توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنى أتهم!

  مصر اليوم -

إنى أتهم

سليمان جودة

حالة الحداد التى أعلنتها الدولة، لثلاثة أيام، حزناً على جنودنا الثلاثة والعشرين، الذين سقطوا مساء أمس الأول، فى الوادى الجديد، لن تعيدهم إلى الحياة، ولو دامت شهراً، ولذلك، فإن أهم ما فى هذه الحالة من الحداد أنها تعيد تذكيرنا جميعاً، إذا كنا نسينا، بأن أرواح جنودنا الأبرياء، إنما هى جزء من ثمن ندفعه!

ثمن دفعناه منذ سقوط الإخوان فى 30 يونيو 2013، وثمن ندفعه اليوم، وثمن سوف ندفعه غداً، لأن البلد قد جاء عليه يوم، هو 30 يونيو، فقرر فيه أن ينتفض ليتخلص من حكم جماعة كانت تذهب بالوطن، الذى لا تدرك معناه ولا قيمته، إلى مصائر محزنة لشعوب بكاملها، نراها من حولنا!

أعرف بالطبع أن هناك مَنْ سوف يرد فى هذه اللحظة، ويقول إن التحقيقات فى الحادث الكارثى لم يتم استكمالها بعد، وإننا بالتالى لا نستطيع أن نلقى بالمسؤولية عما جرى على الجماعة الإخوانية، ولا على غيرها.. فهذا اتهام سابق لأوانه!

وسوف أرد لأقول، إن هذا قد يكون صحيحاً من حيث الشكل والظاهر، وإننا إذا ما تجاوزنا السطح إلى المضمون، فسوف نكتشف أن أرواح الجنود الثلاثة والعشرين معلقة فى رقبة كل إخوانى يؤمن بالعنف، أو يحرض عليه.

وسوف نكتشف أن فى عالم الجريمة شيئاً اسمه الاشتراك فى ارتكابها، وتمهيد الطريق إليها، وتهيئة الأجواء لها، وبالتالى، فالمتهم فى أى جريمة، أو بمعنى أدق مرتكبها، ليس من الضرورى أن تكون يده هو على نحو مباشر هى التى تناولت البندقية، ثم ضغطت على زنادها فى اتجاه صدور كل جندى من الجنود الثلاثة والعشرين.. لا..فهذا تصور ساذج للإجرام، وللعنف، ولمرتكبيه، وللمحرضين عليه.

هو تصور ساذج، فى إطارنا هذا، لأن هناك دائماً المستفيد من وقوع الجريمة، وهناك الذى يهيئ الأجواء لها، ولا أظن أن الإخوان قد هيأوا الأجواء من حولنا لشىء، منذ 30 يونيو، إلا للعنف بكل أصنافه!

وفى كل مرة كانوا هم يسارعون، بعد كل حادث مفجع من هذا النوع، إلى القول بأنهم أبرياء منه، وأنهم لم يرتكبوه، وأن غيرهم يمارس العنف باسمهم، كنا نقول إن هذا لو كان صحيحاً، فإنه يقتضى على الفور أن يصدر عنهم بيان واضح لا يحتمل أى غموض، بأن الجماعة الإخوانية ترفض العنف، بكل أشكاله، وتتبرأ من مرتكبيه، على أى مستوى، ومن المحرضين عليه.. ولم يكن بيان كهذا يصدر أبداً، وإنما كنا، ولانزال، نسمع منهم كلاماً فارغاً لا رصيد له فى الواقع الحى.

وعندما تجتاز مصر هذه المرحلة الصعبة، فسوف يتبين لها أنها اجتازتها بثمن كبير، وأن الثمن مهما كان كبيراً، أو فادحاً، فإنه يهون إذا ما تخيلنا فى اللحظة الراهنة، كيف كان حال بلدنا سوف يكون، لو أن هذه الجماعة التى لا تؤمن ببلد، ولا بوطن، كانت لاتزال فى السلطة، أو أن رئيسها المعزول الذى ينفع بالكاد لإدارة محل بقالة، كان لايزال على الكرسى، فى دولة بحجم مصر!

ندفع الثمن، فى كل صباح، عن رضا، من أرواح جنودنا فى الجيش، أو فى الشرطة، ونعرف أنه لا بديل آخر كان أمامنا، حين اتضح لنا، على مدى ذلك العام التعيس من حكم الإخوان، أنهم قد ابتلعوا البلد، ثم حاولوا هضمه، لولا أنه كان فوق قدرتهم على الهضم بكثير!

وإذا كان لابد من درس لنا، فى حالة الحداد هذه، فهو أن ننتبه من خلالها بكامل قوانا ووعينا إلى أن المعركة ضد لصوص الأوطان لن يخوضها الجيش وحده، ولا الشرطة وحدها، وإنما سوف يخوضها الشعب كله، بكامل هيئته، متقدماً على الجيش والشرطة معاً، ونصيراً لهما فى كل أحواله، إذ لا خيار آخر أمامنا، فهذا هو طريقنا الذى علينا أن نقطعه إلى آخره.

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنى أتهم إنى أتهم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon