توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زلة لسان

  مصر اليوم -

زلة لسان

سليمان جودة

عندما أنهى المهندس إبراهيم محلب تشكيل حكومته خرج على الناس فقال: حكومتى بلا رجال أعمال! ولا أحد يعرف كيف غاب عن فطنة رئيس الحكومة أن العبارة، بصيغتها هذه، إنما تشكل إدانة لطبقة أصحاب الأعمال بكاملها، دون تمييز فيها بين السيئ والحسن، ودون أن يقصد الرجل قطعاً! وقد كان فى مقدور المهندس محلب أن يقول المعنى ذاته، ولكن بشكل مختلف.. كان فى إمكانه أن يقول ما يلى: إن حكومتى لا تضم أصحاب أعمال بين أعضائها، وإن هذا ليس لأنهم شىء سيئ فى مجملهم، وإنما لأن وجودهم فى حكومات سابقة أثار جدلاً، وكان محاطاً بشكوك واتهامات، ولهذا فأنا كرئيس حكومة، رأيت تأجيل الاستعانة ببعضهم إلى ما بعد وضع تشريع نحتاجه، ليمنع اختلاط العام بالخاص، فى حالة وجود صاحب أعمال فى الحكومة، وكم كنت أتمنى من جانبى، وأنا أشكل حكومتى، أن يكون فيها بعض أصحاب الأعمال، الذين أثق فى شرفهم، والذين أعرف أنهم يستطيعون، لو كانوا فى الحكومة، أن ينقلوا نجاحهم الخاص إلى المجال العام! كلام بهذا المعنى، من جانب رئيس الوزراء، كان من الممكن بل من المؤكد أن يعطى إشارة إيجابية تماماً عن نظرة الدولة، عموماً، إلى أصحاب الأعمال، وكيف أنها لا تدينهم بالإجمال، ولا تأخذهم بالشبهات، ولا تأخد العاطل فيهم مع الباطل، وإنما تميز بين صالح فيهم، شأن أى فئة أو طبقة، وبين طالح! وإذا كان هذا قد فات رئيس الوزراء، ربما بسبب ضغط اللحظة عليه، فلا يجب أن يفوتنا نحن، عندما نتابع حالة من اللغط حول أصحاب الأعمال، منذ أن قال الرجل عبارته، وإلى اليوم، دون توقف! إن تجمع الأعمال مصاب بكل ما يمكن أن يصاب به أى تجمع آخر فى مجتمعنا، أو فى أى مجتمع، من الأطباء، إلى المحامين، إلى المدرسين، إلى الصحفيين.. وغيرهم.. ويستحيل أن يكون هناك تجمع من الملائكة بين أى فئة من هؤلاء، أو أن يكون تجمع من الشياطين.. وإنما فيه هذا، وفيه ذاك، وعلينا نحن أن نميز، حين نتكلم، وحين نتعامل معهم، وحين نصف دورهم فى المجتمع، على أى مستوى! وعلينا شىء أرقى وأرفع، وهو أن ندرك أن سوء أى صاحب أعمال ليس مرتبطاً بمهنته، كمهنة، ولا بحرفيته، ولا بشطارته، وإنما مرتبط بأخلاقه، لأنه يمكن أن يكون صاحب أعمال يشار إليه بأطول بنان، ثم يكون بلا أخلاق، وبلا ولاء حقيقى لبلده، وبلا ارتباط أصيل بوطنه، وهو الحاصل بين أى فئة أخرى.. فأنت قد تكون - مثلاً - عالماً فذاً، وعبقرياً، وحاصلاً على نوبل فى علمك، ثم تكون بلا أخلاق، وبلا ضمير، وبلا ذمة! إن صاحب جوائز نوبل ذاته، وهو العالم السويدى ألفريد نوبل، كان بلا أخلاق، عندما اخترع أصابع الديناميت، ولكن الأخلاق أدركته بأثر رجعى، فرصد كل ثروته لجوائز فى السلام وغير السلام، سنوياً، لعله يكفر عن انعدام أخلاقه عندما قدم اختراعه المدمر للعالم. مجمل القول إن رئيس الحكومة عمَّم عندما تكلم عن فئة بعينها، ونتمنى أن يوضح الصورة، فى أقرب مناسبة، وألا نعمّم نحن أيضاً من جانبنا، لأن التعميم آفة الآفات. نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلة لسان زلة لسان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon