توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لم تكتبه هدى عبدالناصر

  مصر اليوم -

ما لم تكتبه هدى عبدالناصر

سليمان جودة

أخشى أن يكون تأييد أسرة الرئيس الراحل عبدالناصر للمشير السيسى فى سباق الرئاسة راجعاً إلى اعتقاد الأسرة بأن المشير سوف يعيد إحياء عبدالناصر من جديد، وليس إلى أن الرجل سوف يكون صاحب تجربة مختلفة، إذا فاز، وسوف يكون عليه أن يأخذ الصالح فقط، من كل ما سبق، ليبنى عليه، وأن يستبعد ما عداه استبعاداً تاماً! طاف هذا الخاطر فى ذهنى، حين قرأت مقالة الدكتورة هدى عبدالناصر فى «المصرى اليوم»، صباح أمس، ورأيت كيف أنها راحت تقارن فيها بين موقف القطاع الخاص من ثورة يوليو 1952، ثم موقفه من ثورة 30 يونيو 2013. تقديرها أن هذا القطاع قد خذل عبدالناصر فى زمنه، ولم يتعاون معه فى تنفيذ خطة الدولة لصالح الفقراء، وأن عليه هذه الأيام، أن يصحح خطأه القديم، فيتعاون مع نظام «30 يونيو» وينأى عن الاحتكار، أو الإفساد، أو السيطرة على الحكم! وحقيقة الأمر، أننى تمنيت لو قرأت مقالاً مختلفاً للدكتورة هدى، لسببين، أولهما أنها ابنة عبدالناصر، وثانيهما أنها أستاذة جامعية درست الاقتصاد والعلوم السياسية فى أيام الصبا، وتقوم بتدريسها الآن لأبنائها من الطلاب! والمقال الذى تمنيته منها ولم أجده، هو مقال ممتلئ بالمراجعة الموضوعية لتجربة الوالد فى الحكم، لا مقال تبرير ما كان، كما جاء فى مقال الأمس! وأظن أنه لا خلاف تقريباً على أن عبدالناصر كان، ولايزال، رمزاً وطنياً رفيعاً، وأنه قاد تجربة من التحرر فى أفريقيا، وفى العالم، يندر أن يكون لها مثيل، وأنه كان صاحب حلم كبير فى وحدة تقوم، ثم تدوم بين العرب، لولا أن أدواته لم تسعفه.. هذا أمر لا أظن أن عقلاء يختلفون فيه. غير أن هذا كله شىء، وتجربته فى الحكم داخل بلده، شىء آخر، إذ يكفى أنه قضى على القطاع الخاص قضاءً لانزال نعانى من عواقبه حتى هذه اللحظة، ويكفى أنه أحل مكانه قطاعاً عاماً، يمثل فى لحظتنا الراهنة عبئاً فادحاً على الدولة، وهو عبء وصل إلى حد أن عمال هذا القطاع تظاهروا فى أحيان كثيرة، لصرف أرباح فى شركات خاسرة، ولم تجد الحكومات، فى أكثر من موقف، مفراً من صرف أرباح لعمال لا يعملون، ولا تربح شركاتهم ولا يحزنون! وعندما قال المشير السيسى، فى كلمته إلى المصريين، يوم استقالته من منصب وزير الدفاع، إن جهاز الدولة المترهل بصورته الحالية، لا يمكن أن يستمر على حاله، فإنه كان بشكل غير مباشر، يشير إلى مجرد جزء من حصيلة تجربة ثورة يوليو بوجه عام، وتجربة عبدالناصر بوجه خاص. إن فى ألمانيا عدداً من السكان يكاد يماثل عددنا، ولكن 750 ألف موظف هم فقط الذين يعملون فى جهاز الدولة هناك، فى مقابل 6 ملايين موظف يعملون عندنا، مع فارق هائل فى العائد بين هنا وهناك، بما يعنى أنك فى غنى كامل عن 5 ملايين موظف جاءوا إلى وظائفهم على أساس قواعد وضعها عبدالناصر، ولكنك، كحكومة الآن، لا تدرى ماذا عليك أن تفعل بهم؟! القطاع الخاص يا دكتورة هدى، ليس كله إفساداً، أو احتكاراً، أو سيطرة على الحكم، وقد كنا ننتظر منك كلاماً آخر، معناه أن التعامل مع هذا القطاع أيام والدك كان يقتضى قانوناً يخضع له الجميع، لا أن يتم تجريد الجميع من ثرواتهم، وطرد المستثمرين الأجانب، ومطاردة المستثمرين الوطنيين لنجد أنفسنا فى النهاية، فى حاجة إلى جهد شاق من أجل إقناعهم فى عصرنا هذا، بأنهم يمكن أن يعملوا فى بلدنا، وأن يوفروا فرصاً للعمل، وأن يربحوا ربحاً مشروعاً، وأن يأمنوا على النفس والمال من المصادرات، والحراسات، ولجان الإقطاع! د. هدى: ننتظر منك كلاماً يراجع تجربة عبدالناصر على نحو أمين مع النفس، وصادق مع الناس، لا أن يبرر ما قام به الوالد، فى عصره، تجاه قطاع لم يبرأ إلى الوقت الحالى مما تلقاه من ضربات فى حينه! ثم إننا ننتظر منك أيضاً أن تكونى، مع غيرك، على إدراك كامل بأن 25 يناير 2011 حين قامت، فإنها قامت على إخفاق «يوليو 52» أكثر مما قامت على نظام حكم مبارك، وبالتالى فالإصرار على أن يكون المشير هو عبدالناصر طبعة 2014، ليس إلا رغبة غير مفهومة بالمرة فى إعادة إنتاج ما كان، وكأن ما جرى، مما كان، لا يكفينا، أو كأننا معصوبو الأعين لا نرى!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لم تكتبه هدى عبدالناصر ما لم تكتبه هدى عبدالناصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon