توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استحمار القارئ!

  مصر اليوم -

استحمار القارئ

بقلم سليمان جودة

عندما يعلن مسؤول فى البنك الدولى، على الملأ، أن البنك فى انتظار موافقة البرلمان على بيان الحكومة، ليمنح مصر قرضاً قيمته 3 مليارات دولار، كدفعة أولى، سوف تأتى بعدها دفعات أخرى، فهذا فى حقيقة الأمر إهانة مكتملة الأركان للبرلمان المنتخب، ثم إنه إهانة من النوع ذاته للحكومة معاً!

وعندما يصرح مسؤول بالبنك الدولى بمثل هذا الكلام، ثم لا يجد مسؤولاً فى القاهرة يرد عليه، بأن يضع أصبعه فى عينيه، ويفهمه أن الموافقة على البيان ستكون لأسباب تخص مصلحة المواطن المصرى فى الأساس، ولا تخص غيره فى البنك، ولا فى غير البنك، فهذا معناه أن أسباب تمرير البيان، حسب كلام الرجل المنشور فى صحافتنا المصرية بالبنط العريض، سوف تكون فى واشنطن، حيث مقر البنك، ولن تكون فى القاهرة، حيث من المفترض أن تلتفت السلطة القائمة، إلى مصالح مواطنيها، ولا تلتفت إلى كل ما هو سواها!

وعندما يتلفظ مسؤول البنك الدولى بمثل هذا الكلام الردىء، ولا يرده أحد من مسؤولينا فى قاهرة المعز، ولا حتى ترده وزيرة التعاون الدولى التى تفاوضه على القرض، فليس لهذا من معنى سوى أن المسؤول إياه يستحمر أى قارئ لكلامه، ويتصور أنه سوف يمر عليه، دون فهم، ودون إدراك، ودون رفض!

ولم يشأ المسؤول المشار إليه أن يتوقف عند هذا الحد من الإساءة لشعب بكامل أفراده، المفروض أن البيان سيمر إذا كان فقط يحقق مصالحهم الحقيقية، والعكس صحيح، ولكن ذهب المسؤول الهمام لما هو أبعد من ذلك بكثير!

ذهب لأبعد مدى، عندما قال إن قرض البنك الدولى لنا بلا أى شروط!.. وهو كلام يدل على أن الرجل يفترض فيمن سوف يستقبلون كلامه فى مصر أنهم مجموعة من البلهاء.. وإلا.. فبالله عليكم.. هل سمعتم من قبل أن البنك الدولى قد أقلع عن سياسته التى نشأ عليها، منذ عام 1945، وقرر أن يتحول إلى جمعية خيرية، توزع فلوسها باليمين مرة وبالشمال مرات، دون أى شروط؟!.. إذ ليس مطلوباً منا والحال هكذا، ولا من غيرنا بالتالى، إلا أن نطرق أبواب البنك، لطلب أى مليارات من الدولارات نريدها، وعندها سوف يستجيب البنك على الفور، ويشير مسؤولوه إلى غرفة مملوءة بالفلوس، ويطلبون ممن يريدون مالاً أن يغترفوا منها، حسبما يشاءون، دون أى مقابل!

منذ متى كان البنك الدولى يمنح دولاراً واحداً، دون شروط؟!.. بل شروط مذلة؟!.. ومنذ متى كانت فلوس هذا البنك متاحة لكل من يريدها، وبأى رقم، ودون أى شروط؟!.. إن أغرب ما فى الأمر، بل إن ما يدعو إلى الأسى حقاً أن د. سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، قد نشرت الصحف على لسانها كلاماً بالمعنى نفسه، ولم تفكر فى أن تسأل نفسها السؤال الآتى: إذا كانت قروض البنك بلا أى شروط هكذا، فلماذا ذهبت هى إلى هناك، وعلى أى شىء تفاوضهم هى بالضبط؟!

إلى هذا الحد وصل استحمار القارئ الذى يستقبل مثل هذا الكلام!!.. وإلى هذا المدى هان المواطن عندنا، فى نظر مسؤوليه وغير مسؤولية؟!.. إن انتظار موافقة البرلمان على بيان الحكومة، ثم ربط القرض به، كما ترتبط المقدمات بنتائجها شرط مهين فى حد ذاته، ولكن يبدو أن مسؤولينا الذين يعنيهم الأمر لا تعنيهم إهانة برلمان، ولا إهانة بلد من بعده، فى شىء!

GMT 04:23 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

إلا السودان تقريبًا!

GMT 01:13 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

غمامات تتجمع في سماء تونس الخضراء

GMT 00:28 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

هكذا فكّر الرئيس!

GMT 05:27 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

مذيع آلي في دبي!

GMT 01:56 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

سنة أولى تابلت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استحمار القارئ استحمار القارئ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon