توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلكم يبكى.. فمَنْ سرق المصحف؟!

  مصر اليوم -

كلكم يبكى فمَنْ سرق المصحف

سليمان جودة

لا حديث فى ألمانيا هذه الأيام، إلا عن المسكين «هونيس»، رئيس نادى بايرن ميونيخ، الذى حكم عليه القضاء بثلاث سنوات ونصف السنة سجناً، لأنه تهرب من الضرائب! والمتابعون للرياضة يعرفون أن هذا النادى هو أعظم ناد ألمانى فى كرة القدم، وأنه يكاد يكون أعظم ناد أوروبى، وأن «هونيس» قد جلب له من البطولات الكثير جداً، ورغم ذلك فإن هذا لم يشفع له فى شىء عندما اكتشفوا تهربه من دفع ضرائب مستحقة عليه، فقادوه إلى السجن، فقدم استقالته من رئاسة النادى، وجاء رجل آخر ليتولاه من بعده! ومنذ أسابيع، كانت إيطاليا قد جردت بيرلسكونى، رئيس وزرائها الأسبق، من عضوية مجلس الشيوخ، لأنه تهرب من الضرائب. وفى الولايات المتحدة الأمريكية يقولون إنك يمكن أن تهرب من كل شىء، إلا من شيئين: الموت.. والضرائب! ولا أحد يعرف كم من رؤساء النوادى عندنا، وكم من أصحاب الأعمال، تهربوا، ويتهربون من دفع حق الدولة فى أموالهم، ولكن ما نعرفه أن مثل تلك الدول التى ذكرناها لا تفعل هذا مع متهربى الضرائب، على سبيل قضاء أو تضييع الوقت، ولكنها تفعله لأن الدخل الذى يأتيها عن طريق الضرائب شىء أساسى لا يمكن الاستغناء عنه أبداً بالنسبة لها كدولة، وأنها من غير هذا الدخل تفقد معنى وجودها فى نظر أبنائها، لأنها لن تجد، عندئذ، مالاً توفر به وسيلة مواصلات آدمية للمواطنين، ولا خدمة علاجية مناسبة لكل مريض، ولا خدمة تعليمية واجبة لكل طالب فى مدرسة أو فى جامعة! وقد وصل الحال فى تلك الدول إلى الحد الذى أصبحت معه الضريبة ثقافة عامة تجرى فى دماء الناس، وإلى حد أن المتهرب من أدائها، يشعر من تلقاء نفسه بأنه ارتكب جريمة لا يمكن غفرانها، وهو بالضبط ما حدث مع رئيس بايرن ميونيخ، عندما اعترف، قبل فترة، بأنه يأسف لأنه تهرب، على أمل أن يؤدى اعترافه إلى إعفائه من الذهاب إلى الزنزانة، فخاب ظنه طبعاً! والذين يقرأون كلام القاضى، مع رئيس النادى الألمانى الكبير، أثناء المحاكمة، سوف يلاحظون أنه راح يؤنب «هونيس» ويوبخه، ويقول له - ما معناه - إن اعترافه بالتهرب لا يغير من حقيقة الأمر شيئاً، وأنه كان أمامه من الوقت ما يتدارك خلاله ما ارتكب من جريمة فى حق كل مواطن ألمانى، ولكنه لم يفعل! وعندما تتلفت حولك عندنا، ثم تجد أن هذا هو حال أتوبيس النقل العام، وأن هذا هو حال المستشفى، وأن هذا هو حال المدرسة، وأن هذا هو حال الخدمات العامة التى يتلقاها المواطن عموماً، فأنت أمام احتمال من اثنين: إما أن جميع رؤساء النوادى، وأصحاب الأعمال، قد أدوا ويؤدون ما عليهم من ضرائب للدولة، ثم بددت الدولة هذا العائد من جانبها، وإما أن أحداً منهم، أو أغلبهم بمعنى أدق، لا يؤدى ما عليه أن يؤديه، ومع ذلك فلم نسمع عن واحد منهم قد لقى مصير «هونيس» مرة، أو «بيرلسكونى» مرات! لا نقول هذا بالطبع عن رغبة فى ملاحقة خلق الله من رؤساء النوادى أو أصحاب الأعمال دون وجه حق، ولكن نقوله لأن للدولة حقاً يجب أن تحصل عليه، ولأن للمواطن حقاً فى خدمات عامة ملائمة يتعين أن يتلقاها بما يليق به كبنى آدم! وبما أنه لا الدولة تشتكى من تهرب أحد، ولا أحد يصادفه مصير «هونيس» أو «بيرلسكونى»، فإن هذا يجعلنا نتذكر حكاية الإمام الشافعى، حين اختفى مصحفه وهو جالس مع مريديه، فلما راح يتطلع فى وجوه تلاميذه، وجدهم جميعاً يبكون تأثراً بما كان يقوله فى درسه لهم، فقال عن حق: كلكم يبكى.. فمَنْ سرق المصحف؟! نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلكم يبكى فمَنْ سرق المصحف كلكم يبكى فمَنْ سرق المصحف



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon