توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«عبدالهادى» يطفئ 60 شمعة!

  مصر اليوم -

«عبدالهادى» يطفئ 60 شمعة

سليمان جودة

دعا أصدقاء المهندس يحيى حسين عبدالهادى إلى الاحتفال، مساء الخميس الماضى، فى مركز إعداد القادة بالعجوزة، ببلوغه سن المعاش، وقد كان الرجل مقاوماً شرساً ضد الفساد، أيام مبارك، بمثل ما كان بالضبط فى أيام «مرسى»، ولا أظن أن بلوغ الستين سوف يمنعه من مواصلة أداء هذا الدور المهم فى الحاضر وفى المستقبل، فهذه السن تظل، فى نظر كثيرين، بداية جديدة لعطاء مختلف وحقيقى فى حياة كل إنسان.. إذا أراد. وقبل أيام من احتفاله بمرور ستين عاماً من حياته، أعطاه الله العافية وطول العمر، كان قد أرسل لى كلمات تمنيت لو نشرتها فى هذا المكان، فى وقتها، لو لا أن الأحداث المتلاحقة فى البلد لا تدع لأحد فرصة الكلام عن غير الإخوان، وقرف الإخوان! كانت كلماته تقول: قيل فى تبرير سفالة الطلاب الذين اقتحموا احتفال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إنهم كانوا يظنون أن المدعو للاحتفالية هو الدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية الأسبق، وليس الدكتور بطرس غالى، عميد الدبلوماسية المصرية، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وكأن سب الأول جائز!!.. لقد اختلفت أنا - والكلام لعبدالهادى - وغيرى، ومازلنا، مع بعض سياسات يوسف بطرس، حين كان وزيراً للمالية، لكن أحداً منا لم يتعرض لشخصه، وما كنا لنسمح لأحد بأن يسبه بسخائم من عينة «خسيس.. حرامى.. بياع حشيش» وغير ذلك مما تقيأه طلاب «الجماعة».. إن يوسف بطرس مسؤول مصرى اجتهد فى رسم وتنفيذ سياسات، واجتهدنا فى معارضته، وحتى إذا أدانه القضاء بحكم نهائى فى إحدى القضايا، فسيكون ذلك بعقوبة محددة ليس من بينها قطعاً التجريس، لكننى لم أستغرب ما حدث، فهو تطور طبيعى لما جرى قبل عام مضى، حين احتفت الفضائيات بفيديو لمغترب مصرى يطارد الرجل فى شوارع لندن ويشتمه!.. ولم يخرج أحد ليقول إن هذا عيب يستحق الإدانة، لا الإشادة، ولا بطولة فيه! ثم يقول المهندس حسين: ولم أستغرب وقتها أيضاً ما حدث، لأنه جاء متسقاً مع حالة الاحتفاء بالسفالة التى شارك فيها معظمنا، ومن كل التيارات، ابتداء من 12 فبراير 2011، أى بعد تخلى الرئيس الأسبق عن الحكم بيوم! أذكر أننا كنا نقاوم مبارك وسياسات الوريث، ونتعرض للأذى المعنوى والمادى والبدنى، ثم نرفض أن يتلفظ أحد من شبابنا المتحمسين بأى لفظ خارج، وكان الدكتور عبدالوهاب المسيرى أمامنا يهتف: سلمية.. سلمية، وكان معظمنا يتعجب كيف يمكن أن يسقط هذا النظام القمعى سلمياً.. لكن الكل كان يلتزم بتعليمات الكبار.. وبعد سنوات تحققت نبوءة المسيرى، وجاءت ثورة المصريين فى يناير 2011، متفردة فى تحضرها الذى يليق ببلد ضارب فى عمق التاريخ.. إنها أول ثورة شعبية لم يسحل فيها الشعب ظالميه.. بل قدمهم إلى محاكم مدنية يعلم أنها قد تبرئ وقد تدين، إنه أول شعب يثور، وهو يضحك ويرسم ويغنى ويجعل من ميدان التحرير كرنفالاً للإبداع، إلى أن سقط النظام، فإذا بمعظم وسائل الإعلام تتجنب معظم النماذج الثورية المحترمة، وتحتفى بنماذج بعينها.. ومعظمهم لم يكن لهم دور فى الثورة، بل البعض كان دوره سلبياً!!.. إلا أن القاسم المشترك الأعظم بينهم كان هو التجاوز اللفظى، وانتقلت العدوى للكثيرين من ثوار ما بعد الثورة، بحيث بدا وكأن من مواصفات الثائر الحق أن يكون صفيقاً وسليط اللسان! ثم ينهى الرجل كلماته فيقول: لا ألوم هؤلاء الصغار بقدر ما ألوم الكبار من كل التيارات، الذين تعايشوا مع هذه الظاهرة، بل وباركوها أحياناً فى كل مراحل ما بعد ثورة يناير، وليس أدل على ذلك من أنه فى مرحلة المجلس العسكرى، تطاولت فتاة غريرة على المشير طنطاوى، وبدلاً من أن يلومها الكبار، تسابق الجميع للاعتراض على تقديمها للمحاكمة.. وعندما تطاول «نائب» شاب على نفس الرجل، تسابقت بعض الصحف للإشادة بتمسكه بعدم الاعتذار عن السب العلنى.. وكأن الوقاحة فضيلة!.. وفى مرحلة الدكتور مرسى، اعترض شاب طريق الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان، وهو خارج مع أسرته من أحد المطاعم، وأسمعه أمام أسرته ما لا يليق، والغريب أن هذا التصرف المعيب لاقى استحسان معظم برامج الفضائيات ليلتها، دون أن يقول أحد (باستثناء إبراهيم عيسى) إن ما حدث عيب، بغض النظر عن الاختلاف مع «بديع» وجماعته وأفكاره. أما مرحلة ما بعد 30 يونيو، فقد تكفل طلبة وطالبات «الجماعة» بالقسط الأوفر من سخائمها، التى أصبحت جدران المبانى شاهداً عليها، وهم لا يدرون أن القسط الأكبر من رصيدهم (الذى كان)لدى الشعب المصرى كان يرجع للصورة المهذبة لممثليهم، وأن جزءاً من شعبية المشير السيسى راجع إلى نظافة لسانه، وتعففه عن الرد على السباب.. فيا كل فرقاء السياسة، لا تنسوا أن الشعب المصرى فى معظمه شعب مؤدب، متحضر، يعرف الأصول، وأنه يحب من يشبهه. تلك كانت كلمات المهندس عبدالهادى، أردت أن أنقلها لكم بنصها، لأن فيها حضاً على التمسك بمبادئ وقيم لا يجوز أن نهجرها، أو نسكت عن الاعتداء عليها. نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عبدالهادى» يطفئ 60 شمعة «عبدالهادى» يطفئ 60 شمعة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon