توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الجحر الذي لدغنا 12 مرة!

  مصر اليوم -

الجحر الذي لدغنا 12 مرة

سليمان جودة

منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حتى إعلان الهدنة بين الطرفين في التاسعة من مساء الأربعاء 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كنت أتابع تطورات الاعتداء إجمالا، بطبيعة الحال، وكنت في الوقت نفسه أتابع رد فعل الرئيس الأميركي أوباما عليه، بشكل خاص، ولم تكن متابعتي، لما سوف يصدر عن أوباما، توقعا مني بأن جديدا يمكن أن يأتي من ناحيته، إزاء ما ظل يجري على أرض القطاع، من عربدة إسرائيلية، لأكثر من أسبوع، ولكني كنت في الأساس أريد أن أرى ما إذا كان الذين راهنوا على أوباما، في فترة ولايته الثانية، لا الأولى، سوف يكسبون الرهان، أم لا؟! إذ ليس سرا أن محللين سياسيين عربا، من ذوي الرأي والرؤية، كانوا كلما راهنوا على أوباما، طوال فترة ولايته الأولى، من 2008 إلى 2012 لنصرة القضية الفلسطينية، ثم خذلهم، فإنهم كانوا يواسون أنفسهم، وربما يواسوننا، بأن الرجل لا يزال في فترة ولايته الأولى، وأنه، شأن أي رئيس أميركي سبقه، يعجز على مدى هذه الفترة، عن فعل شيء له قيمة للعرب، لأنه في الغالب يكون راغبا في فترة ثانية، ويكون عارفا مقدما بأن أي موقف إيجابي منه مع العرب، سوف يفقده أصوات اليهود الأميركان، وأصوات الأميركان غير اليهود، الذين يمكن أن يؤثر عليهم الإعلام المملوك هناك لمال يهودي! ورغم أن هذه الجزئية الأخيرة تكاد تكون صحيحة في مجملها، فإنه قد ثبت بالتجربة، منذ قامت إسرائيل عام 1948 إلى الآن، أنه لم يكن هناك فارق كبير، ولا حتى قليل، بين الرؤساء الأميركان فيما يتصل بصراع العرب وإسرائيل على أرض فلسطين. هذه المرة، قيل إن الرئيس أوباما مختلف، لأن أباه، أولا، مسلم كيني، ولأن الرئيس، ثانيا، أفريقي الأصل، ولأنه، ثالثا، من الأميركان السود، وبالتالي، فالأسباب الثلاثة تدعوه إلى أن يتعاطف معنا، وأن يساند قضايانا، كعرب ومسلمين، وأن يقف إلى جوارنا! هذا قد يكون صحيحا، لو أن الرئيس الأميركي كان له أن يفكر في المسألة بقلبه، وأن يتطلع إليها بوجدانه، وهو ما لا يحدث بالطبع، لأن العقل، والعقل وحده، هو الذي يحكم موقفه إزاءنا سواء كان هو أوباما، أو غيره، ثم يضاف إلى العقل مصالح بلده التي يجري حسابها، في سياق كهذا، بالورقة والقلم، ولا مجال فيها لأي عبث مما قد نعرفه نحن، في مواجهة أكثر القضايا جدية! كثيرون من محللينا السياسيين كانوا يتابعون خذلان أوباما لنا، في فترته الأولى، وتخليه عن وعوده التي قطعها على نفسه، خصوصا تلك التي راح يروج لها في خطاب جامعة القاهرة الشهير عام 2009، ولسان حالهم يقول: انتظروا أوباما في ولايته الثانية، فوقتها، سوف يكون قد تحلل من ضغط الأصوات اليهودية عليه، وسوف يكون أقدر على نصرتنا، وسوف تكون مساحة الحركة أمامه أكبر. ولا يجد المرء عبارة تجسد خيبة أمل محللينا هؤلاء، في أوباما، أكثر من تلك التي نشرتها «الشرق الأوسط» وجاءت على لسان «جيرالد كاوفمان» النائب البريطاني المخضرم، والوزير السابق، حين قال: أوباما يقول إنه لا توجد دولة في العالم تقبل أن تسقط على مواطنيها الصواريخ، أهذا هو نفسه أوباما الذي تقصف مقاتلاته «من دون طيار» باكستان وتسبب الموت والدمار؟! الرئيس الأميركي، إذن، كان يرى الصواريخ التي تسقط من غزة على إسرائيل، ولا يرى الصواريخ المعاكسة التي كانت تضرب غزة على مدى الليل والنهار، ليس هذا فقط، وإنما كان يكيل بمكيالين، شأن أي رئيس أميركي سابق، فكان يرى صواريخ غزة على الدولة العبرية، ويدينها بأقوى لغة، ويسعى إلى وقفها بأي طريقة، ولا يري، في الوقت نفسه، صواريخ بلاده على باكستان! لم يضيع أوباما وقتا في التعامل مع القضية، ولم تحكمه فيها أصوله الأفريقية، ولا ديانة أبيه، ولا لونه الذي تصور الطيبون بيننا أنه، أي اللون، وما عاناه أصحابه من اضطهاد طويل على الأرض الأميركية، يمكن أن يجعل الرئيس الأميركي ينتصر لنا مجانا.. لم يحكمه هذا كله، ولا كان لهذا كله أي وزن، عندما كان مطلوبا منه أن يتعامل مع قضية تمثل إسرائيل أحد طرفيها، ولكن، كان يحكمه، وسوف يظل يحكمه، منطق المصالح التي يمكن أن تتحقق لبلده ولتل أبيب معا، من وراء القصة كلها! ولا أخفي أني كنت كلما سمعت أو قرأت لأحد، يلتمس العذر لأوباما، في فترته الأولى، وينتظر منه أداء مختلفا معنا، في الثانية، تساءلت على الفور، عن أي «أمارة» تبرر حسن الظن غير المبرر من بعضنا، تجاه أمر لا يحكمه حسن ظن، ولا سوء ظن، وإنما تحكمه كما رأينا، وسوف نرى: مصالح دول! وكنت أتمنى لو أن الذين راهنوا على الرجل، في ولايته الثانية، قد عادوا إلى فقه الإمام أبي حنيفة، الذي كان يعطي أهمية كبيرة لـ«القياس» باعتباره أداة من أدوات الفقيه إذا أراد التيسير على الناس في أمور الدين. الفقهاء الأربعة الكبار المعروفون، عرفوا جميعا مبدأ القياس، ولكن أحدا بينهم لم يتحمس له كما فعل أبو حنيفة، وكان الأخذ بهذا المبدأ عنده، يعني قياس شيء مسكوت عنه، على شيء آخر منطوق به. ولو أننا أخذنا مبدأ مهما كهذا، من مدار الدين وأموره، إلى مجال السياسة ومحيطها، فإن 11 رئيسا أميركيا سبقوا أوباما منذ عام 1948 هم «المنطوق به» ليبقى أوباما في يومه الأول في الحكم هو «المسكوت عنه».. فإذا قسنا هذا على ذاك، كان لنا أن ندرك، منذ البداية، أنه لن يختلف عنهم، وكان علينا، لذلك، أن ننأى عن أن نلدغ من الجحر الواحد 12 مرة متتالية، مع أن الحديث الشريف يقول بأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجحر الذي لدغنا 12 مرة الجحر الذي لدغنا 12 مرة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon