توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو عاش عبدالناصر 25 يناير

  مصر اليوم -

لو عاش عبدالناصر 25 يناير

سليمان جودة

جاء جمال عبدالناصر إلى الدنيا فى عام 1918، ورحل عنها فى عام 1970، ولو عاش إلى ثورة 25 يناير 2011، لكان فى الثالثة والتسعين من عمره.. والسؤال هو: ماذا لو جاءت 25 يناير، وهو على قيد الحياة، ثم وهو فى الحكم، وبأى طريقة كان عليه وقتها أن يتصرف؟! وحتى لا يكون كلامنا نظرياً من أوله إلى آخره، ومن أجل أن يكون عملياً، وأقرب إلى واقعنا الذى نعيشه، فإن تجربة محمد السادس، ملك المغرب، يمكن جداً أن تكون مرشداً لنا فى الإجابة عن السؤال. صحيح أن محمد السادس ليس من جيل عبدالناصر، وصحيح أنه حاكم شاب، ولكن الأصح من ذلك أنه ورث الحكم عن أبيه الحسن الثانى، وأن الحسن الثانى حكم بلاده منذ مطلع الستينيات، أى منذ زمن عبدالناصر، ثم واصل الحكم أيام السادات، وطوال سنوات مبارك إلى أن مات فى آخرها. وعندما قامت «25 يناير» فى القاهرة كان محمد السادس فى الرباط يحكم بنفس سلطات أبيه المطلقة، وكادت أصداء «يناير» تصل إلى المغرب من تونس مرة ومن مصر مرة لولا أن الملك الشاب المغربى تصرف ربما كما لم يتصرف ملك من قبل، وأدرك بسرعة، وبحس مجرد منه، أو بإشارة ممن كانوا حوله أن أباه لو كان حياً لتدارك الأمر بسرعة أيضاً، ولكان قد أحنى رأسه قليلاً، أو حتى كثيراً، فى سبيل أن تمر عاصفة «الربيع العربى» بأقل خسائر ممكنة، أو دون خسائر إن كان ذلك ممكناً! وفعلاً.. أصدر محمد السادس قراراً بتشكيل لجنة تكون مهمتها الأولى تعديل الدستور الذى ورثه عن أبيه، فلا تعود للابن تلك السلطات التى كانت للأب، ولا حتى نصفها: وخرج الدستور الجديد ليقلص عدد الوظائف التى كان الملك يضع شاغليها فى أماكنهم بقرار منه من 1037 إلى 50 وظيفة، ثم ليفصل تماماً بين الدور السياسى للملك وبين الدور الدينى، بوصفه هناك أميراً للمؤمنين.. وأخيراً فإن الدستور الجديد قد راح يدعم بقوة دور البرلمان فى مساءلة الحكومة. الذين عاشوا أجواء ما بعد 25 يناير فى المغرب، ثم لمسوا الروح الجديدة التى صدر بها دستورهم الجديد، عرفوا جيداً أنه كوثيقة دستورية عصرية قد نجح فى احتواء بدايات عاصفة كانت تتشكل فى سماء البلد! وليس هناك شك فى أن الحسن لو كان قد عاش إلى أيام «يناير» لكان قد بادر من تلقاء نفسه بما بادر به ابنه متطوعاً، لأنه لم يكن هناك بديل آخر. ولم يكن غريباً أن تخرج صحيفة «أخبار اليوم» بمانشيت غريب ومثير بعرض صفحتها الأولى، فى أعقاب إقرار دستور الملك الجديد.. كان المانشيت يقول: الملك يسقط النظام! وكان الإيحاء فى المانشيت واضحاً، ففى كل مرة كانت الجماهير تهتف فى شوارع مدن وعواصم «الربيع» كانت تطالب بإسقاط النظام.. ولو أنصفت تلك الجماهير المندفعة لطالبت بإصلاح النظام، لا بإسقاطه، خاصة أنها لم تكن تملك بديلاً عن النظام التى تطلب إسقاطه، ثم تلح فى الطلب! وبالإجمالى، فإن ما أريد أن أقوله إن الثورة أى ثورة، إنما هى أهداف ومبادئ، وليس أشخاصاً، وهذا ما يتعين علينا أن نعيه، ونحن نحتفل بعد غد بمرور ثلاث سنوات على 25 يناير، وهذا أيضاً ما كان عبدالناصر فى ظنى سوف يدركه، لو عاش يوماً من هذا النوع. كان سيدرك كما أن علينا أن ندرك أن «الثورة» التى لا تسعى إلى أن تغير فى محتوى أسلوب التفكير، ولا تعمل على أن تبدل فى تكوين طريقة العمل لدى الذين يحكمون ليست ثورة من قريب ولا من بعيد، ولا يجوز أن تحمل هذا الاسم.. إنه الدرس الذى يجب أن نتمثله، وألا يغيب عن أعيننا لحظة، ونحن نتطلع إلى «25 يناير» فى ذكراها الثالثة. نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو عاش عبدالناصر 25 يناير لو عاش عبدالناصر 25 يناير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon