توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«يا مصريين»!

  مصر اليوم -

«يا مصريين»

سليمان جودة

لو أنك سألتنى عن أشياء تميزت بها الكلمة التى ألقاها الرئيس، مساء أمس الأول، فسوف أقول إنها ثلاثة على وجه التحديد:
أما الشىء الأول فهو أنها جاءت كلمة مرتجلة، عفوية، وتلقائية، ولم تكن مكتوبة فى ورقة أمامه، وأظن أنها لهذا السبب كانت واصلة إلى أعماق كل مصرى استمع إليه، فللرئيس طريقة خاصة فى الكلام المرتجل مع الناس، تجعل كل كلمة ينطق بها تخرج مباشرة من فمه إلى قلوب مستمعيه، دون حاجز يعوقها، أو يقف فى طريقها.. وأظن أيضاً أنه يظل فى حاجة إلى كلمة قصيرة من هذا النوع، أسبوعياً، وبشكل منتظم، مع مواطنيه، وأتمنى ممن يحيطون به أن يلفتوا انتباهه إلى حاجته وحاجتنا إلى كلمة كهذه، حتى لا ينشط فى البلد الذين يريدون الصيد فى الماء العكر، وحتى يقطع الرئيس عليهم طريقهم من منبعه.
وأما الشىء الثانى، الذى ميز كلمة الرجل، فهو لغة الأرقام فى حديثه، ولو أردت أن أحيل القارئ الكريم إلى شىء بهذا الخصوص، فسوف أحيله إلى افتتاحية «المصرى اليوم» صباح أمس، وقد جاءت تحت عنوان العبور الجديد.
عبور جديد لماذا؟!.. لأن الرئيس تحدث فيها إلينا، بصدقه الواضح، فى ذكرى العاشر من رمضان، ففى هذا اليوم، من عام 1973، عبرت قواتنا المسلحة الباسلة إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لتعيد أرضنا المحتلة كاملة، على يد رجل عظيم اسمه أنور السادات.. وحين دار الزمان دورته، من أكتوبر 1973 إلى يوليو 2014، كنا على موعد مع رجل آخر، من نوعية السادات، وكان «رجل 2014» عازماً، كما بدا من كل حرف فى كلامه، على أن يعبر بنا اقتصادياً، هذه المرة، لا عسكرياً كما حدث فى حرب أكتوبر المجيدة فى 73.
وعندما تكتشف من كلامه الذى يشع صدقاً مع النفس، ومع الآخرين، أننا نبدد ملياراً من الجنيهات فى مطلع كل صباح، على الدعم المهدر وما يشبهه، وأنه، كرئيس مسؤول، مصمم على وقف هذا الإهدار لموارد البلد، ليعبر بنا، ونعبر معه، إلى أفق جديد، فأنت، والحال هكذا، أمام رجل يدرك تماماً معنى أن يكون مسؤولاً عن بلد بحجم وعراقة وعظمة بلدنا.
قد يأخذنى الغرور وأتصور أنه استجاب لسطور كتبتها فى هذا المكان، قبل كلمته بـ24 ساعة، أطالبه فيها بأن يخرج علينا، وأن يتكلم معنا، ليقطع الطريق على كل المزايدين، والموتورين، والخائنين لهذا الوطن.. قد يأخذنى غرور كهذا، غير أن الأهم فى الموضوع هو أنه خرج، وأنه تكلم، وأنه بعث بعدة رسائل من خلال كلامه، وأنها جميعاً قد أصابت هدفها، وأنه نجح، إلى حد بعيد، فى «مسح» الكثير من الدموع التى كانت زيادات الأسعار الأخيرة قد خلفتها فى عين كل مواطن يقاتل فى سبيل قوت يومه!
تصور معى، إلى أى حد كان وجه الحياة فى مصرنا سوف يتغير للأفضل، لو أننا أنفقنا هذه المليارات اليومية المهدرة على مراكز بكاملها فى المحافظات، وليس على مجرد قرية هنا، أو هناك.. على التعليم بحاله الذى نعرفه ويؤلمنا، أو على الصحة بحالتها التى نرى بؤسها على باب كل مستشفى؟!
تصور معى، مدى صدق الرجل مع نفسه، ومعنا، عندما يقول إن المقتدر الذى يسكن فيلا تدعمه الدولة بـ4 آلاف جنيه، وربما أكثر، فى الكهرباء، ومثلها فى بنزين سيارته، وإن الدولة ذاتها، لخطأ فادح فى نظام ورثه الرجل، تدعم المواطن الذى يضىء لمبة، أو لمبتين فى شقة متواضعة بـ50 جنيهاً، وأنه - وعلينا أن ننتبه هنا جيداً - يريد العكس على طول الخط!
وأما الشىء الثالث، فهو هذه الصيغة الجديدة، والساحرة معاً، التى يخاطبنا بها الرئيس.. إنه لا يقول: أيها المواطنون.. ولا يقول: أيها الأخوة والأخوات.. ولا يقول: السيدات والسادة.. ولا شىء من هذا القبيل.. إنه يقول: يا مصريين!
يقولها عن قصد، وهو يعرف أنه بها يضع يده على عصب حساس فى وجدان كل واحد فينا، فاعتقادى الخاص أن المصرى الحقيقى، صاحب الولاء الصادق لبلده، لا يملك شيئاً فى حياته أغلى من مصريته، ولهذا يخاطبنا الرجل بأغلى ما نملكه.
"المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يا مصريين» «يا مصريين»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon