توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إعداد الدولة للإفلاس»

  مصر اليوم -

«إعداد الدولة للإفلاس»

سليمان جودة

رئيس وزراء، وثلاثة وزراء للزراعة، ووزيران للإسكان، دخلوا جميعاً السجن فيما بعد 25 يناير 2011، بسبب الأرض، ولا شىء غير الأرض، ومع ذلك لايزال هذا السبب الذى زجّ بهم فى الحبس قادراً على الزج بغيرهم، مما يعنى، بشكل مباشر، أن أى مسؤول فى مكانهم، الآن، لن يجرؤ على اتخاذ قرار بالتصرف فى متر أرض واحد، أو أنه سوف يتردد طويلاً قبل اتخاذ القرار! فإذا عرفنا أن مساحة مصر 238 مليون فدان، وأن ما نعيش عليه، ونتحرك فيه، فى حدود 12 مليون فدان بالكاد، لأدركنا فداحة الخسارة التى تصيبنا كل يوم، عندما نظل أسرى الـ12 مليوناً، لا نخرج منها إلا لكى نعود إليها، وعندما تظل باقى المساحة بمثابة الثروة المهدرة فى كل صباح! وإذا كان الجزء المهم من المشكلة، بل من المأساة، يتمثل فى أن الأرض فى بلدنا موزعة فى ملكيتها على أكثر من جهة، من أول هيئة أملاك الدولة، مروراً بهيئة تعمير الصحارى، انتهاء بالأوقاف، ومعها الإصلاح الزراعى، وهيئة تنمية السياحة، و... و... إلى سائر الهيئات والجهات الأخرى، فإن هناك مشكلة أخرى أهم، هى أن القرار الذى كان صدر عام 1968، بإعداد الدولة للحرب بعد 67 وقبل 73، قد كبّل كل مساحات الأراضى بامتداد الجمهورية، دون أن يدرى ربما أو دون أن يقصد، وذلك عندما جعل الأولوية بالنسبة لأى قطعة أرض فى أى اتجاه من أرجاء الوطن للجيش، وللجيش وحده! ولا أحد بالطبع ضد الجيش فى أى لحظة، فهو المؤسسة الوحيدة المؤتمنة على هذا الوطن، وعلى حدوده، وليس على الأرض وحدها، ولا يثق المصريون فى مؤسسة عندهم قدر ثقتهم فى جيشهم، وفى مؤسستهم العسكرية.. ولكن.. هذا شىء، وأن تظل مساحات الأراضى الشاسعة رهينة هكذا، منذ قرار إعداد الدولة للحرب، شيئاً آخر تماماً! إننا لا نأتمن أى جهة على أى شىء يخصنا كمواطنين، بقدر ما نأتمن جيشنا ورجاله، ومن هذا المنطلق، فإن المطلوب منه، ليس سوى أن يفك عقال الأرض فى البلد، وأن يضع قواعد واضحة لبيع وشراء أى متر من هذه الملايين من الأفدنة، وأن يكون هناك بنك للأرض، يتولاه الجيش، أو بمعنى أدق يشرف عليه، ويكون هذا البنك هو الجهة الوحيدة التى يتوجه إليها كل مواطن راغب فى أن يحوز قطعة من أرض بلده لأى غرض كان. إن المهندس إبراهيم محلب كان رئيساً لأكبر شركة مقاولات فى مصر، وربما فى العالم العربى، وكان وزيراً للإسكان، وبالتالى فإنه تعامل مع المشكلة، ورآها عن قرب، ويعرف تفاصيلها قطعاً، ويعرف أن بقاء الحكاية، على حالتها الراهنة، مستحيل، فضلاً عن أنه يرفع فاتورة خسارتنا فى أرضنا بارتهانها هكذا، ويضاعفها فى كل ساعة، ومن أجل هذا كله، فإننا نتوقع منه أن يكون هو طريقاً إلى حل من نوع ما نطرحه، وأن يدفع فى اتجاهه، وأن يتبناه، وأن يتيح الأرض من خلال مثل هذا البنك لمَنْ يريدها بسعر معروف ومعلن سلفاً، لا أن يباع المتر فى قطعة هنا بجنيه، ويباع فى قطعة هناك مجاورة لها بمائة جنيه، كما يحدث منذ إعداد الدولة الحرب، وإلى الآن! حين يقوم بنك من هذا النوع، سوف يكون سعر متر الأرض بغرض الزراعة معروفاً ومحدداً، وكذلك بالنسبة لمتر الأرض بغرض السياحة، ثم المتر منها بغرض البناء، ولن يكون هناك مجال للتلاعب أو الاحتيال، بشرائها لغرض، ثم استخدامها فى غرض مختلف، ولن يذهب مسؤول إلى السجن لمثل هذا السبب مرة أخرى أبداً. إعداد الدولة للحرب تحوَّل تدريجياً إلى إعدادها، والحال كذلك، للإفلاس، أو ما يشبهه، رغم أن عندها كدولة ثروة من الأرض تجعلها من أغنى الدول. نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إعداد الدولة للإفلاس» «إعداد الدولة للإفلاس»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon