توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرئيس فقط يشعر بالأزمة!

  مصر اليوم -

الرئيس فقط يشعر بالأزمة

سليمان جودة

بعد ستة أشهر من الآن، سوف يصدر قرار من مكتب استشارى أجنبى، بما يحسم موضوع سد النهضة، وسوف يعمل هذا المكتب خلال الأشهر الستة، من خلال لجنة ثلاثية اتفق وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا على تشكيلها فى اجتماعهم الأخير فى الخرطوم.

وأياً كان القرار الذى سوف يصدر، فإن الواضح منذ بدأت حكاية هذا السد، أننا مقبلون على أزمة فى الماء، بشكل أو بآخر، وأن ما سوف نحققه فى أفضل الأحوال، فى أمر السد، أن تبقى حصتنا المائية الحالية على ما هى عليه، فإذا ما بقيت الحصة كما هى، ثم زاد عددنا فى إجماله، وزادت حاجتنا بالتالى إلى كميات أكثر من المياه، أصبح نصيب كل فرد منا، مستقبلاً، من ماء النيل، أقل بالضرورة مما كان مُتاحاً للفرد نفسه، من قبل!

وعندما كان الرئيس السيسى لايزال مرشحاً رئاسياً، كانت هذه المشكلة حاضرة على رأس الموضوعات التى كان يتعرض لها، وينبه إلى خطورتها، وأظن أن أولويتها عنده قد استمرت بعد أن فاز فى السباق الرئاسى، ثم إلى اليوم.

غير أن المعضلة الحقيقية فى تقديرى، أن الإحساس بحجم المشكلة لايزال رغم ذلك كله، داخل حيز الرئيس نفسه، ولم تنجح الدولة بعد فى نقل الإحساس بها، كمشكلة، إلى الناس، بحيث يستشعر كل واحد منهم الخطر، وبحيث يتغير السلوك العام، بناء على هذا الإحساس بالخطر، وبحجمه الطبيعى، دون تهويل فيه، ولا تهوين من شأنه.

ولذلك فالمفارقة المدهشة، أن الرئيس فى الحقيقة، يخوض معركة سد النهضة وحده، دون أن يكون لدى المواطنين الهاجس نفسه الذى يسيطر على رأس الدولة، وهو يخوض معركته، وبالأدق معركتنا نحن جميعاً!

فلايزال السفه العام فى التعامل فى المياه على حاله، ولم يطرأ عليه أى تغيير من أى نوع، ولايزال استهلاك، بل تبديد المياه فى رش الشوارع، وغسل السيارات، مثلاً، كما هو، إذ يستحيل أن يكون هذا المواطن الذى يُغرِّق الشارع بالماء، أو يستخدمه فى غسل سيارته، لديه أدنى إحساس بأن عندنا مشكلة كبيرة فى المياه، ولو كان لديه ذرة من إحساس بقيمة قطرة الماء، وأهمية أن يستهلكها فى موضعها الصحيح، لما تصرف على هذا النحو المجنون الذى نراه كل يوم، وتراه الحكومة بصفتها مسؤولة عن البلد، ثم لا يحدث شىء!

ولاتزال الحنفيات المكسورة فى كل مصلحة حكومية، كما هى، ولو جاء شخص أجنبى، ثم رأى بعينيه كم الماء المهدر فى كل مصالح الحكومة، لقال إننا إما أن نكون مجانين أو نكون أغنى بلاد العالم فى مصادر المياه، ولابد أن الافتراض الأول هو الصحيح، دون نقاش!

ولايزال الفلاح يروى أرضه بالغمر، بما يعنى أنه يستهلك أضعاف أضعاف ما يجب أن يستهلكه، وكأن الدنيا من حولنا لم تعرف الرى الحديث بكل أنواعه، وبما هو معروف عنه من أنه كنظام حديث يصون كل قطرة ماء، ولا يستخدمها إلا فى مكانها تماماً!

أريد أن أقول إن أى مراقب للطريقة التى يتعامل بها مواطنون مع مياهنا، سواء فى الشرب أو فى رى الأرض، سوف ينتهى إلى نتيجة واضحة للغاية، وهى أن الرئيس بمفرده، يحس بعمق الأزمة، وأن الأزمة ذاتها لا وجود للإحساس بها مطلقاً ولا بحجمها، كما يجب، عند كل مواطن! ولا حل إلا بأن يحس كل فرد فينا بأن ماء النيل الذى يصل بيته أو أرضه أغلى من نفط الخليج، ثم يتعامل معه على هذا الأساس!

الوعى بالقضية غائب لدى أغلبيتنا الكاسحة، ولا يمكن للحكومة.. أى حكومة.. أن تنتصر فى قضية لا يتوافر الوعى الكافى عند الناس بها!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس فقط يشعر بالأزمة الرئيس فقط يشعر بالأزمة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon