توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

أجواء الأمس لها معنى!

  مصر اليوم -

أجواء الأمس لها معنى

سليمان جودة

نظرة عابرة على شاشات الفضائيات، صباح أمس، كانت كافية لتجيب لك على هذا السؤال: أين نحن بالضبط من العالم المتطور حولنا؟

فقبل الحكم على مبارك والذين معه بساعات كانت كل شاشة قد تهيأت تماماً، وكانت قد جاءت بالذين سوف يعلقون على الحكم، أياً كان، وسواء كان بالبراءة أو الإدانة أو حتى بمد أجل النطق بالحكم كما جرى.. لا فرق.. ففى الحالتين، أو فى الحالات الثلاث، كان هناك كلام لا يتوقف على كل شاشة، وفى الحالات الثلاث كان هناك من يرفض الإدانة، وهناك فى المقابل منه من يستنكر البراءة! وهناك فى المقابل منهما من يتأفف من مد الأجل!

سألت نفسى: هل هذا بلد طبيعى؟!.. ثم تجاوزت السؤال إلى آخر غيره: هل البلد الذى يسمح بأن تكون أحكام القضاء مادة خصبة للإعلام هكذا، يمكن أن يطمح إلى أن يكون له، ذات يوم، مستقبل مختلف عن الواقع الذى يعيشه ويحياه؟!

أترك الإجابة لك أيها القارئ الكريم، ولا أصادر على رأيك، أياً كان، غير أن ما أعرفه أن الحكم على أى شخص، سواء كان مبارك أو أى مواطن سواه، يصدره القاضى.. والقاضى وحده.. وأنه لا أحد من حقه أن يعقب على الحكم، أو يتناوله بالنقاش العام هكذا.. لا أحد.. وليس للإعلام من دور هنا سوى أن يذيع الحكم كما صدر على الناس، وفقط، فما ينتظره المواطنون من حكم كهذا أن يقال لهم إن حكماً قد صدر بكذا على فلان.. لا أكثر من هذا، ولا أقل.

أما أن يتحول الحكم، بمجرد صدوره، إلى جسد ممدد على موائد الجدل، على كل شاشة، فهذا هو الجديد حقاً، وهذا هو الخطر حقاً، بل هذا هو العار حقاً!

ومما يزيد الأمر سوءاً أن الذين كانوا يتجادلون حول الحكم، بافتراض أننا قد قبلنا بالجدل حوله أصلاً، ليسوا أهل قانون، بحيث يمكن أن يتكلم الواحد منهم عن أمر يعرفه.. لا.. فالذى يعرف يتكلم، وكذلك الذى لا يعرف، وكل واحد مدعو إلى أن يبدى «رأيه» فى الحكم.. تصور!

لم يكن يعنينى فى المسألة أن يحصل المتهمون على البراءة، أو أن تجرى إدانتهم، فهى مسألة تخص القاضى.. والقاضى وحده.. ولا يجوز بأى حال أن يكون حكمه موضعاً لإبداء الآراء على النواصى والطرقات هكذا.. فليس هناك بلد يعرف معنى أحكام القضاء، أو يدرك معنى قدسية هذه الأحكام، يسمح بشىء من هذا أبداً أو يقبله.. يستحيل!

المطلوب، والحال هكذا، أن يتطلع القاضى إلى الشارع، وإلى الصخب الحادث فيه، ثم يحكم، لا أن يحكم بما أمامه من دلائل، وقرائن، وبراهين.. لا.. فهذا كله، والحال هكذا، هو آخر ما يمكن أن يضع له اعتباراً، أو يحسب حسابه!

وحين يحدث هذا، وهو حاصل عندنا منذ ثلاث سنوات أو أكثر قليلاً، ينتفى العدل كقيمة، ويتوارى «القاضى» من فوق منصته، يملأ «الناشط» فى الشارع أركان الصورة!

لا تسأل نفسك، من فضلك، عما حكم به القاضى على متهمى الأمس، ولكن اسأل نفسك عما إذا كان القاضى حراً من كل قيد، ومن أى ضغط، خارج قاعة المحكمة، وهو يقضى بما يجب عليه أن يقضى فيه؟!

بالله.. كيف يمكن لقاضى مبارك، والذين معه، أن يحكم مستريحاً، وهو يرى الدنيا من حوله قد تركت كل ما فى يديها لتركز أنظارها عليه؟!.. أخشى أن أقول إن كل شاشة على حدة قد أصدرت الحكم، بالأمس، قبل أن يصدر عن القاضى، وأخشى أن أقول إن بلداً يشهد هذا العبث، ثم يسكت عليه، إنما هو بلد لا يحق له أن يتطلع إلى أن يكون له موطئ قدم فى القرن الحادى والعشرين.. فمواطئ أقدامه هناك، فى قرون مضت، كما أن حيازة تذكرة لدخول القرن الحالى ليست أمراً مجانياً، ولن تكون!

الذهاب إلى القرن الجديد له ثمن لم ندفعه بعد، وفى كل مرة تأتينا فرصة للذهاب إليه فإننا نبددها تماماً، وإذا شئت أن ترى فارجع وتأمل أجواء الأمس!!.. الأمس فقط وليس ما قبل الأمس!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجواء الأمس لها معنى أجواء الأمس لها معنى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon