توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفندينا عمر يتسول!

  مصر اليوم -

أفندينا عمر يتسول

سليمان جودة

تساءلت فى هذا المكان، صباح أمس الأول، عن حال شركة «عمر أفندى» هذه الأيام، بعد أن مضى عام تقريباً على استردادها من المستثمر العربى الذى كان قد اشتراها، خاصة أن عملية الاسترداد ذاتها قد تم تصويرها فى حينها، وكأنها فتح من الفتوح!
أردت من جانبى أن أطمئن على حالها لا أكثر، وأن أرى ما إذا كانت تربح الآن، وتتجاوز خسائرها الفادحها السابقة، أم أنها لاتزال عبئاً على الدولة بعد بيعها، ثم استردادها، كما كانت بالضبط قبلهما؟!
لقد اختفت أخبارها تماماً، بعد أن ظلت، لمدة طويلة، مادة يومية لأخبار فى الصفحات الأولى من الجرائد، وعلى شاشات المساء، وكان لابد أن نقلق، وأن نسأل عن حال شركة، ليست فى النهاية إلا مثالاً لشركات أخرى كثيرة تشبهها فى سوء حالها!

ولأن الحكومة الحالية تخلو من وزير لقطاع الأعمال، تتبعه «عمر أفندى» وغيرها من شركات هذا القطاع، كما جرت العادة فى حكومات سابقة، فلم أجد غير الوزير منير فخرى عبدالنور، مسؤول حقيبة الصناعة والتجارة فى الحكومة، لأتوجه إليه بالسؤال.. إذ تصورت أنه، بحكم مسؤوليته الحالية، يظل الأقرب إلى الدراية بمثل هذه الشركات وأحوالها، كما أن مسؤوليته عن وزارة الاستثمار، فى حكومة المهندس إبراهيم محلب الأولى، تجعله - أقصد الوزير عبدالنور - أقدر الوزراء على الجواب عما يخص عمر أفندى، وغير عمر أفندى.
وقد تلقيت اتصالاً، ثم رسالة من الرجل، يدعونى فيها إلى زيارة أى فرع من فروع الشركة، لأرى بعينى أنه يخلو من البضائع، ومن المشترين بالتالى، بل ومن البائعين كذلك، وأن صورة كهذه تكفى جداً لأن تصور لنا حال الشركة التى قاتل بعضنا من أجل استردادها من مستثمر قرر ذات يوم أن يتولى أمرها، وأن يحاول إصلاح أحوالها، وأن يرفع عبئها عن الدولة!
ومن رسالة وزير الصناعة والتجارة فهمت أنه عندما أضيفت إليه مسؤولية الاستثمار كوزارة، فى مارس الماضى، اتفق مع المهندس محلب على ألا تتبعه شركات قطاع الأعمال، ومنها عمر أفندى بالطبع، وأن توضع كلها تحت مظلة شركة قابضة، أو صندوق سيادى، تقوم عليه مجموعة من خبراء الاستثمار والاقتصاد الموثوق بهم، وتكون مهمتهم الأولى إعادة هيكلة هذه الشركات على أسس اقتصادية واجتماعية سليمة، بما يجعلها تدر دخلاً على الدولة يتناسب مع قيمة أصولها الرأسمالية.

كلام مشابه، سمعته من السيد أشرف سالمان، وزير الاستثمار، الذى أسعدنى أن أسمع منه رؤية مشرقة للاستثمار بوجه عام فى البلد، وسوف أعود إليها فى حديث منفصل، ثم أحزننى، أن يقول لى إن الدولة تدفع رواتب العاملين والموظفين فى الشركة، وأن حالها لا يسر أحداً، وأن المستثمر العربى، إذا لجأ للتحكيم الدولى، فسوف يكسب قضيته، وسوف يكون علينا أن نعوضه، لأنه لا توجد دولة فى العالم تبيع شيئاً.. أى شىء.. ثم تعود عنه فى اليوم التالى.. لا توجد!
يعنى بالعربى الفصيح، تحولت عمر أفندى إلى ما يشبه البيت الوقف، فلا نحن تركناها فى يد الرجل الذى أراد أن ينقذها، ولا هى، حين عادت، قد عملت بقرش صاغ واحد!
ولذلك، أظن أن الوزير عبدالنور كان على حق، عندما تبنى مشروع قانون خلال فترة إشرافه على «الاستثمار» بما يجعل الطعن على أى عملية بيع، لأى شركة من هذا النوع أمام القضاء، مقصوراً على طرفيها وحدهما، مع التأكيد طبعاً على وجود ضمانات بألا تنطوى أى عملية من عمليات البيع على إهدار جنيه واحد!
ولو أن قانوناً كهذا كان قائماً وقت بيع عمر أفندى، لكانت الدولة فى غنى كامل، الآن، عن دفع رواتب لناس فى شركة ميتة!
والسؤال هو: كم «عمر أفندى» بيننا؟!.. وإلى متى سوف يتحمل اقتصادنا بقاء شركات كهذه تستنزف قواه فى كل ساعة؟!

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفندينا عمر يتسول أفندينا عمر يتسول



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon