توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التظاهر حق.. ولكن متى؟!

  مصر اليوم -

التظاهر حق ولكن متى

سليمان جودة


أرجو من الأستاذ جورج إسحاق، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن يعلن، على الملأ، ملاحظات المجلس على قانون التظاهر، ليرى المجتمع كله، الذى هو صاحب الشأن فى الموضوع بأكمله، أن الملاحظات تستحق أن تأخذ بها الدولة، وتضعها فى عين الاعتبار، وأنها مردود عليها.

أقول هذا لسببين أساسيين، أولهما أنى حين رأيت الأستاذ جورج، فى المغرب، قبل نحو ثلاثة أسابيع، فهمت منه أن للمجلس ملاحظات محددة على القانون، غير أن الوقت ساعتها لم يسعفنى لأسمع منه الملاحظات نفسها، ملاحظة ملاحظة!

والسبب الثانى أن المستشار عدلى حسين لفت انتباهى، خلال حديث معه، إلى أن كثيرين يتكلمون عن تعديل القانون، بل ويطالبون بالتعديل فى إلحاح، دون أن يتطوع واحد منهم ليقول لنا، ولو مرة واحدة، وبوضوح، ودون لف أو دوران، ما هو بالضبط الشىء الذى لا يعجبه فى القانون، ويراه أجدى بالتعديل.

والحقيقة أن ملاحظة المستشار عدلى فى محلها تماماً، لأنه على كثرة ما قيل حول القانون لم نسمع شيئاً محدداً، له أول وله آخر، ويجب تعديله، وعندما نسمع سوف يكون لنا، وللمجتمع كله، رأى واضح، فيما إذا كانت المواد غير المُرضية، للذين لا يعجبهم القانون، تستأهل التعديل والتبديل فعلاً، أم أن المسألة كلها حق يراد به فى النهاية باطل!

وحتى لا يسىء أحد الظن بالمستشار عدلى حسين، وهو على كل حال رجل قانون يتحدث فيما يفهمه جيداً، إذا ما تعرض لمثل هذا القانون، فإن له ملاحظتين يتمنى لو أن القانون، بصورته الحالية، قد اكتمل بهما.

الملاحظة الأولى حول مادة فى القانون يرى ضرورة تعديلها، وهى المادة التى تقول إن الشرطة إذا رفضت منح أحد الترخيص المطلوب بتنظيم مظاهرة، فإن لهذا الأحد أن يلجأ إلى القاضى، ليحكم فيما بينه وبين الشرطة، هنا يتمنى المستشار حسين لو أن القانون جعل اللجوء إلى القاضى من جانب الشرطة، وليس من جانب الشخص الذى يريد تنظيم مظاهرة، وهو يراها على العكس هكذا، ليس لأنه يريد أن يحرم أحداً من حق اللجوء للقاضى، وإنما لأنه يريد أن يجعل الشرطة هى التى تحمل هذا العبء لا المواطن الراغب فى أن يتظاهر.

والثانية أنه يتمنى، أيضاً، لو أن القانون تضمن ما يُلزم الشرطة بنقل أى مصاب، قد يسقط فى أى مظاهرة سلمية، إلى أقرب مستشفى للعلاج، فالاتفاقات الدولية تُلزم البوليس فى أنحاء العالم بمثل هذا الحق بالنسبة لأى مُصاب فى أى مظاهرة سلمية.

وربما يلتفت القارئ إلى أنى قرنت، فى كل مرة، بين كلمة «مظاهرة» وكلمة «سلمية»، لأن أغلب المظاهرات التى جرى تنظيمها، بعد صدور القانون، لم تكن كذلك، ولأنها لم تكن كذلك فإن الذين مارسوا فيها عنفاً، أو حرضوا عليه، قد ذهبوا إلى الحبس مباشرة، ثم راح كثيرون، خارج الحبس، يطالبون بالإفراج عنهم، دون أن يتطوع واحد من هؤلاء الكثيرين، ولو لوجه الله، بالنظر فى قرار الإحالة الذى صدر بحق المحبوسين، ولو تطوع أحدهم لكان قد رأى أن فلاناً من المتظاهرين قد تم حبسه ليس حباً فى الحبس، وإنما لأنه خالف القانون، وارتكب جريمة يجرمها القانون ذاته، وأن علاناً قد ألقوا القبض عليه وهو يتظاهر، لأنه ليس من بين مبادئ التظاهر السلمى أن تحطم أملاكاً عامة، أو تعتدى على ضابط شرطة، أو تحمل «مولوتوف» بين طيات ثيابك.

التظاهر حق.. ولكن لم يحدث أن قال أحد فى الدنيا كلها إنه حق يُراد به باطل، من نوع الاعتداء على الأملاك العامة، أو على ضباط الشرطة، وهم يؤدون عملهم، أو ترويع الناس بالسلاح، وتحت أى لافتة؟! لافتة التظاهر السلمى!!

وحين تضع الدولة أصبعها فى عين كل من يمارس هذا كله باسم التظاهر السلمى، فليس من حق أحد - أى أحد - أن يلومها.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التظاهر حق ولكن متى التظاهر حق ولكن متى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon