توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواجهة مع حسن البنا

  مصر اليوم -

مواجهة مع حسن البنا

سليمان جودة

أتابع باهتمام مذكرات الراحل جمال البنا، التى يقدمها الأستاذ السيد الحرانى، فى حلقات أسبوعية، لقراء «المصرى اليوم»، وكانت الثالثة منها منشورة صباح أمس الأول. ولم أستطع أن أمنع نفسى، من المقارنة بين شىء مهم للغاية، جاء فى هذه الحلقة الثالثة، وبين ما كتبه الزميل «نيوتن» على هذه الصفحة، فى الصباح ذاته، متسائلاً - عن حق - عن دور غائب للأزهر، على مدى عقود، من الزمان، فى مواجهة فكر منحرف للإخوان، شاع مع الأسف، لدى طائفة من أبناء هذا الوطن. ذلك أن جمال البنا، يقول فى تلك الحلقة المهمة، إنه واجه ذات يوم، شقيقه حسن البنا، مؤسس الجماعة الإخوانية ومرشدها الأول، بأن الإيمان الذى تدعو إليه «الجماعة» ويقودها إليه حسن البنا، ومن ورائه قادها إليه، مرشدوها السبعة الذين تعاقبوا عليها من بعده، إذا لم يقترن بالإنسان، فى كل لحظة من لحظاته، فهو إيمان يُضل - على حد تعبير جمال البنا - ويضلل الناس. ولا أحد يعرف، كيف غابت هذه الفكرة المهمة للغاية، عن حسن البنا، ثم عن الذين جاءوا من بعده فى «الجماعة»، وعن كل الذين انتموا إليها؟!.. ولا أحد أيضاً يعرف، كيف غاب عنهم جميعاً، أن الإنسان بوصفه إنساناً وكفى، بصرف النظر عن جنيسته، أو دينه، أو لونه، أو أى شىء، إذا لم يكن حاضراً بقوة، فى عمق الدعوة إلى أى إيمان، فلا قيمة لها، كدعوة أبداً، مهما كان علو صوتها، شأن صوت جماعة الإخوان، ومهما كان عدد المنتمين إليها. وربما يكون من الضرورى هنا، أن نشير إلى أن الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، حين رشح نفسه للرئاسة، عام 1992، فإنه طبع برنامجاً انتخابياً وزعه على الناخبين الأمريكان، كان عنوانه: الإنسان أولاً! ولعلك تلاحظ أنه لم يجعل العنوان: «الأمريكى أولاً».. صحيح أنه كان يخاطب المواطن الأمريكى فى الأساس، ولا يخاطب غيره، ولكنه، عن قصد، اختار أن يخاطبه كإنسان فى الأصل، دون أن يتوقف مطلقاً عند ديانته فى المجتمع الأمريكى، أو عند لونه، أو موقعه الاجتماعى، أو أى شىء يمكن أن يميز مواطناً عن آخر. ولعلك تلاحظ كذلك، أن هذا تحديداً، هو كل ما كان يعنى الأمريكان فى مرشحهم للرئاسة، فلم يكن أحد يعنيه ما إذا كان كلينتون يذهب إلى الكنيسة، أو لا يذهب.. يؤمن حتى بربه، أو لا يؤمن.. يضع فى يقينه حساباً للآخرة، أو لا يضع.. هذا كله يظل بين العبد، أياً كان دينه، وبين ربه، ليبقى بعد ذلك، الكيفية التى يتطلع بها إلى كل إنسان من حوله، سواء كان مرشحاً للبيت الأبيض، شأن كلينتون وقتها، أو كان مرشداً لجماعة إخوانية، شأن حسن البنا، أو كان رجلاً يعنيه الإنسان، كإنسان، فى المقام الأول والأخير، شأن جمال البنا. غاب الإنسان، عن فكر جماعة الإخوان، التى جرى تصنيفها جماعة إرهابية مؤخراً، فغاب عنها كل شىء، ولو كان الإنسان حاضراً عندها، منذ أيام حسن البنا، ما كان لها أن تتخبط يميناً مرة، وشمالاً مرات، حتى تنتهى، فى غاية المطاف، جماعة إرهابية يطارد المصريون أتباعها فى كل شارع! الإنسان عندها كان، ولايزال، مجرد وسيلة لتحقيق طموح سياسى، وليس غاية محترمة فى حد ذاته، وهذا فى الحقيقة، هو مأزقها العميق الذى لا تريد أن تتوقف عنده، ولا أن تنتبه إليه، لنجد أنفسنا عند سؤال البداية: أين الأزهر، وهل كان لمثل هذا الفكر الضال، أن يكون له مكان، لو كان الأزهر قد حضر؟! نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجهة مع حسن البنا مواجهة مع حسن البنا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon