توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المزعج فى القصة كلها

  مصر اليوم -

المزعج فى القصة كلها

سليمان جودة

أكثر ما يزعج فى قرار قاضى المنيا بإحالة أوراق 683 متهماً إلى مفتى الجمهورية ليس أنه أحال أوراق كل هذا العدد من المتهمين إلى المفتى، دفعة واحدة، فقد أحال هو نفسه، من قبل، أوراق عدد مقارب لهم، إلى المفتى ذاته. وأكثر ما يزعج فى الموضوع ليس أن مرشد الجماعة الإخوانية محمد بديع واحد من الذين شملهم قرار الإحالة من القاضى إلى المفتى، فمحمد بديع مجرد متهم بين مئات المتهمين فى القضية، وما يجرى عليهم يجرى عليه بالضرورة، ولم يكن من المتصور أن يستثنيه القاضى من قراره، لمجرد أنه المرشد، لا لشىء، إلا لأن العبرة هنا إنما هى بالتهمة، وبالجريمة التى ارتكبها الشخص، وليست أبداً بوضعه فى المجتمع، فيما قبل ارتكاب الجريمة، أياً كان هذا الوضع! وأكثر ما يزعج فى القضية ليس أن وسائل إعلام حول العالم قد تلقفت الخبر، وصنعت منه حكاية تعيد فيها وتزيد، رغم أنها وسائل إعلام فى دول متقدمة، وتعلم بالتالى أن قرار القاضى، أو أى حكم صادر عنه، لا يجوز أن يكون مادة على أنهار الصحف لكل عابر سبيل هكذا! وأكثر ما يزعج فى الأمر ليس أن البيت الأبيض الأمريكى قد عبّر عن قلقه مما صدر عن القاضى، وكذلك فعل مسؤولون فى الأمم المتحدة، وفى فرنسا، فالمدهش حقاً أن هؤلاء جميعاً الذين عبروا عن قلقهم يدركون تمام الإدراك أنهم إزاء قاض كان عليه أن يحكم فى قضية أمامه، وأنه قد حكم فيها بما رآه، وهذا حقه المطلق الذى لا يجب أبداً أن ينازعه فيه أى شخص على وجه الأرض، وإلا فإن على هذا الشخص أن يأتى ويجلس فى مكان القاضى، ثم يقرر ويحكم هو! كل هذا، وغيره، مما هو فى اتجاهه، ليس هو المزعج فى القصة من أولها إلى آخرها، وإنما المزعج فعلاً أن قرارات القاضى، التى لم تتحول إلى أحكام بعد، قد تحولت إلى مادة فى حقل الإعلام والسياسة، يؤخذ فيها وحولها الرأى، فيقول فلان إن القاضى قد أحسن فيما قرر وفعل، ويقول علان إنه لم يحسن فيما قرر وفعل! هذا كلام خطير، ولا يليق بنا أن ننساق وراءه، أو أن يجرى استدراجنا إليه، وإلا، فماذا على القاضى فى أى قضية مقبلة أن يفعل؟! هل عليه أن يقرر ويحكم بما أمامه من أدلة وبراهين، أم يحكم بما أريد أنا، وتريد أنت؟!.. وما الذى كان سيحدث، لو أن قاضى المنيا ذاته قرر البراءة لجميع هؤلاء المتهمين؟!.. بالطبع كانت الزغاريد سوف تنطلق فى قاعة المحكمة وخارجها، بمثل ما أن أصوات النحيب قد ملأت المكان، عندما رأى هو العكس، ليس لأنه يريد العكس فى حد ذاته، وليس لأنه مغرم به، وإنما لأن الأوراق على مائدته تقول بذلك، ولا تقول بغيره! يعلم الجميع أن الاعتراض على قرار القاضى له طريق واحد، يحدده قانون السلطة القضائية، وهو طريق لا يمر بالشارع، ولا بوسائل الإعلام، ولا بالمنتديات السياسية، وإنما يمر بالقضاء نفسه.. بمعنى أن هناك شيئاً اسمه الاستئناف، وشيئاً اسمه النقض، وشيئا اسمه المعارضة فى الحكم، وشيئاً اسمه طلب إعادة النظر فيه، ولا شىء قبل هذه السبل الأربعة، ولا شىء بعدها يعرفه قانون الإجراءات الجنائية الذى ينظم وحده هذه الأمور! كأننا، والحال كذلك، فى حاجة كل فترة، إلى إعادة تذكير الناس بأن واحد * واحد تساوى اثنين بالتمام، ولا تساوى ثلاثة بأى حال!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المزعج فى القصة كلها المزعج فى القصة كلها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon