توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المدرسة أولا..

  مصر اليوم -

المدرسة أولا

سليمان جودة

لا أظن أن شيئا يمكن أن يعنينا، فيما هو دائر منذ فترة، بين المصلح الاجتماعي التركي فتح الله غولن، وبين إردوغان، رئيس وزراء تركيا، سوى ذلك الشعار الذي يرفعه «غولن» على رأس مؤسسة تربوية ضخمة يديرها في تركيا، وفي خارجها!. لا يعنينا، ويجب ألا يعنينا، أن تكون أذرع المؤسسة التربوية التي يتربع الرجل فوقها، ممتدة إلى 140 دولة حول العالم، من خلال مدارس مفتوحة في كل دولة من هذه الدول! لا يعنينا، ويجب ألا يعنينا، أن مؤسسة بهذا الحجم، بدأت عملها في سبعينات القرن الماضي، وأنها تلعب في 50 مليار دولار، في كل عام! لا يعنينا، ويجب ألا يعنينا، أنها توصف بأنها مؤسسة ذات أساس ديني، تماما كما يحب عبد الإله ابن كيران، رئيس وزراء المغرب، أن يصف حزب «العدالة والتنمية» الذي جاء به إلى الحكم، بأنه حزب ذو مرجعية إسلامية، ولا يحب أبدا أن يصفه بأنه حزب ديني، أو إسلامي، أو أنه شيء من هذا القبيل!. وبالمناسبة، فإن الحزب الذي حمل إردوغان إلى الحكم، يحمل اسم الحزب المغربي ذاته، مع ملاحظة أن الأتراك هم الذين نقلوا الاسم، أو اقتبسوه عن الإخوة في المغرب، وليس العكس! لا يعنينا، ويجب ألا يعنينا، أن «غولن» كان حليفا لإردوغان، بل إنه ساعده في الوصول إلى السلطة في عام 2002، ثم ما لبث أن اختلف مع توجهاته في إدارة أمور البلاد، وصار من ألد خصومه السياسيين، وقد بلغت الخصومة بينهما حدا، لم يجد معه إردوغان حرجا، في أن يغلق مدارس كثيرة تتبع مؤسسة «غولن» على الأرض التركية! لا يعنينا، ويجب ألا يعنينا، أن «غولن» يقيم في الولايات المتحدة الأميركية، منذ عام 1999، وأن إردوغان يحاول منذ فترة، إغراءه بأن يعود إلى البلاد، لولا أن الأول يعرف جيدا فيما يبدو، أن عودة كهذه، ستكون محفوفة بمخاطر كثيرة، وأن التوقيت ليس مناسبا لعودته، وأنه يجب أن يراعي فروق التوقيت إذا عاد، وأن إردوغان لا يريد عودته، لأنه يحبه كمصلح اجتماعي، وإنما لأنه أحس خلال الأشهر الأخيرة بحجم تأثيره عليه، ويريد أن يجعله تحت رحمته، وأن يقلم أظافره. لا يعنينا، ويجب ألا يعنينا، أن رئيس وزراء الأتراك، يعيش هذه الأيام، في أزمة، وأنه يحس بأنها أزمة تتفاعل يوما بعد يوم، وتكبر أسبوعا بعد آخر، كأنها كرة من الثلج تتدحرج، وأنها يمكن أن تطيح به، وبحزبه من الحكم، وأنه يلمح كثيرا، بل يكاد يصرح، بأن «غولن» من خلال مؤسسته الأخطبوطية، هو الذي يقف وراء، الأزمة، وهو الذي يغذيها، وهو الذي يشعل نارها ساعة بعد ساعة! لا يعنينا، ويجب ألا يعنينا، أن «غولن» إذا كان قد اختار هذا التوقيت، ليحرك الدنيا، بل يقلبها على رأس إردوغان، أمام ناخبيه، فهو توقيت مدروس، ومُختار بعناية، لأنه يأتي في أعقاب انهيار مشروع إسلامي كبير، كان إردوغان يخطط لقيادته في المنطقة، فإذا بسقوط الإخوان المدوي على أيدي المصريين، في القاهرة، في 30 يونيو (حزيران) الماضي، يجعل من مشروعه أثرا بعد عين، ويحوله إلى سراب، ويصيب صاحبه بجنون لم يبرأ منه منذ أن استيقظ، ذات صباح، فإذا بالمشروع الذي كان ينفذه هو بالوكالة عن الأميركان، يتهاوى، وتتداعى أركانه، وإذا به يبدو بعد طول تخطيط وتدبير، وكأنه يقبض على الهواء بيديه! لا يعنينا، ويجب ألا يعنينا، أن الأزمة التي تلاحق إردوغان، في أي مكان يذهب إليه، إنما تأتيه في وقت قاتل، لأنه في اللحظة التي انهار فيها مشروعه في المنطقة، الذي كان الإخوان فيه، كمشروع، مجرد مطية، قد استدار بسرعة، تلقاء الاتحاد الأوروبي، طارقا بابه من جديد، وراجيا منهم أن يقبلوه هناك عضوا طال انتظاره على الباب، فإذا بنار أزمته الداخلية تشتعل في أطراف ثيابه، وإذا بالاتحاد يرد عليه بشأن العضوية، ولسان حاله يقول، بأن عليه كرئيس وزراء أن يلملم شؤونه في الداخل، أولا، وأن يوضح حقيقة الاتهامات التي تحاصره هو وابنه، ثانيا، قبل أن يتحدث في عضوية أو غير عضوية! لا يعنينا هذا كله على بعضه، ويجب ألا يعنينا، وإذا عنانا، ففي حدوده، وفي إطاره وفي سياقه، ليبقى بعد ذلك، أن الذي يعنينا، ويجب أن يعنينا فعلا، هو الشعار الذي ترفعه مؤسسة «غولن» والذي يقول: المدرسة قبل المسجد! ذلك أن تركيا إذا كانت اليوم، تنعم بوضع اقتصادي مميز، بين الدول، فأغلب الظن أن وضعا كهذا راجع في أساسه إلى التعليم، ثم راجع تحديدا إلى عمل مؤسسة تعليمية واسعة، منذ السبعينات، تحت شعار ساحر هكذا، بما أدى بالضرورة إلى أن تحصد الدولة، في بدايات الألفية الثالثة، حصيلة ما كانت قد بدأت تعمل به، في سبعينات القرن الماضي! يعنينا، ويجب أن يعنينا، أن تدرك حكوماتنا العربية، وأن يدرك أغنياؤنا، وأن يدرك قادرونا، أن الاختيار إذا ما كان بين بناء مدرسة، وبين تشييد مسجد، فليكن لصالح الأولى، من دون تردد، وسوف يثيبك الله عندها، بأضعاف أضعاف ما سوف يثيبك به، لو أقمت مسجدا، لسبب بسيط هو أنك تستطيع أن تعبد الله، كمسلم، في أي مكان، ثم تكون صلاتك صحيحة، ولكنك لا تستطيع أن تعلم أبناءك إلا في مدرسة مكتملة الأركان، وبأدوات العصر وأساليبه! ليكن شعار كل حكومة عربية مخلصة لبلدها، وكل قادر عنده ولاء حقيقي لوطنه، أن المدرسة بمفهوم العصر أولا.. لا المسجد. نقلاُ عن جريدة "الشرق الأوسط"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدرسة أولا المدرسة أولا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon