمواطنين أن الهدف من قانون الخدمة المدنية أن تكافئ الذى يعمل، وأن تمنع المكافأة ذاتها، عن الذى لا يعمل، وأن من حق أمين الشرطة، وغير أمين الشرطة، أن يسعى إلى أن يكون دخله أفضل.. من حقه تماماً، وعليه أن يظل يطالب بذلك، بشرط ألا تنطوى مطالبته على خرق للقانون، ولا على تعطيل لمصالح الناس.

عليها أن تبدد هذا الميراث الأسود، الذى وضع أساسه «شرف» فى أيامه التعيسة، والذى دفعت الدولة ثمناً فادحاً له، ولاتزال.. وعليها أن تعيد القانون إلى الشارع، وأن يحكم الأول، لا الثانى، على أن يكون عادلاً، وألا يميز بين المواطنين، وألا يجامل القانون، الكبير، ولا يتجاوز فى حق الصغير.

فى الدول التى قطعت أشواطاً للأمام، كانت سيادة القانون هى نقطة البداية.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القانون يحكم لا الشارع القانون يحكم لا الشارع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon