توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أعمى يقوده مبصر!

  مصر اليوم -

أعمى يقوده مبصر

سليمان جودة

من ناحيتى، فإننى أضحك كثيراً، عندما يقال لنا إن تنظيم داعش الإرهابى هو الذي قام بتفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، أمس الأول، بمثل ما كان قد قام بعملية مماثلة في شرق السعودية، قبل أسابيع، أو هكذا يراد منا أن نصدق!

أضحك من شدة الدهشة طبعاً، وليس بدافع السرور، بأى حال.. ولابد أن الدهشة الشديدة هنا مرجعها إلى أننى أرى أن الذين يريدون منا أن نصدق أن هذا التنظيم الإرهابى قد فعل ذلك بتفكير ذاتى منه إنما يفترضون فينا سذاجة مطلقة!

أضحك وجعاً وألماً، وأريد أن نظل نسأل أنفسنا طول الوقت السؤال الآتى: من وراء داعش؟!

أي داعش هذا، الذي يروّع سوريا والعراق معاً في وقت واحد، ثم يفكر في ترويع السعودية، ومن ورائها الكويت، وصولاً إلى كل دولة عربية من وراء الدول الأربع إن استطاع؟!.. أي داعش هذا بالضبط؟! ومن أنشأه، ومن يمده بالسلاح، ومن ينفخ فيه الحياة كلما انطفأ وتوارى؟!

نقطة البدء أن نعرف، بوضوح، أين كان أبوبكر البغدادى، الذي يوصف بأنه زعيم هذا التنظيم.. أين كان، قبل أن يظهر في الصورة، وما علاقته بالأمريكان على وجه التحديد؟!

لا تصدقوا، من فضلكم، أن داعش هذا يستطيع أن يحيا يوماً واحداً، دون دعم ممن يدعمونه، فهو «مستطيع بغيره»، كما يقال دوماً عن الأعمى الذي يقوده مبصر!

ولذلك، فيقينى، الذي لا يتزحزح من مكانه بوصة واحدة، أنه لا نجاة لنا، في مصر، أو السعودية، أو في الكويت، أو في تونس، أو في أي بلد عربى آخر، من هذه الفتنة، إلا إذا كان وعى المواطن نفسه على مستوى اللحظة!

وسوف يكون وعى المواطن في الكويت، على سبيل المثال، على مستوى لحظته، حين يدرك أن عملية ضرب مسجد الإمام الصادق لا يراد بها، كما قد يظن بعض الكويتيين لأول وهلة، الوقوف إلى جانب فئة في الكويت، ضد فئة أخرى.. لا.. فالهدف هو ضرب الكويت كبلد، وليس المسجد، الذي كان هدفاً للتفجير، سوى صورة للكويت كلها، وإذا كان العنف قد استهدف مسجد الإمام الصادق، على وجه التحديد، فإن علينا أن نسأل أنفسنا: لماذا هذا المسجد دون غيره، وفى الكويت آلاف، بل عشرات الآلاف من المساجد؟!.. لماذا وقع الاختيار على هذا المسجد دون سواه؟!.. المطلوب هنا من المواطن الشيعى في الكويت أن يرتفع إلى مستوى لحظته، وأن يكون على يقين من أن الذين ضربوا المسجد لا يقفون إلى جواره، كمواطن شيعى، كما قد يظن هو، ولا إلى جوار المواطن السنى في المقابل، وإنما يستهدفون البلد كله، وسوف يفوت هو عليهم هذه الفرصة، إذا آمن، كمواطن، عن يقين راسخ بأن الكويت هي الأبقى له، من أي شىء آخر، وأنها وطنه، وأن الوطن لا يجوز أن يكون موضع مساومة ولا فصال.

يا أي كويتى.. يا أي تونسى.. يا أي عربى: داعش هذا مجرد أداة يحركها آخرون، من وراء ستار، ويمدون إليها كل أسباب الحياة، وسوف يتبدد ويختفى بكل أفراده في اللحظة التي تكتشف فيها اليد التي تحركه أن وعى المواطن العربى عموماً، في الكويت، وفى تونس، وفى غيرهما، يستعصى على أي استهداف، وأن هذا المواطن يتمتع بنوع من الوعى يؤهله ليس فقط لرؤية ملامح الصورة أمامه، ولكن يؤهله لرؤية ما هو أهم.. يؤهله لرؤية معالم ما وراء الصورة بكل وضوح!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعمى يقوده مبصر أعمى يقوده مبصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon