توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هاتوه من قفاه!

  مصر اليوم -

هاتوه من قفاه

سليمان جودة

الحملة التى تقودها الدولة، هذه الأيام، من أجل إزالة الأبراج المخالفة، فى المنطقة الواقعة خلف المحكمة الدستورية على شاطئ النيل، تثير من الشفقة على مسؤولينا أكثر مما تثير من الإعجاب بالمبدأ الذى ترفعه الحملة، وهو: تطبيق القانون! لاحظ من فضلك، أولاً، أنهم يتكلمون عن 22 برجاً فى منطقة واحدة، وبالتالى، فإن لك أن تتصور عدد الأبراج المخالفة، وحجمها فى سائر المناطق بامتداد الجمهورية على مدى ألف كيلومتر من الإسكندرية إلى أسوان! ثم لاحظ، ثانياً، أننا نتكلم هنا عن برج، وليس عن عمارة عادية ولا عن فيلا، أو بيت، أو حتى عشة.. وإنما هو برج يتطاول فى الهواء حتى يكاد يلامس السماء، ومن المؤكد أنه قام فى عام، أو عامين، أو ثلاثة، ولا يمكن عقلاً أن ينشأ برج فى أثناء الليل، أو أن يقوم فى شهر أو شهرين.. ولذلك، فالسؤال هو: أين كان هؤلاء الذين انتفضوا الآن وقت أن كان البرج يعلو طابقاً وراء طابق؟! ومع ذلك.. فليست هذه هى المشكلة، لأنك حتى عندما قررت أن تطبق القانون، طبقته، بكل أسف، على غير المخطئ، أو بمعنى أدق تركت المتسبب، وتعاملت مع ما عداه! إن الأجدى بأن تتم إزالته من الدنيا هو الشخص الذى منح رخصة لإقامة البرج، ولا ذنب لصاحب البرج، لأنه عندما ذهب يطلب ترخيصاً، حصل عليه، أياً كانت الطريقة التى حصل عليه بها! وسوف نفترض أنها أبراج مخالفة، أى أنها بلا ترخيص، لنصل عندئذ إلى نقطة البدء، وهى: أين كان مسؤول الحى، الذى تتبعه هذه المنطقة، طوال الفترة التى قامت فيها هذه الأبراج، بهذا العدد وبهذا الارتفاع؟! نحن إذن نهرج فى موضع الجد، ونعالج الظاهرة، ولا نعالج أسبابها، تماماً كما يحدث عندما يتم ضبط شخص يقود سيارة رغم أنه غير مؤهل للقيادة، ونكتشف أن معه رخصة، فنعاقبه فى حين أنه، والحال هكذا، ليس هو المسؤول الحقيقى عن أى جريمة يرتكبها بسيارته، وإنما المسؤول الأول والأخير هو الشخص منعدم الضمير الذى قرر أن يمنحه رخصة رغم أنه لا يعرف مبادئ القيادة! ويجوز جداً أن يكون بيننا كثيرون بلا ضمير، ولكن من غير الجائز أن يكون القانون غير قادر على التمييز بين جسم الجريمة ذاتها، أو أدائها، وبين الذى كان سبباً فيها، منذ لحظة البداية! ولذلك، فإن إزالة الأبراج، بالطريقة التى تتم حالياً، لن تقضى على الظاهرة، ولن توقفها، لأنك تعاملت معها كظاهرة ولم تتعامل مع سببها! هاتوا رئيس حى واحد، وعاقبوه بما يجب أن نعاقبه به على الملأ، وأمام الناس، وبشكل رادع، وعندها لن تجد مخالفة واحدة، لأن غيره سوف يرتدع، وسوف يخشى أن يلقى مصيره.. هاتوا المتسبب فى المخالفات، سواء كانت أبراجاً أو سيارات مخالفة على الطرق، وعاقبوه بصورة عادلة، ورادعة، ووقتها سوف لا يجرؤ أحد سواه على أن يخالف. طبقوا القانون كما يجب وعلى مخالفيه حقاً وهاتوهم من رقابهم وأقفيتهم، ولا تطبقوه، كما يحدث فى أبراج النيل، بالمقلوب! نقلا عن المصرى اليوم

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاتوه من قفاه هاتوه من قفاه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon