توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«محلب» المحامي لا المهندس!

  مصر اليوم -

«محلب» المحامي لا المهندس

سليمان جودة


لم يخطئ المهندس إبراهيم محلب عندما زار معهد القلب، ولم يخطئ عندما كشف عن سوء الأحوال فيه، ولكنه سوف يكون بالقطع قد أخطأ إذا كان قد تصور أن حال المعهد يمكن أن يكون على غير ما وجده عليه!
وليس من حق نقابة الأطباء أن تهاجم الرجل لأنه زار، ولأنه كشف، ولا من حقها أن تتهمه بأن زيارته كانت على سبيل الشو الإعلامى، فلا أظن أن زياراته للمعهد، أو لغير المعهد، بامتداد البلد، تتم لهذا الغرض، بل أظن أنه أبعد الناس عن البحث عن شو إعلامى وهو يعمل!

هو رجل أظن أنه مخلص لبلده، وأظن أنه جاد في رغبته في تقديم شىء حقيقى لهذا البلد، وكل ما في الأمر أن طريقته التي يعبر بها عن هذه الرغبة كانت موضع خلاف، ولاتزال!
وإذا كانت النقابة تطلب تخصيص 3٪ من إجمالى الناتج القومى للصحة، فالدكتور خيرى عبدالدايم، نقيب الأطباء، والدكتورة منى مينا، الأمين العام، والذين معهما في النقابة، يعلمون أن الدستور الجديد، الذي جرى إقراره في يناير قبل الماضى، يخصص نسبة للصحة، من إجمالى الناتج المحلى، أكبر من 3٪، وأن الحل ليس في المطالبة باستقالة الوزير أو الخفير!

الحل ليس في استقالة الوزير أو الخفير لأننا إذا طالبنا باستقالة كل مسؤول عن وضع سيئ في البلد، فسوف لا يبقى فيها مسؤول في منصبه، وإنما الحل بأن نقول إن هذا هو الطريق إلى حل مشاكلنا في الصحة، وفى غير الصحة، وإن هذه هي الروشتة التي نراها، ونتمسك بها، وإننا لابد أن نعمل، ونعمل، ونعمل.

وليس من حق النقابة أن تحاول تبرئة نفسها، أو أعضائها، من المسؤولية عن الوضع السيئ في مستشفياتنا العامة، فالأطباء مسؤولون عن جزء من مثل هذا الوضع، وليس عن الوضع كله بالطبع، وبمثل ما أن مستوى التعليم في أي نظام تعليمى مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستوى المدرس تحديداً فيه، فإن مستوى الصحة، في أي نظام صحى، مرتبط بالقوة نفسها، بمستوى الطبيب فيه.

إننى أتصور أن المهندس محلب يعرف مقدماً أن مستوى نظامنا الصحى لا يرضى عنه عدو ولا حبيب، وقد يكون رئيس الوزراء قد فوجئ بحجم التردى في الخدمة الصحية المقدمة للمرضى في معهد القلب، وما كان له أن يفاجأ، ولذلك، كنت أتوقع أن يعود من زيارة المعهد إلى اجتماع يدعو إليه مع خبراء وأطباء الصحة الكبار والموثوق بهم، ليطلب منهم تصوراً لحل عملى لقضية الصحة عموماً، خلال مدى زمنى يحدده، وبعدها تكون له جلسة مع رئيس الدولة، ليضع أمامه المشكلة، ومعها الحل، ومع الحل سقف زمنى متدرج لإنجازه.

يعرف رئيس الوزراء، ويعرف الرئيس من قبله، أن الأمم تنهض حين تكون عندها أولويتان لا ثالث لهما، هما الصحة والتعليم، وأن هاتين الأولويتين، لا تعرفان الهزار، أو عدم الجدية، وأنه ما من أمة أخذت بهما إلا وتغير حالها من وضع إلى وضع آخر تماماً، في ظرف سنوات معدودة على أصابع اليدين.

إن من سوء حظ المواطن في البلد أن يمرض، ويسوء حظه أكثر ألا يكون له بديل في العلاج سوى مستشفيات الحكومة، وهو وضع سابق على «محلب» ولا نريده أن يكون لاحقاً عليه، وإذا كان هو غير مسؤول عن وصوله إلى ما وصل إليه، فإنه مسؤول عن تغييره، وسوف لا يكون تغييره ممكناً إلا إذا كانت صحة المواطن «قضية» تشغل صاحب الشأن مثله في يقظته، وفى منامه!

أتمنى لو أن «محلب» تصور نفسه محامياً، وأنه ذاهب إلى قاعة محكمة، وفى يديه قضيتان، هما الصحة والتعليم، وأنه لا بديل أمامه سوى أن يكسب المرافعة فيهما كاملة أمام الرئيس، بأن تكونا أولويتين لا ثالث لهما في هذا العام الرئاسى الثانى، وفى كل عام يأتى من بعده.

فلتترافع فيهما يا سيدى بقلب جامد، لأنهما، دون سواهما، باقيتان، وفاصلتان!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«محلب» المحامي لا المهندس «محلب» المحامي لا المهندس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon