توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

النتائج لها مقدمات!!

  مصر اليوم -

النتائج لها مقدمات

بقلم سليمان جودة

الذين ربطوا بين استفتاء بريطانيا ورغبتهم فى أن يروا شيئاً مثيلاً له عندنا، نظروا إلى الظاهر فقط فى الأمر كله، ولم يتوقفوا عند المضمون ليتأملوه، ولو فعلوا لكانوا قد أدركوا أن كل بريطانى لم يصل إلى هذه الحالة من الممارسة الديمقراطية الراقية من فراغ أبداً، وأنه لم يذهب إلى النوم، ثم يستيقظ فى اليوم التالى ليمارس ديمقراطية على هذا النحو الذى أثار إعجاب كثيرين بيننا، وإنما قطع البريطانى شوطاً طويلاً وصعباً ليصل إلى نوعية الممارسة التى مارسها على مرأى منا فى الاستفتاء!

إذا أردنا عملية ديمقراطية من نوع ما تابعناه فى استفتاء الخروج أو البقاء فى الاتحاد الأوروبى، فليس هناك مفر من أن نقطع الشوط نفسه الذى كان على البريطانى أن يقطعه وصولاً إليها، وإلا فإننا نقفز فوق ما لا يجوز القفز فوقه بأى حال!

ميزة ما شهدته بريطانيا فى استفتائها أنه عملية ديمقراطية مكتملة، وليس هناك ما هو أدل على ذلك من أن كل متابع للاستفتاء، منذ الدعوة إليه قبل شهور، إلى ما قبل إعلان نتيجته بدقيقة، لم يكن يستطيع أن يقطع بنتيجته مهما فعل، ومهما كانت قدرته على القراءة المسبقة والتنبؤ!

ففى مقابل كل 48 مواطناً عندهم قالوا «لا» للخروج من الاتحاد الأوروبى، وقف 52 مواطناً ليقولوا «نعم» للخروج، بما يعنى أن الفارق بين الفريقين طفيف للغاية، وبما يعنى أنه فارق لا يمكن بطبيعته أن نتوقع نتائجه!

فما المعنى الأعمق؟!.. المعنى أنك أمام شعب بريطانى تعلّم ثم تأهّل لذلك، مرتين: مرة فى مدارسه وجامعاته وبشكل جيد تماماً، ثم مرة فى حياته العامة، وفى مؤسساتها المدنية، وكان التعليم فى مرحلته الثانية حصيلة تلقائية للتعليم فى مرحلته الأولى، بمثل ما كانت المرحلة الأولى مؤدية حتماً إلى الثانية!

الذين أثار الاستفتاء بنتائجه إعجابهم لابد أن يتطلعوا إلى الصورة كاملة، وألا يحلموا بأن تكون عندنا ديمقراطية من نوع ما تابعوه فى لندن وفى سائر مدن بريطانيا، إلا إذا سبقها عندنا أيضاً تعليم من النوع نفسه الذى أدى إلى اكتمال عناصر المشهد الذى تابعناه جميعاً، خطوة بخطوة، وإذا لم ننتبه إلى هذا فإننا نكون واهمين بامتياز!

الإنسان لا يُولد متعلماً من بطن أمه ولكن مجتمعه يعلمه، ليس فقط فى مدارسه وجامعاته، وإنما فى كل مؤسسة يتعامل معها بامتداد يومه، بدءًا من البيت، ومروراً بالشارع ذاته، وانتهاء بالمسجد أو الكنيسة.

وإذا لم تكن هذه المؤسسات كلها وغيرها تقوم على تعليم كل مواطن، بجانب مدرسته وجامعته، كيف يحيا، وكيف يتصرف، وكيف يعيش مع الآخرين ويعايشهم، وكيف.. وكيف.. فإننا نهرّج فى الحقيقة، ثم نتوقع نتيجة جادة للتهريج!

لا تحلموا بأن تشهدوا لدينا ممارسة ديمقراطية كالتى تابعها العالم كله لديهم، لأن ما جرى عندهم هو نتيجة لمقدمة سبقته، وهناك علم كامل اسمه المنطق، يقول إن النتائج تقوم على مقدماتها، وترتبط بها ارتباطاً عضوياً، والمقدمات فى كل الأحوال هى التعليم الجيد، ولأنها ليست قائمة على أرضنا، فالنتائج عندنا سوف تكون على قدر ما قدمنا فى التعليم بالضبط، وما عدا ذلك هو أحلام يتعلق أصحابها فى الهواء، ولا يقفون على أى أرض!.

GMT 04:23 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

إلا السودان تقريبًا!

GMT 01:13 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

غمامات تتجمع في سماء تونس الخضراء

GMT 00:28 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

هكذا فكّر الرئيس!

GMT 05:27 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

مذيع آلي في دبي!

GMT 01:56 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

سنة أولى تابلت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النتائج لها مقدمات النتائج لها مقدمات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon